لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

ماذا يحدث لو توقفت سيارات "أوبر" و"كريم".. إزعاج للركاب وراحة لسائقي التاكسي الأبيض؟

07:43 م الثلاثاء 20 مارس 2018

كتبت- دعاء الفولي:

بالصدفة سمعت ابتهال إمام، عن حكم وقف شركتي "أوبر" و"كريم" في مصر. وقع الخبر عليها كالصاعقة. "حاجة نكد".. قالتها الأم دون وعي، إذ لا تعرف القاطنة بمدينة العبور بديلاً أفضل عن تلك الوسيلة.

قضت محكمة القضاء الإداري بمجلس الدولة، يوم الثلاثاء، بوقف ترخيص ونشاط شركتي أوبر وكريم ووقف الخدمات التي تسهل عملهما بمصر، بعد قبول الدعوى المقامة من بعض سائقي سيارات الأجرة. واختصمت الدعوى التى حملت رقم ٢٩٠٢٠ لسنة ٧١ قضائية، كلا من رئيس مجلس الوزراء ووزراء الداخلية، والنقل، والاتصالات، والمالية، والممثل القانونى لشركتي "أوبر" و"كريم" .

ومنذ عامين تستخدم ابتهال تطبيق "أوبر"، لا تُفضل الأم لطفلين استخدام المواصلات العامة، فضلا عن صعوبة توافرها في العبور. أما سيارات الأجرة العادية "فبحس إن السواقين بينقّوا الزباين على مزاجهم.. غير الخوف وعدم الأمان".

لا تُعاني ابتهال لذلك السبب فقط؛ أحيانا تصطدم بسائقين يطلبون مقابل أكثر من الموجود في عدّاد الأجرة "ومبنبقاش عارفين نعمل معاهم إيه"، عكس خدمة الشركتين، التي تكون محكومة بضوابط.

"طبعا أوبر وكريم فيهم أخطاء.. بس على الأقل بقدر أقدم شكوى وأحياناً بيبقى فيه رد فعل".. حسب قول أحمد عبدالجواد، المصور الصحفي.

قبل أكثر من عام يستخدم الشاب الخدمة بشكل دوري، تُوفر له الوقت خلال العمل "غير أنها بتساعدني أوصّل والدتي أو حد كبير من العيلة بسهولة". يقطن الشاب بمنطقة دار السلام "فمش كل التاكسيات بترضى تروح هناك"، كما يجبره العمل أحياناً على البقاء في الشارع حتى الفجر "مبيبقاش قدامي غير الأوبر".

إذا تم تطبيق قرار الوقف "الوضع هيكون مأساوي بالنسبة لي" على حد تعبير عبدالجواد. يذكر الشاب مواقف عدة أنقذته الخدمة فيها؛ فحينما كان يصور أحد المباريات باستاد برج العرب بالإسكندرية استعان بالشركة "وكان أي تاكسي عادي هيرفض يروح لها لأنها صحرا".

وكان أصحاب الدعوى المقامة بمجلس الدولة، أكدوا أن عمل سيارات الأجرة له ضوابط محددة، ودخول السيارات الشخصية "الملاكي" من شأنه التسبب في أضرار مادية كبيرة لأصحاب المهنة الأصليين من سائقي التاكسي الذين التزموا بالمحددات القانونية لترخيص سياراتهم، بينما العاملون بشركتي "أوبر وكريم" يعملون بدون تراخيص أو إطار قانوني واضح، وتتقاضي الشركتان مقابل دون أن تؤديان حق الدولة على عكس أصحاب السيارات التاكسي.

ويعُتبر حُكم القضاء الإداري، نهائيًا وواجب التنفيذ، إلا أن تطعن الشركتان أو إحدى الوزارات المُقامة ضدها الدعوى.

وما أن سمع محمد أحمد، السائق في شركة "أوبر" عن الحكم، حتى انزعج بشدة "الخدمة فاتحة بيوت ناس كتير ومش رفاهية زي ما الناس فاكرة". قبل أشهر انضم الطالب الجامعي للشركة "كنت عايز أزوّد دخلي وقلت بدل ما اشتغل مع حد أنزل على العربية بتاعتي"، مؤكدا أنه لم يجد صعوبة في اللحاق بكتيبة العمل "بيفحصوا العربية ويطلبوا الأوراق وخلاص".

يعترف صاحب الـ22 عاما بأن الخدمة ينتابها القصور أحيانا "بس ده مش معناه إنها تقف ولا احنا لينا ذنب في معاناة سواقين التاكسي"، يقول إن شكاوى العملاء تُقابل كثيرا بعقاب من الشركة "ممكن السواق يتوقف فترة مؤقتة أو علطول"، مضيفاً أن ذلك غير متوفر في التاكسي الأبيض "عشان كده الناس بتركب أوبر، عشان على الأقل فيه حد بيراقب ويحاسب".

يتفق عبدالجواد مع سائق الأوبر "ممكن حقي كله ميرجعش لو سواق ضايقني بس الشكوى بتخليني أفضل"، يحكي المصور الصحفي عن صديق أخبره بإيقاف أحد سائقي الشركة ثلاثة أيام، بسبب حصوله على أجرة أكثر مما يستحق، فيما تقول ابتهال إن نسبة الأمان في خدمة "أوبر وكريم" أفضل كثيرا من التاكسي العادي، رغم الشكاوى التي تقرأ عنها الأم في مواقع التواصل الاجتماعي.

في المقابل، لم يستطع أحمد نبيل منع الراحة التي تسللت لنفسه عقب سماع الحكم، "الأوبر أثر على شغلنا بشكل سيئ جدا". يعمل الشاب الثلاثيني سائقا للتاكسي الأبيض منذ خمسة أعوام، اتجه للقيادة مضطرا بعدما ترك عمله السابق.

وبدأت أزمة "أوبر وكريم" مع التاكسي الأبيض منذ أكثر من عامين، فبعدما ازدهرت خدمات الشركتين، دعا أعضاء "رابطة التاكسي الأبيض" لوقفات احتجاجية ضدهما، أولا لمخالفتهما القانون، الذي يمنع تحويل السيارات الملاكي لأجرة، ثانيا لأن بعض أصحاب تلك المركبات كانوا في مرحلة تسديد أقساط سياراتهم، بعد انضمامهم لمشروع إحلال التاكسي الأبيض الذي بدأته الدولة عام 2009، لنشره في العاصمة، بدلاً من سيارات الأجرة القديمة.

ويُفنّد نبيل الأزمة من واقع تجربته الشخصية "الأوبر عربية ملاكي بيدفعوا ترخيص ألف ونص كل 3 سنين في حين إننا بنرخص بـ3000 جنيه كل سنة"، يروي الشاب أن ذلك المبلغ يُدفع بغض النظر عن الدخل الذي يحصل عليه "بالإضافة للضرايب الكتيرة اللي بدفعها"، فيما يعترف بأن سمعة بعض سائقي التاكسي الأبيض جعلت المواطنين ينصرفون لخدمتي أوبر وكريم "بس في الآخر كل مجال فيه وحش وحلو"، قائلا إن الحل بيد الدولة "المرور ممكن يفتشونا ويشوفوا الرخص ولو فيه لعب في العداد نتحاسب لكن ميقطعوش عيشنا بالأوبر والكريم".

تُخطط ابتهال، حال وقف الشركتين، لاستقلال سيارات ملاكي مُنتشرة في العبور "صحابها بيشغلوها زي التاكسي"، غير أنها أغلى سعرا من "أوبر وكريم"، كما أنها ليست مُراقبة، فيما لا يريد عبدالجواد البحث عن بديل جديد، بعدما اعتاد الخدمة، حتى أنه كان بصدد تجربة فكرة الدراجات النارية التي وفّرتها "أوبر" منذ فترة قليلة، قبل أن تصبح الشركتان مُعرضتين للإيقاف.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان