لأول مرة "AltShift" في مصر.. كيف يخدم الاقتصاد الطبيعة؟
كتبت- شروق غنيم:
في ملتقى "AltShift" الذي يقام لأول مرة في مصر، كانت الأجواء هادئة رغم زخم الحدث، 63 متحدثًا من رواد الأعمال والشركات الناشئة، تبادلوا أدوار الحديث على ثلاثة أيام للمشاركين في الملتقى المعني بخلق مساحة بين رواد الأعمال في مجالات شتّى، ومحاولة الربط بين المشاركين الواقعين في مساحات مشتركة من العمل.
فكرة الملتقى جاءت من إيهاب إليا، مؤسس شركة "OuiShare" في مصر، والذي عايش تجربة الملتقى والشركة في دول أخرى وقرر نقلها في مصر، لرعاية مشروعات صغيرة ذات أهداف مجتمعية. وتهدف إذ يوجد للشركة فروعًا في قرابة 40 مدينة داخل 20 دولة.
تحمّس إليا، الذي قضى قرابة 11 عامًا في باريس، وأصبح شريكًا في فرع"OuiShare" بالمدينة الفرنسية، إلى نقل التجربة إلى بلاده قبل عام واحد فقط "حسيت إن التجربة هتكون مفيدة أكتر في مصر، لإنها بتواجه تحديات أصعب من برة، ونقدر من خلال شركتنا نقدم حلول ومشاريع تساعد هنا أكتر".
في مؤسسة "KMT" بمنطقة المعادي، بدأ الملتقى منذ التاسع عشر من أكتوبر وحتى الواحد والعشرين، تحمل سياسة الشركة المنظمة الاعتناء بالبيئة وعدم استخدام البلاستيك، لذا كان الحدث كذلك، مسرح من الكارتون، مقاعد قماشية، الاعتماد على بدائل للبلاستيك في أدق التفاصيل حتى زجاجات المياه، فيما قرر إلياس "إن الملتقى يكون في مكان مفتوح الناس تُفك ويبقى في تعاون بين الناس بدون أي رسميات".
كل يوم كان له سمة مختلفة في الملتقى، تنقّل ما بين الحديث عن مستقبل الأعمال الناشئة، الصحة، القيداة المجتمعية، التكنولوجيا غير المركزية، وفي آخر محطات اليوم الأخير ناقش مفهوم المدن المستدامة وكيف يمكن أن نحوّل المدن الكُبرى في مصر إلى مدن مستقلة "لازم نغير من طريقتنا، فكرنا سوا إزاي نحول الاقتصاد بإنه يخدم الطبيعة مش بس بيستخدمها، إزاي ندخل الزراعة جوة المدينة بدل ما نسافر عشان نجيب الأكل بتاعنا، التعليم إزاي يتطور ويخرج من مرحلته التقليدية". يحكي منظم الملتقى.
في منصة الحكي، أخذ كل متحدث يشرح تقنية يعتمد عليها في عمله، أو كيف طوّع التكنولوجيا في تطبيق خدمي للمواطنين، بين تطبيقات صحية وتكنولوجية وأخرى تساعد على تخضير المدينة وإعادة التدوير، وكيفية اعتماد وسائل النقل والمواصلات على مواد صديقة للبيئة، فيما كانت اللغة المستخدمة لجميعهم الإنجليزية "كان نفسي تكون اللغة الأم لبلدنا، بس لإن الحضور من الأجانب والمصريين ومفيش إمكانية يبقى في ترجمة فورية قررنا تكون إنجليزي، لكن السنة الجاية الملتقى هيكون بلغتنا العربية".
قرابة 25 متطوعًا كانو بمثابة خلية نحل في المكان، ينظمون الفعالية، ينقلونها على وسائل التواصل الاجتماعي بشكل فوري، ويشرفون على خروجها بأفضل حال "لإني من الداعمين للإدارة الحرة، حتى لو أنا اللي مؤسس الملتقى ده بيحصل من خلال النقاش مش فكرة الأوامر" يحكي إليا.
الفعالية تضمنت عدة ورش عمل، وبلغت تكلفة الحضور للثلاثة أيام 350 جنيه، بينما خصص للطلاب بمبلغ 200 جنيه فقط "ولو حد كان عاوز ييجي بس الظروف المادية مسمحتش، يقدر يبعت لنا إيميل يقول ده وهيحضر معانا بدون مقابل"، يقول إلياس إمكانية ذلك رغم أنه لم يطلب أحد هذا.
بحماس ينطلق إيهاب متحدثًا عن الطاقات المتواجدة، والتي يشكل شبابها أكبر فئة في نسبة سكان مصر، فيما تدعم شركته الناشئة "نساعدهم بتوجيه الطاقة في مشاريع بتقدم قيمة حقيقية للناس مش بس عشان تجيب فلوس".
ضمن المتحدثين كان يوجد سبعة أجانب، دعاهم إيهاب للمشاركة بحكم تخصصهم في مجالات مختلفة "كانو منبهرين باللي حضروا، لإنهم شافو ناس جاية ومعاها أفكار مشروعات وتطبيقات حقيقة ونفسهم يلاقو نصايح أو إرشادات تطبق إزاي".
في الملتقى لم يقتصر الأمر على جانب واحد فقط، وضع إلياس برنامج يتيح للمشاركين التحدث ووضع خطط وحلول للقضايا المطروحة، ومثل لعبة الكراسي الموسيقية تبادلت الأدوار بين المتحدثين والمشاركين، انتهى الملتقى بينما أثره لا يزال في نفس إيهاب "مبسوط إن في ناس اتقابلت في الفعالية وفكروا إنهم يشتغلوا مع بعض، ده أكتر حاجة بسطتني، الموضوع مدفي قلبي لإني مكنتش متخيل يبقى في طاقات وتعاون وتفاعل بالشكل ده".
فيديو قد يعجبك: