بـ"تليسكوب" و"تي شيرت".. كيف تجذب زوّار معرض الكتاب لعلم الفلك؟
كتبت-دعاء الفولي:
حين تمر بجانب معروضاتهم، لن تجد الكتب أبرزها، سيلفت انتباهك تليسكوب أصفر اللون، يعلوه قميص أبيض كُتب عليه "الجمعية المصرية لعلوم الفلك"، بجانبه لافتة تحمل نفس الاسم. في معرض الكتاب تفرد الجمعية المُشهرة منذ 3 أعوام مساحة بإحدى الصالات، يحاول القائمون عليها تغيير مفهوم الناس عن علم الفلك، يسعون لتبسيطه وتعريف الزوّار بنشاطاتهم.
في عام 2012 جاءت الفكرة للمهندس عصام جودة "كنا عايزين نوصل العلم للناس بمختلف درجاتهم التعليمية ونفهمهم الظواهر الفلكية اللي بتحصل". ظل آل الجمعية يعملون على الأرض من خلال محاضرات ورحلات رصد فلكي، حتى تم إشهارهم بشكل رسمي آخر 2015 "ونزلنا معرض الكتاب بداية 2016".
لواصق ومجسمات خاصة بالفضاء، دبابيس صغيرة ممهورة بأشكال النجوم، كتب عن الفلك ومقتنيات أخرى تعرضها الجمعية "بالإضافة لخريطة السماء ودة إصدار خاص بينا عن طبيعة الظواهر الفلكية في مصر"، أما التليسكوب فيضعه القائمون على الجمعية لراغبي شراء مثله أو أنواع مختلفة "بنتعاون مع مصنع للتليسكوبات وبنحاول نرد على استفسار الناس لو حد محتاج يفهم النوع اللي ممكن يقتنيه في بيته" حسبما يقول جودة.
وجود فريق الجمعية داخل المعرض فرصة جيدة لنشر أفكارهم "وفك الخوف اللي عند الناس من الفلك وإنه علم صعب"، يحكي جودة أنهم تلقوا ردود فعل متفاوتة من قبل الزائرين "بعضهم كان بيقولنا انا ما صدقت لقيت حاجة زيكوا وجزء تاني بيستغربنا وبعضهم كان بييجي يسألنا عن الأبراج"، يبتسم صاحب الجمعية قائلا إنه تعود على تلك الأسئلة، إذ لا يفرق العامة عادة بين علم الفلك الخاصة بالأجرام السماوية وبين الأبراج "وللأسف الناس اللي بتتكلم عن الأبراج وحركتها بيسمّوا نفسهم فلكيين ودة بيخلي الناس تتلخبط أكتر".
لا يشرح فريق الجمعية العلم بطرق معقدة "احنا مش بنرص معلومات بطريقة أكاديمية"، يتدربون على تبسيط الأفكار وتقبل جميع الأسئلة التي تأتيهم وتفنيدها.
في المقابل لا يتقبل جميع الزائرين نشاط الجمعية، يغمغم البعض بكلمات مثل "دي غيبيات بتاعة ربنا.. مينفعش تتكلموا في الكسوف والخسوف"، يسمع المهندس عصام ذلك التعليق كثيرا "ساعتها بقول للشخص إنه ربنا وضع نظام للكون واللي احنا بنحاول نعمله إننا نستشكف النظام دة بقوانين فيزيائية"، يتفهم البعض ما يُقال، فيما يولي الآخرون ظهورهم؛ يتذكر صاحب الجمعية أب وابنته كانا يسيران بالقرب من معروضاتهم "البنت عندها 12 سنة تقريبا ولما شافت التليسكوب عينيها لمعت واتسمرت مكانها تتفرج عليه" لكن الوالد جذبها فجأة من يدها ما أن قرأ اسم الجمعية، قبل أن يسير بعيدا.
لا تقتصر المصاعب عند ذلك الحد؛ بل تحتاج الجمعية بشكل عام إلى الدعم اللوجستي، المتمثل في وجود مقر يسمح لهم بتقديم محاضرات بثمن زهيد بشكل مستمر، فيما يواجههم تعسف بعض الأماكن الثقافية "لما بنروح لهم عشان نطلب يستضيفونا نعمل ورشة مثلا بيتقال لنا إنتوا جمعية علمية واحنا بتوع ثقافة"، يقول عصام مستطردا "المراكز اللي مفروض بتقدم ثقافة للناس مش مهتمة بينا.. ما بالنا بقى بالمجتمع ككل؟".
رغم ذلك، لا ينفي المهندس سعادته الغامرة بانفعالات بعض الزائرين "كلمة ياه اللي بتطلع من حد لما بنقول له معلومة جديدة بتحسسنا إن الموضوع يستاهل التعب"، يشعر عصام وكأنه أضاء نقطة في عقل الماثل أمامه، يتمنى أن يستمر نشاطهم ويزدهر، وأن يتمكنوا من إنشاء مرصد فلكي خاص بهم "هنقدر نحط فيه تليسكوب كبير ونعمل رحلات أكتر نعرّف الناس بيها على السما".
فيديو قد يعجبك: