بالزي المدرسي.. مدرس يصحب طلابه للسوق "عشان الرياضيات" (صور)
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
-
عرض 5 صورة
كتبت-إشراق أحمد:
صباح الأحد الماضي، كان يومًا دراسيًا مختلفًا لطلاب مدرسة اللغات الرسمية المتميزة؛ اصطحب محمد علي برجاس تلاميذ فصله في رحلة تعليمية. "بكرة يا ولاد هنروح السوق" قال معلم الرياضيات لأصحاب الستة أعوام.
منذ عمل "برجاس" في المدرسة قبل 4 أعوام، اعتاد أن يكون له مشروعًا سنوياً مع طلابه. أعطى له هذا العام عنوان "تعلم حب الرياضيات". قرر صاحب الثلاثة والثلاثين ربيعًا أن يخرج بالأنشطة عن أسوار المدرسة الواقعة في منطقة الخارجة، محافظة الوادي الجديد "كل سنة بنعمل يوم التسوق داخل المدرسة بنخلي الولاد يمارسوا البيع والشراء كنشاط للتعامل مع الأرقام والعمليات الحسابية" يقول المعلم.
فكر معلم الرياضيات أن طلاب الصف الأول الابتدائي لا يشاركون في عامهم الأول لأنهم لا يعرفون عن الأمر شيئًا، لهذا كانت التجربة معهم لمعايشة أجواء السوق، حتى حين يشاركون في هذا اليوم يكون لديهم الخبرة مثل رفاقهم الأكبر عمرًا.
في غضون التاسعة صباحًا، ذهب 28 طالبًا إلى سوق البلد أو سوق الخارجة القريب من المدرسة. بصحبة 4 مدرسين بينهم "برجاس" سار الصغار داخل أرجاء السوق. كمرشد سياحي تقدم معلم الرياضيات الطلاب يوجه مسارهم "في من الولاد أول مرة يروحوا السوق واللي بينزل مع أهله مبيشتريش حاجة لوحده".
كان المعلم، صاحب الفكرة، قد تواصل مع أولياء أمور الطلاب باليوم السابق، ليعلمهم بالنشاط الخارجي الذي سينفذه مع أبنائهم وما عليهم أن يستعد به الصغار، وكذلك يطمئنهم على أمانهم.
داخل السوق، قبض كل طالب على ما لديه من أموال "أولياء الأمور أدت الفلوس للولاد وقالوا لهم يشتروا حاجات محتاجينها زي الطماطم والجرجير مثلا"، يبتسم المعلم بينما يقول إن حماس الصغار للتجربة، دفع البعض للانجذاب نحو الألعاب وشرائها بدلا من طلبات المنزل.
حالة من السعادة غمرت الصغار، بالإضافة إلى استيعاب قيم تربوية وتعليمية، استقبلوها طيلة قرابة ساعة ونصف هي مدة الرحلة، ما كانوا يدركونها إلا بعد سنوات وفقًا لخطط المناهج.
يذكر "برجاس" إحدى طلابه التي لم يعد لديها في نهاية الجولة سوى 4 جنيهات فأرادت شراء العنب، لكن ثمنه كان 10 جنيهات، فأخبرت المعلم أنها قرر شراء الخيار لأن سعره 4 جنيهات، حينها ضم ذلك الموقف لدلائل فائدة الرحلة "البنت عرفت قيمة المقارنة والأكبر والأصغر بشكل عملي رغم أن ده هياخدوه قدام شوية".
لم تكن رحلة السوق مختلفة فقط للطلاب بل أيضاً للبائعين ومرتادي المكان، ما كان مشهدًا معتادًا رؤية عدد من الأطفال يسيرون معًا بزيهم المدرسي بينما يتقدمهم شخص يشرح لهم. "الناس كانت بتستغرب وتسأل أنتوا بتعملوا إيه وليه" يقول "برجاس" مشيرًا إلى تبادل التفاعل، إذ أصبحت دائرة المعرفة بالنشاط التعليمي أوسع من حدود المدرسة، حتى أنه حينما قررت المدرسة مد النشاط لجميع طلاب الصف الأول الابتدائي استقبلهم أصحاب السوق بترحاب.
اليوم تكررت الرحلة إلى السوق مع فصل أخر غير الذي يتولاه "برجاس"، لكنه ذهب معهم باعتباره المشرف على النشاط، إلا أن معلمًا غيره مارس مهمة الإرشاد، وكذلك التفاعل كان أكثر، إذ سُمح للأطفال بكيل ما اشتروه ليروا كيف تتم عملية الوزن، بالإضافة إلى توفير صاحب محل طيور مكان لهم للشرح وأعطى لهم فرصة لمس الطيور والأرانب.
ووسط الثناء على المدرسين ودعوات بعض الباعة لالتقاط الصور مع الصغار، نادى أحد الباعة المدرس المشرف على الطلاب وأعطاه 50 جنيهًا مطالبًا إياه بشراء حلوى للأطفال "دي أول مرة تحصل أن حد يتبرع عشان يفرح الولاد وده كان تقدير للي حصل" يقول المعلم بفرحة.
لم تتوقف تعليقات أولياء الأمور على جولة السوق المستمرة، ردود الفعل تلك التي جعلت "برجاس" يتأكد أن "التعليم ممكن يكون في أي مكان وبأبسط الإمكانيات.. اللي عايز يعلم هيعلم طالما عنده هدف واضح ورسالة".
فيديو قد يعجبك: