معرض "ظلال الحكايات".. 66 صورة تحكي بالأبيض والأسود
كتبت- رنا الجميعي:
ضمن احتفال نادي القاهرة للكاميرا، بمناسبة مرور 10 سنوات على إنشائه، كان معرض "ظلال الحكايات" هو المُناسبة الأكبر التي يحتفي بها أعضاء النادي، مُشاركين فيه بـ66 صورة، جميعهم بتدرجّات الأبيض والأسود.
انطلقت فكرة المعرض بناء على العلاقة بين الضوء والزمن، كما يقول وسام الشرقاوي، مدير النادي، ويوُضّح محمد ربيع، المدير الفني وقوميسير المعرض على أن تلك العلاقة تخلق مجموعة من حكايات الأماكن أو البشر، كما أضاف أن الصور المتباين فيها درجات الأبيض والأسود والرمادي تصنع حالة درامية "اللي هي جزء من الحكاية".
منذ شهر عكف النادي على اختيار الصور المُشاركة، بين صور من داخل مصر؛ في القاهرة والإسكندرية وأسوان والنوبة، وأخرى في مدن عربية مثل المغرب، وأجنبية مثل كندا، بينما التقط المصورون أعمالهم داخل مصر ضمن رحلات يدعو إليها النادي إلى شارع المعز والجمالية والنوبة.
ما إن تدخل المعرض الموجود داخل قاعة بمتحف "محمود مختار" تُقابلك صورة حارس المعبد، يقول الشرقاوي إن كل صورة لم تُوضع اعتباطًا "دي الصورة اللي حبينا إنها تستقبل الناس"، حيث النصف الأيسر من وجه حارس المعبد بعينه السوداء تُواجهك "كأنها بتبص على اللي داخل"، بينما ينتهي المعرض، المقسم داخل قاعتين، بصورة لأطفال تجري في اتجاه اليسار، حيث تُوازي قدم الزائر المُغادر للقاعة.
كُل صورة لها ما يُشابهها داخل الصورة المجاورة، حيث النوافذ هي عامل مشترك بين أكثر من عمل، يُشير الشرقاوي على مسار تدرجات الضوء داخل بعض الصور، أحيانًا يكون المُشترك هو المعمار أو السلم الداخلي للمباني السكنية، كذلك كانت الساحات العامة والشوارع أيضًا تُجاور بعضها.
يعتبر معرض "ظلال الحكايات" الفاعلية الأبرز لاحتفالية نادي القاهرة، لكنها ليست الوحيدة، حيث يمتد الاحتفال حتى شهر أغسطس، كما يقول الشرقاوي، فبالإضافة إلى المعرض هناك ورش عمل ومحاضرات.
لكل صورة حكاية كما يقول الشرقاوي "والحكاية ممكن تكون اتنين، المصور عنده قصة والمشاهد بيشوف قصة تانية"، من ضمن الصور المعروضة كان العمل الخاص بقوميسير المعرض، حيث قرر المشاركة بصورة له من داخل فندق قديم بالإسكندرية، حيث في الصورة مجموعة من المناضد المفروشة، عليها أواني زهرية، وعند يسار الصورة يجلس عامل الاستقبال يتصفح ورقًا أمامه.
الزمن هو ما يُمكن أن تشاهده عند رؤيتك تلك الصورة، انجذب ربيع كثيرًا إلى ذلك الفندق القديم "شبه السينما"، عايش المُصور سُكان وعمال الفندق لمدة أسبوع "وآخر حاجة خالص إني صورت"، تعتبر الصورة ضمن قصة مصورة أسماها ربيع "خارج الزمن"، حيث يشعر أن من يدخل للفندق كأنه يمرّ بزمن آخر غير الذي كانَهُ.
لم يحتج ربيع وقت للتفكير في اختيار الصورة التي سيشترك فيها بالمعرض "دي كانت الصورة المؤسسية للقصة بتاعتي"، فهي التي تحكي البداية بقصة الفندق "دا الرسيبشن"، كما ركّز فيها ربيع على عامل الاستقبال كـ"تفصيلة صغيرة جواه"، حيث حياة العامل داخل الفندق، كما حوَت الصورة على متناقضات بين النور القادم من النوافذ، والظل الذي يعيش فيه عامل الاستقبال "كأن النور ده بيخلق حكايات مع ناس مش موجودين".
فيديو قد يعجبك: