إعلان

"عشان العيال".. أمهات يكسرن مقاطعة شراء البطاطس

01:51 م الجمعة 26 أكتوبر 2018

أمهات تشتري البطاطس من أجل ابنائها

كتابة وتصوير- شروق غنيم:

لم يكن بدًا من الأمر؛ لمدة أسبوعين منعت ثلاث سيدات البطاطس عن منزلهن، بعدما شهدت قفزة في الأسعار حد الوصول إلى خمس عشر جنيها. لكن كل منهن واجهن في المنزل تفاصيل مختلفة، جعلتهن يكسرن المقاطعة، ويعدن إلى شرائها حتى وإن بدت أسعارها مرتفعة بالنسبة لهن.

لم تذق أسرة نورهان السيد طعم البطاطس منذ ارتفاع سعرها، كلما تجولت السيدة التي تقطن بمنطقة لاظوغلي في السوق القريب لها، تنظر بحسرة على السعر، تُقلب الثمرة بين يديها، ثم تتركها في أسى، غير أن إصابة ابنها الأكبر بالإنفلونزا غيّر رأيها.

"لازم أعمله شوربة خضار"، تحكي السيد التي طافت على بائعي السوق الشعبي باحثة عن أرخص سعر حتى وجدت أحدهم يقدمها بسعر عشر جنيهات، فيما ابتاعت خضروات أخرى لازمة للطعام البسيط، فصُدِمت بالتكلفة "دافعة 38 جنيه عشان شوية خضار ولسه هشتري كمان فراخ، لولا إن ابني عيان ولا كنت فكرت اشتري حاجة خصوصًا إننا في آخر الشهر والميزانية واقعة".

في السوق المتواجد في شارع الفلكي، كان يغازل البائعون المارين بالأسعار، ينادون على البطاطس التي أصبحت بطلة مشهد شراء وبيع الخضروات بسبب ارتفاع سعرها، يعلنون عن انخفاض سعرها نسبيًا والفرصة التي لا تعوض لشرائها "قبل ما تتجنن تاني".

وضع أحد البائعين وعاءين للبطاطس ممتلئين، أحدهما بعشرة جنيهات والآخر باثني عشر، وقفت نورا محمد أمامه تتفحص الثمرات المتناثرة في حيرة، لكنها حسمت الأمر بشراء الأرخص "مش هتفرق كتير، كله هيتاكل".

اهتّز قلب الأم الثلاثينية حين طلبت صغيرتها البطاطس التي تحبها، لم تقوَ على استكمال مقاطعتها أكثر من ذلك، لأول مرة منذ حوالي أسبوعين تهّم بالذهاب إلى السوق لشراء البطاطس فقط لا غير "جيبت تلاتة كيلو عشانها".

ثلاثون جنيهًا دفعتهم السيدة إلى البائع، تتذكر حينما ابتاعت البطاطس آخر مرة "مرة كانت بتمانية جنيه ومرة بعشرة، بس حتى السعر ده على واحدة على أد حالها زيي كتير طبعًا"، تُدبر الأم أحوال المنزل بحيطة، تستغنى عن كثير من المستلزمات "عشان نزُق الشهر"، لكنها عادت إلى الشراء "عشان خاطرها، هي برضو عيلة وملهاش ذنب ولا تفهم يعني إيه حاجة غليت أو رخصت".

2

اتخذت البطاطس مكانة مقدسة في منزل إيمان جميل، إذ يسهل إعدادها في أكثر من شكل في وجبات متعددة حتى في شطائر أشقائها في المدرسة، لم تخلُ وجبة الغذاء من وجودها مرتين أسبوعيًا "وكل يومين لازم على الفطار نحمرها، أو حتى تبقى في سندوتشات أخواتي مهروسة، لكن لما غليت بالشكل ده قاطعناها تمامًا".

لقرابة أسبوعين فكرت أسرة صاحبة الـ28 عامًا في بدائل "نجيب بقى فاصوليا، لوبيا، ملوخية، بتنجان، أي حاجة إلا هي"، فيما أصبحت شطائر الجبن لا غيرها في حقائب أشقائها "وعشان بيحبوا البطاطس بقت ماما تجيبلهم كيس شيبسي مثلًا ياخدوه معاهم".

"لأول مرة البطاطس متبقاش موجودة في يومنا" تحكي جميل أن باقي الخضروات أيضًا مسّها ارتفاع الأسعار "بس يمكن لإن البطاطس طول الوقت متاحة وسهلة وبتكون البديل لما الحاجة تغلا، حتى ممكن نطبخها بمية من غير لحوم ويفضل طعمها حلو، فاتصدمنا بالشكل ده".

3

في المدرسة التي تعمل بها كإخصائية اجتماعية لا ينقطع الحديث عن الأمر "مش فاهمين ليه ده حصل، مكنش في أي تمهيد إنها تغلى كده"، فيما اضطرت الفتاة بشراؤها أمس الخميس "منقدرش برضو نقعد المدة دي كلها من غيرها كمان سعرها قل شوية، والأهم عشان خاطر أخواتي، برضو شيبسي الأكياس ده مش حلو طول الوقت عليهم".

فيديو قد يعجبك: