بالصور- تغيير كِسوة مقام السيدة نفيسة.. في انتظار "عروسة" الليلة
كتبت- شروق غنيم:
على بابي مسجد السيدة نفيسة يتوافد المُحبون من محافظات شتى منذ الأربعاء الماضي؛ تختلف اللهجات بين الجنوبي والبحري، ملامح الوجه، لكن حُب آل البيت يؤلف بينهم، فلا تبرح شِفاه الجميع جملة "نظرة يا ستنا"، يُرددها رجال ونساء في انتظار "المدد".
بدأ مولد السيدة نفيسة الكائن في مصر القديمة من الأربعاء الماضي، لكن أمس (الأحد) كان المحبون مشدوهة أنظارهم إزاء مقام السيدة، هُناك حدث مختلف شهده المكان حيث تغيير الكِسوة المكونة من حرير منسوج بآيات قرآنية، يتدلّى منه بعض الجواهر النفيسة، كما يحكي الدكتور علي الله شحاتة الجمال، إمام وخطيب مسجد السيدة نفيسة لمصراوي.
يتكفّل رجال أعمال بتغيير الكِسوة، في حدث لا يتكرر كثيرًا، فيما يجرى تغيير الطرحة كل ستة أشهر تقريبًا، كما يقول الجمال. في المولد تذوب الفوارق، يتعامل الحاضرون برِفق فيما بينهم، يسأل أحدهم شخصا لا يعرفه "ممعكش مدد؟"، فيخرج الأخير من جيبه عِطرا ذو رائحة زكية ويغمر يديه بها.
في بقعة السيدات من المسجد، بعد صلاة العشاء كانت تتبارى الأقدام أمام بوابة العبور إلى حيث يستقر المقام، لكن الأبواب كانت موصدة، تخبرهن سيدة تستريح في سكون على الأرض "استنوا، لسه بيغيروا كِسوة العروسة".
عمّت الابتهالات في المسجد "حبيبتنا يا بنت الأنوار.. سبحان من صوّر"، من بين الجموع يسطع مجموعة من الحاضرين بزيّ أبيض "أحباب من تونس وفرنسا" يقول الجمال إنهم جاءوا خصيصى لأجل الكِسوة الجديدة، أيادي النساء منهم كلّلت الطرحة بالتاج، فيما انطلقت حناجر الرجال "وأنشدوا داخل المقام، كان واضح عليهم التصوُف وحُب آل البيت".
امتدت أجواء المولد إلى إذاعة القرآن الكريم، حيث دشّنت أمسية ليلية على مدار الأسبوع من تلاوة للقرآن الكريم، كلمات من علماء الأزهر والأوقاف إلى ابتهال وإنشاد ديني لكبار المنشدين من الإذاعة والتليفزيون.
في المولد يُطعِم المسجد الوافدين "نشارك في ذلك لأنها سنة معروفة عند آل البيت، كانوا يحبون إكرام الضيف، إطعام الجائع والوقوف بجوار المساكين والضعفاء". فيما ارتكزت خدمات الطرق الصوفية على مقربة من المسجد "تقوم بنفس الدور، حيث تُطعِم أتباع الطريقة وأي شخص وافد من كل بلد، وفي المساء يقيمون الحضرة".
لافتات بأسماء الطُرق الصوفية تعلو كل خيمة، ومن بين قرابة 70 طريقة صوفية في مصر تواجدت الجازولية، الرفاعية، الخليلية، الحمدية الشاذلية، والأشراف المهدية "يداومون باستمرار على الحضور هنا ولهم ارتباط خاص بمقام السيدة نفيسة".
يذكر الجمال ما طرأ من تغيير على تواجد خدمات الطُرق الصوفية بسبب التواجد الأمني "تم تنظيم أماكنها وإقامتها بعيدًا عن المسجد حتى لا يحدث زِحام مثل الأعوام الماضية".
على مدار أربعة أعوام كان الجمال متواجدًا في مسجد السيدة زينب "الأعداد هناك بتكون أكبر من هُنا"، فيما تُعد المرة الأولى بالنسبة له كإمام لمسجد السيدة نفيسة هذا العام "الإقبال حتى الآن هادئ لكنه يزيد في آخر ليلتين".
بكثافة ينهمر الحضور على المسجد في آخر ليلة من المولد، يشتد الزِحام حتى إن إمام المسجد لا يستطيع المغادرة "بنبقى جاهزين لكده وعارفين إننا هنبات يومها في الجامع"، في الليلة الكبيرة يشعر الجمال "بأني على جبل عرفات، كأني في فرح وعيد، رؤية اجتماع ملايين من المسلمين حبًا في آل بيت النبي إحساس لا يوصف"، فيما تستمر الابتهالات "نحن لا نُحيي ذكرى السيدة نفيسة بل نحيا بذكرى السيدة نفيسة".
فيديو قد يعجبك: