"سنتين تصوير".. وعبدالظاهر "طلع الأول" في مسابقة ويكيبيديا

كتبت- رنا الجميعي:

عامان فقط هو عُمر محمد عبد الظاهر في مجال التصوير، لكنه تمكّن من إحراز أول إنجاز له، وهو الفوز بالمرتبة الأولى في مسابقة "ويكي يحب الآثار" من مصر، عن صورة من دير سمعان الخراز بالمقطم.

كل عام يقيم موقع ويكي مسابقة تهتم بالصور من مختلف أنحاء العالم، لإثراء المحتوى، هذا العام كانت التيمة هي المعالم التاريخية. 447 صورة وصلت للنهائي، من بينها ثماني صور من مصر، عن دير سمعان الخراز وطابية عرابي ودير الأنبا بولا، ومسجد أحمد ابن طولون ورمز الصداقة بأسوان ومعبد فيلة، والقناطر الخيرية ومعبد أبو سمبل.

حين تلقى عبد الظاهر الخبر لم يُصدّق نفسه، كانت الصدفة هي سبيله للاشتراك في تلك المسابقة "في يونيو اللي فات كنت دخلت الموقع عشان أوثق تلات صور، من بينها صورة الدير"، أمس تلّقى الخبر من أصدقائه أولًا، بعدها فتح البريد الإلكتروني الخاص به للتأكد "لقيت الإدارة باعتالي إني حصلت على المركز الأول، ومحتاجين التوقيع بتاعي عشان نشر الصورة على السوشيال ميديا".

لم يعلم عبد الظاهر أن صورة الدير بالتحديد ستكون الفائزة، في يناير الماضي قام بثلاث زيارات للمكان، وفي الزيارة الأخيرة التقط تلك الصورة، كان الشاب محظوظًا كون المكان خالي تقريبًا إلا من رجل وفتاة، حملت الصورة وجهي الظل والنور مناصفة بينهما.

منذ صغره أحبّ عبد الظاهر التصوير، لكنه فضّل ألا يدرس ذلك المجال، ففي رأيه أن بقاءها كهواية سيجعله شغوفًا بها أكثر "حاجة من جوايا بتقول إن الهواية بتكون إبداعية أكتر من إنها تتحول لشغل"، لذا تخرّج الشاب من كلية فنون تطبيقية، وعمل في مجال ديكور المعارض، غير أنه في ظل زحمة الحياة نسي حُبه القديم لـ13 سنة.

منذ تخرجه عمل عبد الظاهر في العديد من الشركات، وجد أنه نسي شغفه بالتصوير، "طول عمري بتفرج على صور الناس، وبحس إني ببقى عايز أضيف حاجة للصورة"، ذلك ما حرّك الشاب لاستعادة هوايته مرة أخرى منذ عامين فقط، بدأ في قراءة كتب متخصصة في التصوير وحضور العديد من الورش التدريبية، ويبحث وراء فهم كيفية الوصول لجودة عالية في الصور، كما بدأ يحتك بوسط المصورين.

يميل قلب عبد الظاهر في التصوير تجاه السماء والآثار، لذا التقط صور عديدة للسماء والنجوم "بكون في رحلات رصد كتير"، كما اعتاد على الذهاب إلى القلعة "تقريبًا حافظ كل ركن فيها"، ومنطقة الأهرامات وهرم سقارة كثيرًا.

لازال هناك الكثير مما يُريد تعلّمه لعبد الظاهر، أمنيات كثيرة يحملها قلبه، و أحلام بالوصول لدرجة أكبر من الاحترافية والتطوّر.