في الكنيسة الإنجيلية.. "شموع الصلاة" تضاء مرة واحدة سنويًا (صور)

كتب- إسلام ضيف وشروق غنيم:

تصوير- شروق غنيم:

الإضاءة تخفت رويدًا رويدًا، لا يظهر من الحشد الحاضر سوى وجوههم، إذ تُضيئه الشموع القابضة أياديهم عليها بنفس القوة التي يأملون بها أن يُجدَد عهدهم مع الله في العام الجديد.

في الكنيسة الإنجيلية بمصر الجديدة، بدأت احتفالات عيد الميلاد أمس الأحد، بالأمل في الاقتراب من الله أكثر، أن يُمسك زمام حياتهم ويقودها "الليلة دي زي عهد بناخده مع نفسنا عشان نعيش الحياة اللي ترضي ربنا" تقول ميرفت نيسان، عضو لجنة استقبال المُنضمين حديثًا للكنيسة.

مرة واحدة فقط بالعام تُضاء الشموع في الكنيسة الإنجيلية، مختلفة عن الكنائس الأخرى التي يَكثُر فيها استخدامها "إحنا مش زي الكنائس الأرثوذكسية أو الكاثوليكية اللي بتميل للرموز المحسوسة أكثر زي الشمع والبخور والأيقونات" يقول القس يوسف سمير راعي الكنيسة.

طيلة عشرة دقائق كاملة تَعقُب طقس التناول المُقدس يقف المصلون في سكون، لا توجد ترانيم أو تلاوات بعينها أثناء الصلاة، فقط الهدوء والتأمل يكفيان، ويمكن للمصلي أن "يُتَمتِم ترنيمه بينه وبين نفسه مش بصوت عالي".

يظل العهد قائمًا خلال العام، في كل لحظة يوشك أن ينفلت من المرء "ويتحط في موقف ويعمل العكس، ييجي زي صدى صوت يسأله إنت فاكر العهد اللي خدته؟" تُضيف نيسان.

قرابة خمسمائة شخصًا استقروا على مقاعد الكنيسة، يستمعون للعِظات والترانيم، وفي نهاية اليوم يُضيئون الشموع، ثمة فلسفة وراء الأمر، في رحلة الرجاء "شمعة صغيرة ممكن تنوّر مكان ضلمة، وإزاي ممكن تكون نور وسط العالم، دي وصية ربنا لينا".

تتعد المشاهد داخل الكنيسة، يقف المصلون في تَضَرُع وخشوع، تجد شخصٌ عاقدًا حاجبيه ريثما يعترف بذنبٍ اقترفه العام الماضي، سيدة مُسنة تشكر الله على السلام الذي عمّ منزلها، شيوخ وشباب يأملون في طلب مساعدة الله في العام الجديد.

تفاصيل مختلفة يُمكن معايشتها أثناء الاحتفال بالكريسماس في الكنيسة الإنجيلية بمصر الجديدة، تُقام الكانتاتا، والتي تُعد موسيقى أوبرالية تضم ترانيم دينية مترجمة من اللغة الأجنبية إلى العربية تروي قصصًا مختلفة "كل سنة بيكون للترانيم تيمة معينة، السنة دي كانت رحلة الرجاء".

يُردد المصلون في نهاية صلاة الشموع ترنيمة شُكر، يفيضون خلالها بأصوات بديعة، تشكر فيها الله على انقضاء عام وبدء أخر، متأملين خيرًا في العام الجديد.