لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

حكايات حيوانات مع الأمومة.. بطولة "قطة" وتمرد "بقرة"

09:28 م الجمعة 23 مارس 2018

حكايات حيوانات مع الأمومة

كتب – أحمد جمعة:

تصوير- مصطفى الشيمي:

بين 12 سنة قضاها الطبيب البيطري محمود صالح، داخل مزارع الحيوانات المُنتجة للحم والألبان، لا تزال قصة "البقرة المتمردة" عالقة في ذهنه، يستدعيها كلما حلَّت مناسبة عن "أمومة الحيوانات"، فهي التي أعلنت عصيانها عن "إدرار اللبن" بعدما فصلوا ابنها في عنبر مجاور حتى يتمكنوا من الحصول على حليبها، لكنها أبت أن تحقق رغبتهم وتمسكت بإشباع ابنها أولًا.

يتذكر الطبيب محمود تفاصيل ذلك اليوم كما لو كان أمس: "إدارة المزرعة في وقت من الأوقات لم تكن منظمة، وأنشأت عنبر العجول الرضيعة بعد عزلها، بجوار عنبر الأمهات، ولما العجول تسمع صوت المحلب (طريقة إلكترونية للحصول على اللبن)، تبدأ في إصدار أصوات في سبيل تمكينها من الرضاعة، وبالتالي لمّا الأمهات تسمع صوت العجول تمتنع عن إدرار اللبن". 

الأمر كان ملحوظًا، في البداية تدخل الأطباء لإجبار الأبقار على إدرار اللبن: "لو حلبت تحت ضغط بتجيب 1.5 كيلو، في حين أن معدلها الطبيعي 15 كيلو يومياً، السبب أنها سامعة ابنها جعان، ومش هتحلب"، لكن الوضع تغيّر حينما سمحوا للعجل بأن يرضع من لبن أمه: "لما العجل يرضع ويشبع، البقرة تسمح بالحصول على باقي اللبن وبيجيب نفس الكمية". 

استدعى هذا الأمر سؤال الأطباء الاستشاريين، وأصحاب مزارع كبرى "الموضوع كان مُحيّر، قعدنا ندور ونسأل استشاريين وقالوا جرب تبعد العجول عن المحلب، البقر حلب والدنيا جميلة.. النتيجة إن البقرة بتمنع لبنها علشان عيالها".

1

يومياً، يتعامل الطبيب محمود مع الأبقار والأغنام داخل المزرعة "الحيوانات ذكية وبتفهم، وهما زي الإنسان بالضبط، فيه أم تحاوط على ولادها وأم تبعد ولادها"، حتى في لحظات الولادة، تكون البقرة التي تلد لأول مرة أكثر خوفًا من نظيراتها: "لو كانت أول ولادة الموضوع بيكون مزعج لها، ومش فاهمة فيه إيه وده سبب رئيسي لنفور الأم من المولود لإحساسها أنها تعبت بسببه وكان مصدر ألم وعذاب.. أما الأم الكبيرة اللي ولدت أكثر من مرة، فمش محتاجة حد يساعدها على الولادة، هي عارفة أنها في مرحلة ولادة، وتعدل نفسها في مكان ما، بحيث الجنين يكون مضبوط، وتنظر دائما إلى مراحل ولادته، ولو طلع نصه ومش قادرة أثناء الولادة تبدأ تقف علشان ينزل بفعل الجاذبية تشده إلى الأرض". 

"البقرة عارفة ابنها من وسط 100 عجل"، ولذا فهي ترفض في الكثير من الأحيان رضاعة "عجل" آخر.. مشاهدات أصبح يدركها الطبيب محمود عن ظهر قلب "كل واحد ليه رائحة مختلفة، والأم بعد الولادة تبدأ تشم رائحة ابنها، ووقت الرضاعة لو حست إن الرائحة متغيرة ترفض بشكل كبير الرضاعة وتبعده عنها". 

لكن المزرعة تبحث في كثير من الأحيان عن "أم بديلة" لإرضاع العجول التي تعاني أمهاتها من مشاكل صحية، أو تم بيعها: "هحطه جنب بقرة بتحلب، وابتدي أحط لبن على جسمه، وفي أماكن الشم المتوقعة من البقرة، وأبدأ أعمل تزاوج للرائحة".

2

بطولة "قطة"

داخل الوحدة البيطرية بأوسيم (شمال الجيزة)، استرجع الطبيب البيطري عصام رمضان، ذكرياته مع أمومة الحيوانات. تدرج في المناصب الإدارية حتى أصبح مديرًا للوحدة، لكن لحظات "الأمومة" الاستثنائية لم تغادره بمرور الأيام. من بينها "قطة" أنجبت 4 قطط، خافت عليها من الأطفال والمارّة، فاحتفظت بها داخل "فرن بلدي" يمتلكه أحد الفلاحين. لكن ذات صباح كانت أمام "تحدي شجاعة"، فصاحبة المنزل أوقدت الفرن بالنار لطهي الطعام: "في اللحظة دي كنت موجود في البيت، لقيت القطة نطت جوّه الفرن خدت عيالها واحد واحد بصورة مُذهلة". 

حكايات الشجاعة لم تتوقف عند القطة فحسب، فهناك "حمامة" تحدّت ثعبانًا قتل أحد أبنائها: "التعبان موّت حمامة مولودة، الحمامة الكبيرة خافت على بنتها التانية، قعدت تخربش في التعبان لغاية ما غرزت ضوافرها في لحمه وموتته مستغلة عدم قدرته على الطيران". الأمومة عند الحمام كبيرة –بحسب رمضان: "الحمام بيحافظ على ابنه جامد، ويواجه الأعداء غير الطبيعيين".

تصرفات الأمومة تختلف من حيوان لآخر، ويصل الأمر لحد المقولة السائدة "ومن الحب ما قتل". يقول الطبيب عصام: "الأمومة الزائدة قد تؤدي إلى أكل الولاد خاصة في الأرانب، لأنها تخاف عليهم لو لمسهم إنسان، وتموتهم ودا بيحصل كتير.. وهناك الأمومة الشرسة مثل العنكبوت وتأكل المولود لو مجريش، وهناك الأسماك التي تترك أبناءها بعد الولادة، على عكس الحيتان التي لا تترك ابنها وتساعده على الاعتماد على نفسه أولًا".

تابع باقي موضوعات الملف:

-"مبروك حيوانك حامل".. معاناة أم تتألم في صمت

-أمومة في الشارع.. مواقف من قصص إنقاذ الكلاب والقطط

-"القرود عزوة".. "عم وحيد" الراعي الرسمي لحديقة الحيوان منذ 31 عاما

-داليا في الملجأ.. أمومة متبادلة مع 582 كلبًا

-عالم أمومة الحيوانات.. صنوف من الرعاية والرحمة (صور)

 

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان