في كتاب بالعامية.. طبيب يروي طرائف وعجائب الطواريء والاستقبال
كتب- محمد مهدي:
حينما يسُأل الأطفال بمصر عن مهنتهم في المستقبل، يرد عدد لا بأس منهم "عايز أطلع دكتور" وهو الاختيار الذي شغل "محمد يحيى حجاب" حتى صار طبيبًا بمعهد القلب، لكنه اصطدم في أرض الواقع بحقيقة مختلفة عن أحلامه، صعوبات لابد للأطباء من التعامل معها، رصدها "حجاب" في كتاب ساخر تحت عنوان "اللي حصل واتقال في أخبار الطواريء والاستقبال".
تدور فكرة الكتاب حول المعاناة التي يمر بها الطبيب في مصر -وفق حجاب- بداية من أيام الدراسة في كلية الطب، ثم الوصول إلى الدراسات العليا، والاحتكاك اليومي بالمرضى "كلها مستمدة من قصص واقعية حصلت معايا أو كنت شاهد عليها" يكتب عنها بصورة ساخرة لكسر مرارتها.
"اللي حصل واتقال في أخبار الطواريء والاستقبال" مُقسم إلى 6 فصول، اختار "حجاب" أن تناول في كل فصل زاوية مختلفة "الأول بيتكلم عن حلاوة البدايات" عن الطبيب المُستجد القادم بحماس وطموح "ولسه ميعرفش اللي جي قدامه" والخطوات الأولى له في داخل أروقة المستشفيات "والمواقف الصادمة اللي بيواجهها وهو بيتعرف على الجو الجديد".
المواقف التي تعرض لها "حجاب" أثناء عمله في معهد القلب، كانت تُشغله دائمًا، لذا خصص لها الفصل الثاني من الكتاب "بيتكلم عن المواقف اللي بتحصل من العيانين وأهلهم" هنا يشعر الطبيب أن هناك فارق كبير بين الدراسة وما يقابله عند التطبيق "لأن المريض المصري له طابع خاص مش موجود في حتة في العالم" يذكرها ضاحكًا.
يظن البعض أن الأطباء بلا قلب، من كثرة التعامل مع حالات طبية صعبة، أو المئات من المرضى، لذا تطرق "حجاب" إلى تلك النقطة في كتابه "حكيت مواقف ازاي الدكاترة بيمروا بظروف صعبة، وبيحسوا بالمرضى ودا بيأثر عليهم نفسيًا" موضحًا أنهم يتألمون كثيرًا من التعامل المباشر مع أضعف حالات الإنسان.
في الفصل الأخير للكتاب، قرر الطبيب الشاب أن يدون نصائحه للدفعات الجديدة "عشان ميقعوش في نفس الأخطاء والمطبات" مغلفًا دائمًا كل ما يكتبه بالسخرية " في الوقت نفسه حرص "حجاب" على نقل الصورة بصدق وإنصاف -وفق قوله- مع عدم إحساس القاريء بالتعالي أو التكبر من ناحية الطبيب.
رغم الصدام الذي يدور بين المرضى والأطباء، نظرًا لتعاملهم في أصعب الظروف، غير أن "حجاب" يدرك جيدًا دوره، وأن التعامل معهم يجب أن يتسم باللطف والاهتمام "لأنه شخص محتاجة مساعدة لحاجة ربنا وهبها لينا، وكلنا معرضين للمرض" مؤكدًا أن أغلب الأزمات التي تقع في الطواريء "سببها أهل المريض واحنا بنقدر دا في الأخر".
للأطباء قَسم بعدم إفشاء سر المريض، وهو ما اهتم به الطبيب أثناء العمل على الكتاب "لا يتعارض أبدًا مع القسم، لأني مذكرتش اسم مريض، وبتطرق للفكرة أكتر ما بقول تفاصيل تمس المريض اللي ائتمني على نفسه" وقبل النشر، عرض حجاب العمل على أطباء عدة للحصول على رأيهم "وكانت الآراء إيجابية جدًا".
لماذا يكتب طبيب بدلًا من التركيز في عمله؟ قد يُلقي أحدهم هذا السؤال على "حجاب" الذي يُجيب بأن عدد من أبرز الكتاب في العالم والوطن العربي من الأطباء، كما أنه لديه حس ساخر وسبق أن نشر تدوينات بهذا الأسلوب "وكانت التعليقات بتحمس الواحد" فضلًا عن حضوره ورش عن الكتابة.
منذ أيام نظمت دار نشر "اكتب" حفل توقيع للطبيب الشاب، حضره العشرات من الأصدقاء والأطباء، شعر "حجاب" بالفرحة من ردود الفعل حول الكتاب، فيما يتمنى أن يصل إلى أكبر قدر ممكن من القراء "ويلاقوا فيه مادة ثرية فعلًا، ويتعرفوا أكتر على حياة الدكاترة في مصر".
فيديو قد يعجبك: