لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

كيف أسعف المزارعون ضحايا حادث قطاري البحيرة؟

09:04 م الأربعاء 28 فبراير 2018

حادث قطاري البحيرة

كتب- محمد زكريا:

أراضٍ مزروعة بالفاكهة والخضراوات، تتوسطها بيوت متواضعة، تشبه أصحابها ومن يعملون فيها، تخترقها قضبان قطارات السكة الحديد، هذا هو المشهد الذي عليه قرية أبو الخاوي بمحافظة البحيرة، قبل أن تشهد الحادث طبعًا.

في الثانية عشر والثلث ظهر اليوم، وقع حادث تصادم بين قطارين بمحطة أبو الخاوي في مركز كوم حمادة بمحافظة البحيرة على خط المناشي للسكة الحديد، أحدهما يحمل ركابًا، والآخر بضائع، وأسفر التصادم عن وفاة 17 شخصًا، و39 مصابًا، بحسب وزارة الصحة.

وسط إخوته، كان رجب فوزي يفترش أرضه المزروعة بالفاكهة، يولي ظهره ناحية سكة القطار، ويتناول غداءه، بعد يوم عمل معتاد، لكن ما إن طرق أذنيه صوت ارتطام شديد "انفجار"، فزع الشاب العشريني، فوجه بصره نحو القطار، قبل أن يهرول ناحيته مصدومًا.

في اللحظة نفسها كان محمد أبوسالم في طريقه إلى موضع القطارين، لوهلة لم يستوعب الأمر، أحذية تتناثر على القضبان، لحم يلتصق بالحديد المهشم، وطفل يسحف على القضبان وجسده غارق بالدماء.

داخل إحدى عربات القطار "شوفت أمين شرطة متشعلق جنب الباب، وست ملهاش رجول، وراجل بطنه طالعة لبرة، قطع بني آدمين ياما"، لم يكن سهلًا على نفس سالم أن يرى مشاهد كتلك، فما بالك بأن يتعامل معها، شمر ساعده، وقرر أن ينقذ المصابين.

داخل عربة تنتصف عربتين، بدأ فوزي في إنقاذ من كتب له القدر عمرًا جديدًا "شيلت بتاع 4 مصابين برة القطر"، وفي استقباله كانوا آخرين، يحملون الماء لإفاقة من ذهبت الصدمة بوعيه، استمر صاحب الـ22 عامًا في العمل حوالي نصف ساعة، حتى بعد أن أحضر الأهالي لودر يساعدهم في إخراج من احتضن القطار أجسادهم، إلا أن لمح رجلًا مقطوعة قدمه "كشيت منه"، فقرر أن يريح أعصابه التي آلمتها المصيبة.

لكن سيد عبدالعظيم لم يتخل عن مهمته، استمر في حمل المصابين، 5 عربات امتلأت بهم إلى مركز صحي يقترب من القرية، قبل أن تحضر سيارات الإسعاف بعد نحو الساعة إلا ربعًا، حسب رواية العشرات من الأهالي، فيما أنصبت مهمتها على نقل المتوفين.

للموت جلال، ذلك ما عاشه أهالي القرية، التي لم تشهد من قبل حادثًا مشابهًا، لكن أيضًا للقدر تصاريف، هذا ما أيقنه عبد العظيم عندما رأى "عيل صغير كان محشور في القطر بعد ما ادمر، تشوف منظره تقول ده مات، لكن لما خرجناه طلع عايش"، عبرة وعظة، هذا كان درس لعبد العظيم اليوم.

بعد أن نُقل المصابين والموتى إلى المستشفيات، ظل حال القطارات كما عليه، قطار البضائع ثابت في مكانه، تتداخل معه ثلاث عربات من قطار الركاب، وباقيه وهم ثلاث عربات بينهم الجرار دُفعوا إلى الأمام بفعل الحادث.

مع حلول ساعات الليل، خف الصخب من الأجواء، الأراضي المزروعة على جانبي خط السكة الحديد خلت من أصحابها والعاملين فيها، فيما تستمر عملية رفع القطار المحطم من قبل قوات الحماية المدنية، وإعادة السكة الحديد إلى ما كانت عليه.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان