بالصور- مخيم "مفتاح النوبة" مصيف لأهالي أسوان ومشتى للسياح
كتبت- دعاء الفولي ورنا الجميعي:
على أطراف جزيرة هيسا النوبية، وقف ممدوح سعد يستقبل ضيوفه الجُدد أمام المخيم، مُفتتحًا بهم موسم جديد، بعدما تحوّل "الكامب" من مصيف لأهل أسوان، إلى مُخيّم للاستجمام خلال موسمي الخريف والشتاء.
في مخيم "مفتاح النوبة" جاء الضيوف لاقتناص ساعات من النعيم، هُنا على بعد مسافة من العُمران، حيث الهُدوء وصفاء مياه النيل، وجبال تُحيط من كل جانب، هُنا حيث السكينة يعلو صوتها، والسماء ترتدي زيها الأجمل.
تقع جزيرة هيسا شرق مدينة أسوان، محلّها بين خزان أسوان والسد العالي، على مسافة قريبة من معبد فيلة.
منذ سبع سنوات فكّر سعد وشقيقه في مشروع جديد "إحنا طول عمرنا شغالين في السياحة"، كان المشروع الجديد تعتمد فكرته على إنشاء مكان للتخييم وسط الجبال "زي الكامبات اللي بتتعمل في سينا". تتعدد الفنادق السكنية في جزيرة هيسا، لذا حاولا الشقيقان الابتعاد عن المشروعات التقليدية "الجزيرة كلها مفيهاش خيم، إحنا بس"، على حد قوله.
لم يتكلّف الأمر الكثير، بضعة خيم نُصبت على أطراف الجزيرة للمبيت، وإعداد الطاولات والسجّاد للجلوس والطعام، وتم إرساء مركب يصل بين الأرض والجزيرة، هكذا تم إنشاء مخيم "مفتاح النوبة".
يعتبر شهر أكتوبر هو بداية موسم جديد مُنتعش لسعد، يستمر ازدهار الموسم حتى شهر مارس، حيث الطقس الدافئ بعيدًا عن حر الصيف، الذي يتوقف فيه عمل "الكامب"، ويتحوّل لمصيف لأهالي أسوان "العيال بييجوا يستحموا هنا، الماية بيزيد منسوبها في الصيف"، يُشير سعد إلى خط أسود يظهر حدّه على الجبال المُحيطة، وهي العلامة التي تؤكد على ارتفاع منسوب مياه النيل في الصيف.
كانت الرحلة القادمة لثماني أشخاص، جاءوا من القاهرة وأسوان والأقصر، والمغرب أيضًا، تتعدد الجنسيات القادمة لـ"كامب النوبة"، لا يعتمد سعد في الدعاية على وسائل التواصل الاجتماعي كثيرًا "الناس بيقولوا لبعض، وتلاقيهم جايبين بعض في المرة اللي بعدها".
الهدوء يُحيط المكان، لا يوجد إضاءة سوى عدة شموع تتفرق على أطراف الجزيرة، فيما كان الحظ الحسن من نصيب الزائرين الجُدد، حيث شكّل القمر بدرًا فأضفى بنوره على المكان، وعبثت الشُهب بالزائرين لتظهر مرة بعد أخرى مُثيرة أجواء ممتعة. يقوم برنامج الكامب على تقديم وجبة عشاء منزلية للقادمين، يتم تجهيزها مُسبقًا "ستاتنا هما اللي بيطبخوا", كذلك تقديم قهوة الجَبنة المشهورة لدى أهالي حلايب وشلاتين، يقول سعد ضاحكًا "النوبيين بردو يعرفوها".
بعد نصف ساعة من قدوم الزائرين، أعدّت لهم أطباق شهية من الطعام، هرولوا إليه مُستمتعين بالأكل وسط الطبيعة. يُسهّل الكامب أيضًا مبيت للراغبين "فيه ناس بيباتوا تلات وأربع أيام"، كما أنه يستقبل الحفلات أيضًا "اللي حابب بييجي عندنا يعمل زفة نوبي".
الحديث بين الزائرين لا ينقطع، ثرثرة ومُحاولة للانقطاع عن وسائل التواصل الحديثة، كُلما استخدم أحدهم هاتفه أوقفه الآخرون. لا يعتمد ممدوح على مشروع الكامب كمصدر لدخله فقط، يعمل بالأساس موظف حكومي، وليلًا يقوم بالعمل في المشروع، أحيانًا يصير الكامب فرصة لتجمّع أقارب وأصدقاء سعد "في رمضان بناخد أجازة وكل واحد يجيب أكل ونعمل فطار جماعي".
ثلاث ساعات كان عمر زيارة الضيوف للكامب، ابتعدوا فيها عن ضجيج المدينة، غير أن الوقت مرّ سريعًا، حيث أخذوا المركب عائدين إلى أسوان مرة أخرى. يُفكّر سعد أحيانًا في تطوير المشروع، يقول إن هناك مُستثمر يريد تحويله إلى بيوت ذات نظام القباب، وهو ما يراه مشروع جيد لاستثمار نجاحه داخل جزيرة هيسا "تبقى بيوت هنا، أحسن من القماش ده، في الصيف مبيستحملش".
فيديو قد يعجبك: