بالصور- في أربعة أدوار.. كيف يكتشف طفلك الحضارة المصرية؟

كتابة وتصوير- شروق غنيم:

حين يزور الأطفال متحف الطفل، فإن الأمر أشبه بآلة الزمن، يعود فيها الصغار إلى بداية الحضارة المصرية، من الفراعنة، التحنيط والدفن في مقابر تحت الأرض إلى علم الفلك والسفر إلى الفضاء. رحلة يقودها وليد محمود أمين المتحف.

مع الافتتاح الرسمي للمتحف في عام 2012، بعد تجديدات دامت قرابة خمس أعوام، بدأ محمود العمل داخل المكان، يقوم المتحف بشكل أساسي على تبسيط العلوم والمعلومات للأطفال، يستبدل المناهج المدرسية بتجارب عملية.

المتحف مُقسم زمنيًا، حسبما يصف محمود، يبدأ من البدروم حيث حضارة مصر القديمة، من تماثيل للفراعنة، معابد، تحنيط والآثار، فيما يخصص الدور الأول لشكل الحياة في عهد الفراعنة من حيث، الزراعة، الحصاد، الفيضان، المدرسة، السوق، اللبس، والاحتفالات.

بدءً من الدور الثاني تتشكل معالم مصر الحديثة، من مصادر الطاقة، الصحاري، السد العالي، ومنطقة البحر الأحمر، فيما يأتي الدور الرابع والأخير داخل المتحف لعلم الفلك حيث مصر المستقبل.

في الدور المخصص لحضارة مصر القديمة، يقترب الأطفال من الفراعنة، يتعرفون على فلسفتهم في التحنيط، حكايتهم مع حُكم مصر، فيما ينظم المتحف نشاطات عملية لذلك، في ركن مخصص يجلس الأطفال ومعهم أداة للتنقيب عن الآثار، وأسفل الرمال تبدأ عملية البحث والتنقيب عن الآثار المدفونة "بتبقى لعبة بالنسبة لهم بس مهم يتعلمو بطريقة ممتعة".

الأمر متكرر في الدور الأول، حيث يختبر الأطفال الزراعة بأنفسهم، يعطيهم المتحف بذور يغرسونها في أوعية ويأخذونها معهم إلى المنزل "عشان نعلم الطفل إن كل العلوم ليها أصول، سواء زراعة أو عمارة وإن بدايتها كانت هنا في مصر بأيادي جدودهم". يحكي الدكتور أسامة عبدالوارث مدير المتحف لمصراوي.

يحاول المتحف أن يغرس الاعتزاز بالوطن داخل الأطفال "وميبقاش مجرد كلام إنشائي إننا حضارة 7 آلاف سنة، لا يكون قدامه حاجة ملموسة"، فيما يستقبل أيضًا المكان كما يحيي عبدالوارث فعاليات من سفارات أخرى داخل مصر "عشان نوريهم إن في ثقافات وحضارات تانية، وإننا مش لوحدنا في العالم ولازم نحترم ونقدر الإسهامات الأخرى".

في الدور الأخير رغم حداثة موضوعه إلا أنه يعود أصله إلى الفراعنة أيضًا "لإنهم أول ناس اكتشفوا علم الفلك"، على الأرض رُسمت دائرة الأبراج التي تعود إلى آلاف السنوات، أعدها الفراعنة لشكل السماء "كانوا متخيلينها مجموعة من النجوم والأبراج وإن في ناس على الأرض هما اللي رافعين السما لفوق" يحكي أمين المتحف "الرسمة الأصلية موجودة في متحف اللوفر في فرنسا، لكن في نسخة طبق الأصل في معبد الدندرة".

يتعرّف الطفل في دور "الفلك" على الطرق القديمة والحديثة في تحديد الاتجاهات عبر النجوم، والأدوات الفلكية بدءًا من آلة الربعية آيام الفراعنة وصولًا إلى سفينة الفضاء. في المتحف كل شئ مُجسم، إذ يجد الطفل أمامه نماذج مصغرة من كل الآلات.

يعقد المتحف بروتوكول تعاون مع أكاديمية البحث العلمي ومعهد العلوم الأفريقية كما يقول مدير المتحف لمصراوي "بنفذ برامج تبسيط العلوم للأطفال، من خلال رحلات علمية، ثقافية، ويوزوا متاحف ومسارح"، فيما يضم مجموعة أخرى من الأنشطة للأطفال، مدرسة باليه، موسيقى، رسم ونحت، وبعد نهاية كل عام يُعِد المكان احتفالية لكل فئة فنية.

طموحات المتحف تجاه الطفل لا تنتهي، ما بين الترفيه والثقافة يحاول المكان تقديم المعلومات لدى الطفل، فيما ينتظر عبدالوارث الانتهاء من إنشاء مركز العلوم داخل المكان "قدرنا نحصل له على تمويل ودلوقتي في مرحلة الترخيص"، فيما قد يستغرق الأمر قرابة عامين "هدفنا إننا نكوّن علماء للمستقبل".