"المغامرات الخمس".. أمهات مصريات يحتفلن ببلوغ الـ40 بتحقيق حلم الطفولة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
كتب- محمد مهدي:
خمس سيدات أمضين العمر معًا، صديقات لم يفترقن منذ الطفولة، رفقة في الدراسة والزواج والأمومة، حتى صرن جميعًا على مشارف الـ40، حققن كل شيء، إلا حلمًا واحدًا، وهو السفر معًا خارج مصر. كان القرار يبدو جنونيًا، لكنهن اتخذنه بحثًا عن الراحة والتجربة والمغامرة "حلم 3 إعدادي اتحقق أخيرًا، بعد ما ألغيت الفكرة تمامًا بعد الجواز والأولاد" تقولها أمنية عفيفي، واحدة من المغامرات الخمس.
بين الحين والآخر، تجتمع السيدات الخمس: أمنية عفيفي، مسؤولة عن جروب للرحلات، وداليا مُرسي مدير إدارة بشركة كبيرة، وهبة الشربيني مهندسة شبكات في شركة اتصالات، ودينا فكري صيدلانية، وهبة حسن مهندسة إدارة مشروعات، تطفو أحلام الصغر في أحاديثهن، لكن المسؤوليات لا ترحم، غير أن داليا اقترحت في اللقاء الأخيرة "نرتب سفرية احتفالاً بسن الأربعين، كلنا شِبطنا في الفكرة" لكن ظل السؤال كيف يتم الترتيب لها؟
في الليلة نفسها، خِدر لذيذ ملأ القلوب بينما تُفصح كل واحدة منهن عن حِلمها لأفراد أسرتها "كلهم كانوا فرحانين ومشجعين للموضوع، ولادنا قالوا أنتم تستاهلوا تنبسطوا وسافروا"، هناك أزواج اقتنعوا سريعًا بالفِكرة، وآخرون احتاجوا لبعض الوقت كونها مفاجأة غير متوقعة "بس إحنا كنا مقررين إن دي رحلة العمر، والحلم لينا إحنا وبس".
إيطاليا، كانت الوجهة الأولى "بنحب فيلم only you أوي، كان نفسنا نروح كل المدن اللي فيه، وهو متصور في فينسيا وروما وتوسكاني". كان على أمنية ترتيب جدول الرحلة، وداليا إتمام أوراق التأشيرات وتذاكر الطيران، أنهتا جميع الإجراءات المطلوبة، "بعد ما رتبنا أمورنا المادية والإجازات" قبل أن تُرفض تأشيرات 3 منهن "زعلنا، بس قولنا نروح مكان تاني، وهنا اخترنا بالي بإندونيسيا".
على إيقاع مزيكا حماسية، شعرن بها داخلهن، قضين الساعات الأخيرة قبل السفر، في حزم حقائبهن والاستعداد لقضاء أحلى الأوقات "ولادنا كان ليهم دور كبير في مساعدتنا على السفر، وأمهاتنا اللي اتحملوا مسؤولية الأولاد". غادرن منازلهن إلى المطار في 19 مارس، ومنه إلى الطائرة، حينما جلس بعضهن بجوار بعض وصعدن إلى السحاب، خفقت قلوبهن من السعادة والترقب.
منذ وصولهن إلى إندونيسيا، بدأت المغامرة، لنحو 10 أيام استمتعن بنِعمة الاكتشاف "كل الأيام أحلى من بعضها، مغامرة مستمرة من أول يوم لآخر يوم". قفزن داخل الشلالات من جبال شاهقة، جربن السير حفاة وسط حقول الأرز، تناولن أكلات لم يتذوقنها من قَبل، نمن ليلتهن الأولى داخل غابة "أجرنا موتوسيكل في الغابات، ركبنا مركب، ومراجيح فوق السما، كانت صحبة عايزة تنبسط فعلًا".
لم يكن السفر فقط للمتعة "قدرنا كمان نكسر مخاوفنا اللي عشنا بيها سنين" مثلًا داليا كانت تخشى الحشرات والزواحف لم تعد كذلك، هبة لديها قلق من المياه العميقة تغلبت عليه، وتشعر بالرعب من المرتفعات "لكن الحاجات دي انتهت وإحنا هناك مع التجربة" تقول أمنية إن كل واحدة ازدادت جرأة وثقة خلال الرحلة.
أكثر ما منح الرحلة بهاء وخِفة هو صداقتهن، "يعني إحنا بينا حُب كبير، خلانا رغم اختلافنا بنعرف نتبسط سوا، وأهالينا بقوا أصحاب، وأولادنا كمان، بقى فيه كيميا"، وأكثر ما توصلن إليه خلال السفر "شوفنا شباب كتير مسافرين، احنا بس اللي ساجنين ولادنا في قوالب التعليم والمسؤوليات وأفكارنا ومعتقداتنا لحد مابيفقدوا القدرة على الحِلم"، لذا قررن أن يمنحن أبناءهن تلك الفُرصة مبكرًا قبل أن تضيع مع مرور الزمن.
في طريق العودة، داخل الطائرة، علمت كل سيدة من المغامرات الخمس أن جزءًا من رؤيتها للحياة قد تغير. داليا رأت أنها تنفق أموالها في "حاجات ماتستهلش، بنأجل أحلامنا من غير سبب، أنا لازم أسافر كل سنة بلد جديدة". فيما فكرت دينا في قيمة الرحلة "حلم أصرينا عليه وكسرنا تابوه سفر ستات لوحدها، وأهم حاجة إننا لسه موجودين في أحلام بعض من ساعة ما كنا 12 سنة".
هبة الشربيني كانت تنظر من نافذة الطائرة بينما تقول لنفسها "الرحلة دي احتفال بصداقتنا، وبعمرنا اللي بيمر بين حلو وضغوط، أنا راجعة بقرار إن الواحد يفضل مستعد لهدايا الحياة، وإنه يشوف أحلى ما في الصورة وميقولش ما قدرش"، بجانبها هبة حسن تُردد بابتسامة "إننا مهم نساعد اللي بنحبهم يحققوا سعادتهم، ونشيل عنهم الأعباء، ودا حسينا من أهالينا وأزواجنا وأولادنا، وأهم حاجة إن السعادة قرار".
من وحي الشعور العام لديهن دونت أمنية أسطراً قليلة عن تجربتها برفقة صديقاتها، لم تمضِ دقائق حتى انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، نحو 20 ألف شاركوا في التدوينة بالتعليق أو الإعجاب أو النقل، قضت السيدات 10 ساعات ترانزيت في دبي يتابعن آراء الناس "تعليقاتهم بتقول إن دا حلم لكتير أوي شايفنه صعب، خصوصًا البنات والسيدات" كما تذكر داليا.
بعد التجربة الأخيرة، تنوي أمنية تكرارها الصيف القادم "مع جروب تاني من السيدات الأصدقاء" ما جرى في الأيام الأخيرة شجعها على خوض التجربة من جديد "كم السعادة اللي حسيتها أنا وصحابي بيدفعني أعمل دا".
ترى السيدة الأربعينية أن كل سيدة وفتاة في العالم تستحق الشعور بالإحساس ذاته "العالم جميل ولازم يتشاف، والأجمل إننا بنعرف قدراتنا وحدودنا والحاجات اللي بنحبها من خلاله".
فيديو قد يعجبك: