رحلة "بسمة" مع بيع الأعلام من "مبارك" لـ"السيسي"
كتبت- إشراق أحمد:
لليوم الثالث تتخذ بسمة محمد مكانها في دار السلام، جوار صوان استقبال الناخبين قبل دخول اللجان، وضعت طاولة خشبية، رصت عليها أعلام مصر، بطاقات وميداليات تحمل صور المرشح الرئاسي عبدالفتاح السيسي، كل الشغل ده من ساعة لما كانوا عايزين السيسي يترشح في 2014".
ورغم جلوس بسمة في قلب الأجواء الانتخابية، يحيطها من يدعون الأهالي للانتخاب، وبعض المارة ممن يتوقفون للشراء، أو يظنون أنها توزع الأعلام مجاناً، غير أن السيدة العشرينية اتخذت قرارها في المقاطعة "كل حاجة غليت، الحاجة نار، ده حتى الطماطم البايظة بـ5 جنيهات. وأنا ميهمنيش غير الأسعار، مش شايفة إن في حاجة حصلت فادتني".
أصاب بسمة الإحباط رغم حماسها لانتخاب السيسي في الانتخابات السابقة 2014 "جريت آخر يوم بعد الشغل على حلوان لأن لجنتي هناك عشان أديله صوتي"، ومع ذلك فصلت موقفها عن مصدر رزقها وواصلت بيع صوره وهدايا تذكارية تحمل اسمه.
تبيع بسمة بضاعتها في صمت، لكن ما إن يقترب أحدهم من طاولتها محاولاً أخذ شيء ظناً منه أنها توزع مجاناً، تندفع في حدة، حال ما فعلت مع إحدى السيدات التي حاولت سحب أحد الأعلام قائلة "مش بتوزعيه عشان ننتخب"، فردت عليها بسمة "ليه هو أنت هتنتخبيني أنا؟".
منذ ثورة الخامس والعشرين من يناير تبيع بسمة الأعلام، تحدد تاريخ ذلك بقول "من أيام مبارك كنت بقعد في ميدان التحرير". تغيرت الظروف لكن السيدة لم تغير مهنتها المنتقلة لها من أسرتها، فشقيقها يبيع الأعلام في المباريات والأحداث، وتشير السيدة إلى بالون من عام 2006، وخواتم كانت تبيعها من أيام ميدان التحرير، فمع كل "موسم" جديد تأتي السيدة ببضاعتها القديمة، تعلم أن مشتريها حاضر.
لا تخشى بائعة الأعلام من الإفصاح عن موقفها إن سألها أحدهم عن عدم انتخابها "أصله مش بالعافية"، كما تعلم أن "الموسم" هذه المرة ليس الأفضل "الناس بقت تمشي بعد ما تسأل على سعر الحاجة". تقول إن ثمن العلم الصغير أصبح جنيهين بعدما كان جنيهاً واحداً، والأكبر منه بخمسة جنيهات بدلاً من ثلاثة، فأغلب المشترين "اللي ابنه بيشبط في علم بس هو اللي بيشتري".
فيديو قد يعجبك: