"غزل الحكايات".. التطريز وسيلة فلسطينيات لـ"وِصال" الوطن
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
-
عرض 11 صورة
كتابة وتصوير- شروق غنيم:
لم تخلُ طاولة من ألوان العلم الفلسطيني، كل المُنتجات متوّجة برسمته، بين كل المنتجات المتراصة على الطاولات تبرز ورقة مدوّن عليها "فلسطين عربية"، من أعمال يدوية، "التوب" التراثي والمأكولات الشعبية، تنوعت المشاركات داخل السوق الخيري السنوي للمرأة الفلسطينية، الذي أقيم أمس السبت بحضور بحضور السفير الفلسطيني دياب اللوح.
مع عام 1963 أُنشئ الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية، كانت الأولوية لدى المؤسسين إقامة سوق خيري لمشروعات نساء فلسطين داخل الأراضي المصرية لدعمهن "ومن ساعتها بطلنا نعّد هالسوق عمره أديش" تحكي وسام الريّس، مسئول الإعلام في الاتحاد لمصراوي.
في الأول من ديسمبر، حيث يُقام اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، كان نادي المقاولين للتجديف في الدقي يعّج بأبناء فلسطين، على الدّبكة وأغاني المقاومة أخذ السوق الخيري طابعًا فلسطينيًا خالصًا "هاليوم عرس فلسطيني، لا نقيمه للكسب وبس، لكن وسيلة نتجمع فيها ونصير نتذكر بلادنا".
قرابة سبعين طاولة توزّعت عليها المنتجات، غير أن المشاركة لم تقتصر على السيدات الفلسطينيات وحسب، يفتح الاتحاد الفلسطيني أبواب السوق الخيري إلى مصريات وسوريات، ورغم اختلاف المنتجات إلا أنهن يحرصن على وضع رموز على طاولتهن لدعم القضية الفلسطينية "بنحس إنه أي سيدة عربية بتشارك باليوم، كإنها داخل قطعة من فلسطين". تقول الريّس.
من مصر استقرت إلهام لعرض منتجات الجمعية النسائية لتحسين الصحة، المتواجدة بمنطقة عابدين. منذ حوالي عشر سنوات تواجدن بالسوق الشعبي، يستقدمن معهن المنتجات التي صنعتها أيادي نساء الجمعية "زي أطقم سراير أو ملبوسات ومأكولات زي المخلل مثلًا".
عام 1936 تكوّنت الجمعية المصرية، فيما تم إشهارها عام 1966، وترعى بالأساس مرضى الدرن والفتيات المُعنَّفات-اللاتي يتعرضن لعنف-، فيما تضم دار مهارات ورعاية لأطفال المعنفات داخل المكان. اعتادت إلهام المشاركة في معارض شتّى غير أن السوق الخيري الفلسطيني له مكانة خاصة في قلب السيدة المصرية "بحّس بأجوائه أكتر وبندمج مع ستات فلسطين وبنبقى أهل، خصوصًا إننا بنعمل حاجة تدعم قضية مؤمنين بيها زي القضية الفلسطينية".
السوق الخيري تعرض إلى فترات هبوط وصعود كما ترويها الريّس، في البدء اقتصر على الجالية الفلسطينية في مصر، ثم توسّع وأصبح مركز جذب للسفارات العربية أو الأجنبية الداعمة للقضية الفلسطينية "كان في دعم لنا، لكن سنة 1994، صارت جهود كل الدول لمساعدة السلطة الوطنية في الداخل ورفعت الدعم عن المؤسسات الفلسطينية بالخارج، بس نحنا قادرين نوقف على رجلينا بجهودتنا الذاتية، سواء ببيع المنتجات أو تبرع العضوات بالاتحاد".
ألف ومائة سيدة فلسطينية يحتضنها الاتحاد داخل مصر "بنعمل لجان في مناطق مختلفة لحتى نغطي كل المحافظات المصرية ونوصل لابنائنا". لا تتوقف حركة البيع داخل الاتحاد طوال العام، لكن السوق الخيري "حدث بنستناه من السنة للسنة، بنتوّج كل أعمالنا في هاد اليوم".
فطائر بالسبانخ، مسخن، الثوب التراثي الفلسطيني، شال، أو مشغولات صغيرة للأيادي، كلها اجتمعت في السوق الخيري، إلى جانب ذلك كان للقضية الفلسطينية حضورًا قويًا، شعارات مناهضة للاحتلال داخل جنبات المكان، ورفض لترحيل أهل فلسطين القسري من بلادهم "في مناطق حاليًا متل سلوان والخان الأحمر وشعفاط بيحاول الإسرائيليين ياخدوها ليضموها لمستوطناتهم القريبة".
عند باب الدخول إلى الفعالية، تستقر لافتة كبيرة باللون البرتقالي للتضامن مع حملة الستة عشر يومًا من النضال ضد العنف تجاه المرأة "نساء فلسطين تتعرضن لأبشع أنواع العنف، ترحيل قسري وعنف متل غزة التي تتوالى عليها غارات الاحتلال، وحرمانها من الأمان أو قتل أزواجها وابناؤها، والأبشع محاولة تجريدها من وطنها".
في السوق الخيري، تواجدت سيدات فلسطينيات وُلدن خارج بلادهم، لم يعرفن شكل الشوارع، مذاق الطعام هُناك، أو ارتداء "التوب" التراثي في مدينتهم، لكن حاولوا التقرب أكثر من وطنهم بغزل منسوجات وملبوسات تحمل هّم القضية.
تحكي تغريد عابدين، التي ولدت في مصر قبل أربعين عامًا، عن مشاركتها طيلة أربعة أعوام في السوق الخيري "بحّس إني في بلدي ومانّي في غربة". على طاولتها تضع إكسسوارات وأعمال كروشيه متنوعة.
قبل ثمانية أعوام بدأت مشروعها "لما حسيت إني بدي أعمل إسورة بعلم فلسطين لحتى تكون رمز للتعريف بالقضية"، من هنا استكملت رحلتها في العمل حتى شاركت في معارض مختلفة "روحت أماكن كتير، بس ياللي بدي يتحقق إني أقدر أبيع هالأشياء في وطني".
لمدة أربعة أيام عكفت دعاء القهوجي على صناعة خريطة فلسطين يدويًا "الفكرة إجت لما حبيت أعلّق خريطة بلادي في بيتنا، قولت ليش ما نبيع متلها لتكون تعريفية بجغرافيا وطننا وأحقيتنا في أرضنا؟". تحكي الفتاة الثلاثينة التي انضمت إلى الاتحا العام للمرأة الفلسطينية رفقة والدتها ليلى صقر قبل سبعة أعوام.
ثلاثون عامًا قضتهن القهوجي داخل مصر "عمري ما شوفت بلادي بس بدوّر عليها في التطريز، هيك بتقرّب منها أكتر". درست الفتاة الثلاثينية التطريز الفلسطيني "كل غرزة مميزة عنّا، وكل بلدة لها شكل معين، الخليل مثلًا شكل العنب لإنها مشهورة بيها". فيما يجمع اللون الأحمر بين كل المشغولات التي تصنعها "هو رمز لفلسطين، لإننا مشهورين بالصبغة الحمرا، كانوا يطلعواها زمان من الرُمّان".
توسّعت مهام وتجارب الاتحاد طيلة 55 عامًا حين بدأوا. يولون أهمية للتوعية بالهوية الفلسطينية، يجوبون على صغار الفلسطينين في مصر "وبناخد معنا خريطة كبيرة عليها كل القرى، وبنخليه يطلّع بلده الأصل من عليها"، ثم يرسم الطفل المكان في خريطة فارغة "وبنخليه يعلقها جمب سريره في غرفته"، تحكي الريّس فيما تعتبر السوق الخيري نافذة على فلسطين "وليس للكسب بس، لكن اليوم بيحسسنا إننا على مرمى حجر وقربنا نصير في بلادنا".
فيديو قد يعجبك: