مشغولات من "مرسى علم".. زينب تُعافر من أجل سعادة أبنائها

كتبت-رنا الجميعي:
تصوير-محمود بكار:

سمْت ملامحها يدلّ على البساطة، وجه أسمر يُوحي بالهدوء، لا يُنبz بمعاناة هذه السيدة في حياتها، أنها تُقيم عِماد البيت، وتُربي ثلاثة أبناء وحدها، وذلك من عمل يدها في صُنع مشغولات تراث البحر الأحمر.

جلست زينب فضل داخل معرض "كرافيتي ايجيبت"، الذي انطلق عبر مبادرة "إبداع من مصر"، مُرتدية زي بلون البيج، وهو جزء من تراث بلدها، تعرض عمل سيدات مرسى علم من اكسسوارات وحقائب يدوية، تقول إنها اشتغلت في ذلك المجال منذ 16 عامًا.

لم يكن الأمر بالنسبة لزينب مُجرد عمل، بل جزء منه حفاظ على الهويّة، تعتز كثيرًا بأدوات جدّتها التي كانت تستعملها في المطبخ قديمًا، ورغم أن تيار الحداثة جاء ليُغير من قيمة التراث، بتلقائية قررت الاحتفاظ بأدوات ستّها حتى وإن لم تستخدمها "دا تراث عُمري ما أفرّط فيه".

ذات يوم شاهدت زينب إحدى صديقاتها تعمل تلك المشغولات "بقيت أتعلّم واعمل لنفسي"، تُحبّ السيدة ارتداء زيّ جميل والاكسسوار المُناسب له "ممكن لمّا اروح فرح أعملي اسورة أو عقد"، لكن الأمر تطوّر مع الوقت، أصبحت تُنتج الكثير، تنتظر المواسم كالأعياد لتتجمع هي وزميلاتها على البحر، وتبيع لمن يُريد "في الأول كان البنات ياخدوا مننا اكسسوارات، بعد كدا السُيّاح بقى يعجبهم شغلنا".

من خلال جمعية "يدوية" بدأت زينب في عمل كثير من المنتجات هي ونساء مرسى علم، حيث يتجمّعن في مكان خاص بهن للعمل. تفتخر زينب بما وصلت إليه، تمكّنت بمفردها تربية أولادها الثلاثة، نبرة اعتزاز ترنّ في صوتها مُتحدثة عنهم، فلديها الآن شابة خريجة جامعة السويس، وأخرى حاصلة على دبلوم تجارة، كما يُحبّ أبنائها ما تقوم به "كانوا بيساعدوني بس لما كل واحدة اشتغلت بقى وقتهم ضيق".
تعمل زينب يوميًا "كل ساعة تقريبًا"، تحتاج إلى فكرة جديدة في كل مرة، حينما تخطر ببالها "أرسمها على ورقة الأول"، لازالت تتذّكر ذلك العُقد الذي صنعته مرة واحدة، وأعجب به كل من رآه "على البحر بيكون فيه حاجة شبه القواقع بنقول عليها أبو مقص، عملت زيها عقد"، عرضته فقط زينب، حُبها له جعلها تحتفظ به، ترتديه في كُل مناسبة سعيدة.
لا تملّ زينب من تلك الحرفة، تقول إن أحد أسباب حبها لتلك الحرفة هو أنها تتمكّن من تلبية طلبات أبنائها "بزعل لما أبص على حاجة مش عارفة أجيبها لولادي، ببقى عايزة أجيبلهم كل حاجة، مش مهم أنا ألبس، المهم أسرتي تكون مبسوطة".