في الشهر الوردي.. متعافية تحكي عن "فزاعات وهمية" حول سرطان الثدي
كتبت- شروق غنيم:
ما إن يحل شهر أكتوبر تُكثف حملات التوعية بمرض سرطان الثدي، والذي خصصته منظمة الصحة العالمية واسمته بـ"الشهر الوردي". المرض الذي يتصدر لائحة الأمراض السرطانية لدى السيدات، لايزال يكتنفه معلومات مغلوطة، أو "فزاعات" تُفندها غادة صلاح، مدير مركز صحة المرأة فى المؤسسة المصرية لمكافحة سرطان الثدي، والتي انتصرت على المرض حين باغتها قبل أربعة أعوام.
الكشف المُبكر هو المُنجي، تحكي صلاح عن أهميته وكيف يزيد من نسبة تخطي المرض والشفاء منه، اختبرت ذلك خلال تجربتها وتجربة سيدات أخريات "أنا لو كنت عملته كان هيفرق معايا، بس الحمد لله إني اكتشفت المرض وهو لسة في المرحلة التانية، لكن شوفت تجارب تانية اكتشفت متأخر والموضوع كان أصعب".
فيما تقول منظمة الصحة العالمية إنه "ثمة فرصة كبيرة في إمكانية الشفاء من سرطان الثدي في حال كُشِف عنه في وقت مبكر وأُتِيحت الوسائل اللازمة لتشخيصه وعلاجه. ولكن إذا كُشِف عنه في وقت متأخر فإن فرصة علاجه غالبًا ما تكون قد فاتت، وهي حالة يلزم فيها تزويد المرضى وأسرهم بخدمات الرعاية الملطفة تخفيفًا لمعاناتهم".
معتقدات مغلوطة تتملك بعض سيدات مصر، قابلتها غادة في مسيرة إدارتها للمؤسسة المصرية لمكافحة سرطان الثدي "ناس بتقول أنا ليه أفوّل على نفسي وأكشف؟"، أو عدم الوعي بطريقة الكشف المبكر أو التغيرات التي تطرأ على الثدي "من سن العشرين لازم يبقى في فحص وملاحظة لأي حاجة غريبة في الجسم" فيما تقول إنه قبل الأربعين عامًا يلزم الفحص كل عامين، أما من تخطت الأربعين عامًا عليها إجراء فحص الماموجرام كل عام – أحد أشكال الآشعة السينية للكشف عن الأورام.
لكن ثمة تفاصيل أخرى تؤرق عقل السيدات أن المرض مُعدي، وهي من المعلومات الخاطئة التي تتعرض غادة للسؤال عنها، فيما يظل عالقًا بالأذهان أنه مرض وراثي، تقول غادة بأسى إن ذلك الاعتقاد وحده كان سببًا في مقابلتها لفتيات هُجِرن "سواء من خطيبها أو جوزها عشان فاكر إنها هتتعرض للمرض عشان مامتها مصابة بيه"، فيما تحكي أن ذلك يحدث بنسبة 5% فقط.
لكن ما تؤمن به غادة وتكثف من دعواتها وحملات المؤسسة التي تديرها خلال الشهر الوردي هو الكشف المبكر سواء بالمؤسسة والتي توفره بثمن زهيد، أو الأماكن التي تقدم ذلك مجانًا مثل حملات وزارة الصحة أو مستشفى معهد ناصر "طول ما إحنا مسيطرين عليه طول ما هو مخرجش برة الثدي، ومبيوصلش لمنطقة تانية".
هناك أعراض تشير إلى الإصابة بالمرض تعرضها منظمة الصحة العالمية؛ مثل خشونة وزيادة سمك طبقة الجلد، بثور، تشقق حول حلمة الثدي أو وجود إفرازات، أو تغير في الشكل والحجم، أو وجود تورم.
لكن ماذا إن اكتشفت إحداهن أنها مصابة بالمرض، تقول غادة إنه "مش آخر الدنيا"، فيما تقول منظمة الصحة العالمية إن سنويًا تحدث نحو 1.38 مليون حالة جديدة للإصابة بسرطان الثدي و000 458 حالة وفاة من جراء الإصابة به.
تنصح السيدة التي هزمت المرض أن من يكتشف إصابته به يجب أن يطمئن "نسبة الشفا عالية، فلازم تبقى بتاخدي العلاج وإنتي متقبلة إنك هخفي"، وتحذر من الوقوع في دوامة الاكتئاب "لإنه بيزود الآثار الجانبية للأدوية، لازم الهّمة تبقى عالية وإحنا بنحارب المرض".
لا تحب غادة "التنظير" كما تحكي، تعلم أن رحلة التعافي يعتريها الألم بالعلاج الكيماوي أو تفاصيل أخرى، تدرك ذلك لكنها تؤمن بأهمية اجتياز المرحلة بالانتصار علاجيًا ونفسيًا "اللبس كان ملوّن عشان يبهجني، وأخرج وأشوف الدنيا بس في نفس الوقت أخلي بالي من نصايح الدكتور زي عدم الأكل برة أو أبقى في مكان زحمة".
توجه السيدات لأنشطة قد تغير من حالتهن المزاجية، مثل دروس اليوجا أو تمارين تخلص من التوتر، ترد على الأسئلة التي تردها على صفحة المؤسسة، وفي شهر أكتوبر الحالي تكثف من جوالاتها في مناطق مختلفة، تلقي محاضرات توعوية وتشارك في حملات الكشف المبكر.
لكن شئ مهم قد تعلمته غادة في رحلتها تقوله لكل سيدة تقابلها "التشبث بإنك عاوزة تقومي من الكبوة دي، مينفعش تستلمي ولازم نفسك يبقى طويل"، فيما تشجع السيدات على ضرورة الحكي عن تجاربهن "ده بيفرق مع الناس جدًا، لما ممثلة مشهورة بتقول إنها اتعرضت لده وتجاوزته بيفرق مع الناس، لأننا لازم نواجه الحاجة ومينفعش نقفل على الموضوع لإن ده بيضر أكتر".
فيديو قد يعجبك: