حوار- المصري الفائز بنائب رئيس "الشباب الإفريقي": لا توجد عنصرية في مصر وعلينا الاهتمام أكثر بالقارة
حوار-رنا الجميعي:
تصوير-روجيه أنيس:
مع نهاية عام 2017 حصل الشاب المصري حسن غزالي على منصب نائب رئيس مكتب اتحاد الشباب الأفريقي، ضمن فعاليات الدورة الخامسة لمؤتمر اتحاد الشباب الإفريقي.
عقدت الدورة خلال الفترة من 19 – 21 ديسمبر، داخل المقر الرئيسي بالسودان صوّت لمصر 23 دولة من أصل 26، حمل شعار الغزالي خلال انتخابات الاتحاد "صوت من لا صوت لهم".
مصراوي حاور غزالي لمعرفة تطلعاته داخل اتحاد الشباب الأفريقي خلال الثلاثة أعوام القادمة، كيف وصل إلى منصب نائب الرئيس، وما هي شروط الترشح، وكيف يُمكن تحسين الأوضاع بين مصر وأفريقيا من نظرة شبابية، فإلى نص الحوار..
-متى تم ترشيحك لمنصب نائب رئيس اتحاد الشباب الأفريقي لمنطقة شمال القارة؟
تم التقدّم قبل 20 نوفمبر 2017، كنت أمثل مصر من قِبل ترشيح المهندس "خالد عبد العزيز" وزير الشباب والرياضة لي.
-احك لنا عن لحظة التصويت والفوز؟
كانت الدولتان المُرشحتان للمنصب هما مصر والجزائر، أثناء التصويت هتف الحاضرون باسمي، كانت لحظة مُبكية، شعرت بالثقة التي منحني إياها المصوتون "الناس شافت إحنا عملنا إيه" وقت حصولي على منصب نائب الأمين العام للاتحاد الدورة الماضية.
-من رافقك أثناء التواجد بالسودان؟
كنت برفقة الوفد المصري، دكتورة داليا عزام، مسئول العلاقات الخارجية وعضو مكتب الشباب الأفريقي بوزارة الشباب والرياضة، كذلك عبد الله الباطش، عضو مكتب الشباب الأفريقي وممثل مصر بمجلس الشباب العربي والأفريقي.
-بالأساس فإن أجدادك قادمين من النوبة، هل ذلك كان الدافع للاهتمام بالقارة الأفريقية؟
ليس ذلك وحده، درست مرحلة الثانوية في الزمالك، تلك المنطقة كانت مُزدحمة بمدارس أبناء البعثات الدبلوماسية، بالأخص السفراء الأفارقة، أثرت جغرافية المكان عليّ، كان أصدقائي أبناء بعثات مثل غانا وغينيا واريتريا، من ناحية أخرى كان موقع الجمعية الأفريقية قريب لي، كنت على معرفة بأنها المكان الذي انطلق منه حركات التحرر الأفريقية، وكيف كان تأثيرها قويّ تحديدًا في عهد عبد الناصر، أثناء دراستي "كنت بهرب من المدرسة وأروح الجمعية، واتعرفت فيها على طلاب أفارقة".
في 2014 أسست مكتب الشباب الأفريقي داخل وزارة الشباب، احك لنا عن ظروف إنشائه؟
بعد ثورة 25 يناير سافرت إلى السودان للمشاركة في انتخابات مكتب اتحاد الشباب الأفريقي "السفرية دي اللي اتبنى عليها اللي أنا فيه دلوقت"، وقتها تمكنت من الحصول على منصب نائب رئيس الاتحاد لمصر ضمن مجموعه شباب، تركت تلك التجربة فيّ أثر كبير "شفت إن مفيش حاجة بتجمع العمل الشبابي مع الأفارقة، عشان كدا قولت ليه منعملش مكتب للشباب الأفريقي في مصر".
-لماذا تركت تلك التجربة بداخلك أثر؟
وجدت ترحاب كبير تُستقبل به مصر بالمحافل الأفريقية، يتم النظر إلينا بشكل فيه احتفاء كبير، وسبب ذلك الاحتفاء ثلاثة أعمدة أولها؛ نظرة الأفارقة لجمال عبد الناصر الذي شارك العالم الثالث همومه، ومكانة الأزهر الشريف والحضارة المصرية الفرعونية.
-متى بدأت في تحقيق الحُلم؟
"أول لما رجعت بدأت أكتب مشروع اسمه مكتب الشباب الأفريقي"، واتجهت إلى وزارة الشباب ثُم إلى وزارة الخارجية والجمعية الأفريقية، ناقشتهم في تصوراتي عن المشروع، لكن ظلّ المشروع محبوس على الورق منذ عام 2011 إلى 2014، لكنّ في تلك الأوقات كنت قد استطعت التدريب بالهيئة العامة للاستعلامات، تحديدًا داخل مكتب الشئون الأفريقية، كانت فرصة مناسبة تمكنت خلالها من تعلم الكثير وبناء قاعدة ثقافية جيدة، بعدها قدّمت المشروع ثانية لوزارة الشباب عام 2014، ووافق الوزير عليه.
-أخبرنا عن الدور الذي يقوم به مكتب الشباب الأفريقي.
يلعب المكتب دور كأحد أشكال المشاركة الشبابية، يقوم على التبادل الشبابي مع الدول الأفريقية، ونُمثل مصر في المؤسسات الشبابية الأفريقية، كذلك نعمل على تنمية قدرات الشباب.
-ما الإنجازات التي قام بها المكتب حتى الآن؟
أصبح المكتب واجهة لعملية التبادل بين شباب مصر وإفريقيا، تقدّمت بعض الدول لعروض تأسيس مكتب لمصر داخل دولهم، منها كينيا، قُمنا بعدد من المشروعات منها برنامج الوعي الإفريقي داخل الجامعات.
-وماذا كانت أكبر مشروعاتكم؟
في 2016 نفذنا مشروع اسمه "متطوعو الاتحاد الأفريقي"، ونسعى لاستضافته مجددًا؛ حيث قمنا بتدريب 100 شاب وفتاة على مستوى القارة حتى يتم توزيعهم بعد ذلك على مؤسسات الاتحاد الأفريقي "مصر كان ليها لأول مرة توفير 20 فرصة ضمن الـ100، ودا رقم كبير لأن كل دولة بترشح شخص أو اتنين"، وبالفعل نحن لدينا الآن 20 شخصًا في أهم مكاتب الاتحاد من بينها مكتب رئيس الاتحاد نفسه "أحنا قدرنا نخلق لمصر موطأ قدم داخل مؤسسات الاتحاد الأفريقي"، ولم يكن لمصر من قبل عاملين داخل مكتب الاتحاد رغم أن مصر ضمن ما يسمى بالـ"بيج فايف" أي أنها ممولة للاتحاد الأفريقي.
-كان لديك برنامج انتخابي للدورة الحالية... كيف أعددت له؟
على مدار ثلاث سنوات قُمنا بحملة انتخابية جيدة على مواقع التواصل الاجتماعي، وعلى مستوى القواعد والمجالس الشبابية، البرنامج كان له فريق عمل متكامل داخل وزارة الشباب والرياضة، أعددنا البرنامج على محورين أولهما القدرة التي تمتلكها مصر من بنية تحتية ومقترح لبروتوكول تعاون بين اتحاد الشباب ووزارة الشباب، كذلك استضافة ملتقى سنوي وورش تدريب وتخصيص جائزة تمييز تحت شعار "شباب إفريقيا تعمل".
-في نظرك ما أهمية وجود مكتب للشباب الإفريقي هنا في مصر؟
نحاول من خلاله سد الفجوة بين صانع القرار واحتياجات الشباب، لكن في رأيي أن وجوده يؤكد على مُشكلة لدينا في عدم توجيه نظرنا بشكل أساسي لأفريقيا، أتمنى أن يكون لدى المؤسسات رؤية للتعامل مع القارة، كذلك فإن هناك مُشكلة لدى المصريين أنفسهم "محتاجين يعرفوا إنهم أفارقة".
-ما هي شروط الترشح لمناصب اتحاد الشباب الأفريقي؟
أن يكون المُترشح أقل من 35 سنة، ويتم ترشيحه من قبل المجلس القومي للشباب أو من وزارة الشباب والرياضة، يكون مؤمن بالتوجه الأفريقي.
-حدّثنا عن الشكل الهيكلي لمكتب اتحاد الشباب الأفريقي؟
هناك 13 عضوًا بالمكتب التنفيذي؛ أولهما الرئيس والأمين العام، ثُم 5 نواب لكل منهما، يتم انتخابهم على مستوى القارة، ويكون مساعد الأمين العام من دولة المقر وهي السودان.
-بالنسبة للشأن الداخلي.. هناك بعض الحوادث العُنصرية، مثل قتل المدرس السوداني في فبراير 2016، هل ترى أن من دوركم التوعية ضد ذلك؟
في رأيي أنه لا يوجد بمصر عنصرية، نعم هناك حوادث فردية لكن ليست عُنصرية بالمعنى الشامل، مثلًا في جنوب أفريقيا إلى الآن هناك محلات تسوق كبيرة تبيع ملابس أصحاب البشرة السوداء مُنفصلة عن محلات لملابس أصحاب البشرة البيضاء.
-تُعتبر قضايا النيل من أبرز المشكلات التي تواجه مصر مع الدول الإفريقية.. هل سيكون لكم دور فيها؟
هناك تصور بإمكانية عمل منحة تعليمية مُقدّمة لشباب أفريقيا، نُظهر فيها وجه مصر الحقيقي، من المهم ايصال رسالة مهمة وهي ما قدّمته مصر لأفريقيا.
فيديو قد يعجبك: