بالصور- كيف أعادت ميس مها وطالباتها تدوير المقاعد المدرسية القديمة؟
كتبت-رنا الجميعي:
لم تكن مادة التربية الفنية بالنسبة لجميلة ومها ذات أهمية، صحيح أنهما كانا من مُحبي الرسم، لكنهما لم يتمرنا مُطلقًا على الإمساك بالفرشاة سابقًا، حتى جاءت "ميس مها" كما اعتادا على مُناداتها، وتمكّنت من زرع حُب الفن داخلهما، هما وبقية طالبات المرحلة الإعدادية. أنشطة فنية كثيرة اشتركت الفتيات فيها، لكن الرسومات التي صنعاها على بعض المقاعد الخشبية المُهملة، داخل المدرسة المصرية للبنات، حظيت على بعض الشُهرة على مواقع التواصل الاجتماعي.
اعتادت المُدرسة مها زين دومًا على ابتكار أنشطة جديدة، تُعلمها لطالباتها، لم يكن تدوير المقاعد الخشبية نشاط جديد بالنسبة لمها، التي تحاول باستمرار أن تكسر القيود الروتينية التي تمنعها، منها الميزانية المخصصة لمادة التربية الفنية، التي تصل إلى 60 جنيهًا لفصول المدرسة جميعها "رغم إن مادة الرسم بتضاف للمجموع"، لم تستسلم المُعلمة، لذا فكّرت في أن تُطالب فتياتها بتجميع الأشياء المهملة في منازلهن "أي حاجة قديمة مش محتاجينها، زي اكسسوارات قديمة، أو شنط أو أحزمة أو علب".
تدريجيًا أصبح لدى مها حصيلة كبيرة جدًا من "الروبابيكيا"، تشرح المدرسة "المادة مش معتمدة بس على الشرح النظري، فيه جزء عملي"، كان لزامًا على مها نَفْض الروتين العادي "فيه مدرسين بيضطروا انهم يعلموا الطلبة على الورق بس، لكن دا مبيكونش كافي"، ينبع اهتمام مها كونها خريجة فنون جميلة، وبجانب التدريس فهي فنانة تشكيلية. رغم غرابة طلبات مها بالنسبة للفتيات في البداية، إلا أنهم استجابوا "بعد كدا خليتهم يفرزوا الحاجات دي، المعدن لوحده، والقماش لوحده، وهكذا".
بتلك الطريقة تمكّنت مها من تدريس المادة بشكل أكثر استفادة، حتى امتلأت غرفة التربية الفنية عن آخرها، كانت المُعلّمة حريصة على أن ترى فتياتها عمل أيديهن "لازم تشوف شغلها متعلق ومعموله اخراج كويس، والشاطرين أكرّمهم وأديهم شهادة تقدير في الطابور"، ترى مها أنها لم تكن تستطيع القيام بذلك دون تشجيع من مديرة المدرسة التي اشتغلت بالأساس كمدرسة تربية فنية.
كل حصة تتعلّم الطالبات شيئًا جديدًا، هذه المرّة كان الدرس عن الخشب، فكّرت مها في احضار المقاعد المدرسية القديمة، ورسم الوجوه الأفريقية وعرائس المولد عليها، قامت باختيار أكثر الطالبات الموهوبات ليبدأن الرسم، من ضمن هؤلاء الفتيات كانت مها سيد وجميلة أشرف.
مازالت تتذكر مها، طالبة في الصف الثاني الإعدادي، أن أول رسمة صنعتها بيديها كانت تحت إشراف "ميس مها"، تقول إنها تعلّمت الكثير منها، ذلك بالإضافة أنها كانت المرة الأولى التي ترسم فيها على الخشب، أمّا جميلة، التي تدرس في الصف الثالث الإعدادي، تعلّقت كثيرًا بمُعلمتها، حتى صارت مادة الرسم "هي أكتر مادة بحبها"، ولا تتخيل أنها بعد عام من الآن ستترك مُعلّمتها "حتى لو طلعت من المدرسة هفضل مع ميس مها على طول".
تعوّدت الطالبتان العمل دومًا بأيديهما، وخلال النشاط الخاص بالرسم على الخشب، أشارت ميس مها عليهما فقط بالفكرة "ارسموا وجوه أفريقية أو عروسة المولد"، فعليهما اطلاق العنان للخيال "لازم نتخيل أشكال لوحدنا"، جاءت النتيجة كما انتشرت على الفيسبوك، حيث حوّلت أيدي الفتيات المقاعد المتهالكة إلى أعمال فنية بألوان جميلة ومُبهجة.
فيديو قد يعجبك: