لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"سواح وماشي في البلاد".. شيماء لفّت الصعيد والدلتا "لجل المدح والإنشاد"

11:03 ص الإثنين 26 فبراير 2018

كتبت- رنا الجميعي:

عام وبضعة أشهر طافت خلالها الفنانة "شيماء علاء" الدلتا وسيوة والنوبة، حتى استقرت في الصعيد تنهل من بحر المدح والإنشاء والمواويل، وتُترجم تلك التجربة الواسعة إلى معرض فني بعنوان "فرش وغطا".

منذ 7 سنوات قررت شيماء التحوّل إلى مجال التصوير الفوتوغرافي، تستعين بالتراث والماضي في أعمالها "أول معرض ليا كان عن الأفلام الأبيض واسود"، أما معرضها الأخير الذي أقيم داخل قصر الفنون، بدار الأوبرا المصرية، فقد استلهمته من الغناء الشعبي "كنت بحب الإنشاد وعايزه أعرف ده عبارة عن ايه"، سحرتها أغنية "فرش وغطا" للشيخ أحمد برين والعجوز، كذلك السيرة الهلالية، فساحت في البلاد ورائها.

1

رغبت شيماء في إقامة معرض فني تُبرز فيه تجربتها حول الفولكلور الشعبي، ذهبت إلى "الأصل" كما تقول، أرادت معرفة الفرق بين الإنشاد والمدح والموال"والاختلاف بين مُنشدين البدو والصعيد والدلتا"، ذهبت شيماء إلى مُدن في الدلتا والنوبة، لكنها مالت أكثر إلى الصعيد، ومن تلك النقطة قامت بعمل رصد لأهم الموالد هناك "لأن دي المناسبة اللي بيتجمع فيها الكل، وأقدر أقابل كل المنشدين".

إلى مولد سيدي عبد الرحيم القنائي في قنا، ومولد أحمد بن ادريس في مدينة إسنا، حيث قابلت هناك مداحين كُثر من بينهم أبناء الشيخ عبد النبي الرنان "دلوقت بيغنوا بره في فرنسا وسويسرا"، وما لفت نظر شيماء أنهم إلى الآن مازالوا يغنوا في قريتهم "تحت بيتهم"، كما ذُهلت من قدرة أبناء القرية على التحدث بالشعر كأنه هبة منذ ولادتهم "ممكن تلاقي شارع بيتلعب فيه فن الواو والشارع اللي بعديه فن الكف"، وتشرح شيماء معنى "فرش وغطا" بأنها أشبه بمبارزة شعرية بين اثنين "واحد بيفرش يعني بيحكي في موضوع والتاني بيرد عليه".

2

في قصر الفنون يدخل الزائر إلى المعرض، وفي الخلفية تلعب أغنية "فرش وغطا"، 12 لوحة عرضتها شيماء، تبدأ الرحلة من اليمين، حيث فتاة تجلس على كرسي مُقيدة، غير أن يديها لا تُفلت طبلة تُحاول الدقّ عليها، تُوضّح شيماء لـ"مصراوي" أن تلك اللوحة تلخص الكثير من تجربتها، فتقول "البنت مش موجودة في الصعيد". قابلت الفنانة مُنشدات سيدات في الدلتا، غير أن الصعيد خلت منهم تمامًا.

لتكتمل التجربة لدى شيماء كان عليها التواصل مع أهل الصعيد نفسهم "البنت في القرية مينفعش تمشي في الشارع"، لذا فإنها اهتمت بظهورها داخل معرضها، ووجود الطبلة معها "الطبلة والشعر هي وسيلة الصعايد إنهم يعبروا عن اللي جواهم، لكن الست مش عارفة تعبر عن اللي جواها". ارتدت شيماء العباءة والحجاب في طرقات القرية "كنت رايحة مع عيلة كبيرة هناك"، تصف استقبالهم لها "كانوا قمّة في الجدعنة"، كما ساعدوها في عمل لقاءات مع شيوخ المداحين.

3

لا تخرج ألوان اللوحات عن الأخضر والبرتقالي والأحمر، حيث تأثرت بطابع البيوت هناك "هناك ألوان البيوت واضحة، طاقة لونية مذهلة"، كما عبّرت داخل لوحة بوجود الأعلام كما رأتها في المولد "لازم يشيلوا أعلام معاهم"، كذلك لم تغفل دور الطبلة في الإنشاد "وجودها مهم، وفيه تفاعل مع الغنا، الطبلة بتعبر عن المشاعر بشكل قوي".

أغلب اللوحات تمثّلت فيها أنثى، وكان الموديل هو شيماء نفسها، رغم أنها استعانت بخمس عارضات في مشروعها السابق "كنت دايبة داخل التجربة"، ترى أن هذه المرة المختلفة "صعب تدّي الإحساس لحد ماعاش التجربة كلها".

4

في عالم الإنشاد تندمج شيماء، تمسّها مشاعر روحانية، وخلال أكثر من عام أتمّت تجربة مهمة لها، وعبر الصور الفوتوغرافية قالت ما لديها "كانت اللوحة بتاخد من 4 أيام لشهر"، فيُصبح لديها 12 لوحة أدمجت فيها تقنيات مختلفة عبر الكومبيوتر، أثار المعرض إعجاب الزوّار كما تذكر شيماء، تبتهج حين يقولوا لها "حسينا إننا جوه المولد".

5

عادت شيماء من التجربة بإيمان شديد بالاندماج "لازم نندمج مع ناس مش شبهنا"، حيث أيقنت أن مركزية العاصمة تطغى على الاختلافات الموجودة داخل مصر، كما أن تلك الأطياف تُنتج فنًا عظيم، وإلى الآن تتساءل شيماء "ليه منصدّرش الفن الأصيل اللي عندنا، احنا عندنا فولكلور يستاهل يلف العالم".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان