"العودة الكبرى".. في "يوم الأرض" فلسطينيون "تحت راية واحدة"
كتبت- شروق غنيم ومحمد زكريا:
منذ الصغر، يشارك محمود الرقب في كل التظاهرات ضد إسرائيل، كعادة أهل فلسطين، لم يفوت الشاب فرصة واحدة، ظلت قضية وطنه المُحتل على هرم أولوياته، ولا تزال، كل آماله أن تعود الأرض إلى أصحابها، لذا كان طليعة المشاركين في مسيرة "العودة الكبرى" التي تزامنت مع ذكرى "يوم الأرض".
على الحدود بين قطاع غزة والجانب الإسرائيلي، شارك عشرات الآلاف من الفلسطينيين في مسيرات أطلقوا عليها "العودة الكبرى" تزامنًا مع "يوم الأرض"، للمطالبة بتطبيق القرار الأممي رقم 194، والخاص بعودة اللاجئين إلى أراضيهم التي احتلتها إسرائيل في العام 1948، وتضمنت مطالبهم أيضًا رفع الحصار عن قطاع غزة.
في 6 مناطق رئيسية على طول الشريط الحدودي لقطاع غزة، احتشد الفلسطينيون، من بينهم كان الرقب، يُريد أن يقول "للمحتل بأننا باقون ولن ننسى، عائدون لأراضينا التي اغتصبتموها، ورافضين لصفقة القرن والوطن البديل، ولن نستسلم لحصار أهالينا في قطاع غزة".
لكن في كون عمره 26 عامًا، رسالة أخرى، يعتقد أنها ستصل إلى المُحتل من خلال الاحتجاجات "تفنيد لمقولة الصهاينة؛ الكبار يموتون والصغار ينسون"، لكن لا ينسى الشاب ليوم حق النازحين الفلسطينيين في العودة إلى أرضيهم التي اغتصبتها إسرائيل قبل عقود.
بدأت مسيرة "العودة الكبرى" في الـ30 من مارس، ويخطط منظميها الاستمرار حتى 15 مايو المقبل، الذي يوافق ذكرى "النكبة" السبعين.
ينوي الرقب، الذي أتى من بلدة خان يونس جنوبي قطاع غزة، البقاء بإحدى الخيام، التي أطلقوا عليها "العودة"، طوال الـ45 يومًا، لا يجد الشاب في ذلك أي صعوبة، فهو يدافع عن حق وطنه وأهله.
وداخل الاعتصام يستمتع بالبرامج التراثية، وحلقات الفن والأغاني، الدبكة الفلسطينية، وخبز الصاج، استقبال الضيوف وعمل القهوة، الكلمات الوطنية التي نُسجت بآمال في زوال الاحتلال، وأشعار تسرد حق فلسطين الأصيل في العودة، تلك أدوات عائلة الرقب، السلمية كل ما تملكه فلسطين، في وجه رصاصات إسرائيل.
تلك المظاهر تعيشها فلسطين في الـ30 من مارس كل عام، عرفوه بـ"يوم الأرض"، لإحياء ذكرى مقتل ستة فلسطينيين على يد القوات الإسرائيلية خلال مظاهرات في عام 1976.
بالأمس، وقع شهداء من المسيرة، رأى أحمد المعدون الذي يقطن بشرق غزة هذا بعينه "العدو دائمًا يستخدم القوة العسكرية وسياسة القمع بأسوأ طرقها".
"العالم كله يرى ذلك باستمرار دون أن يتحرك، لا جديد سوى سقوط شهداء أكثر"، هكذا يضيف المعدون.
يؤيده الرقب الذي يطالب "المنظمات الدولية والحقوقية بالتدخل العاجل ووقف قتل المدنيين السلميين الفلسطينيين من قبل جنود الاحتلال الصهيوني بدم بارد".
لكن قبل ساعات، طالب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بإجراء تحقيق مستقل بشأن مقتل فلسطينيين خلال اشتباكات مع الجيش الإسرائيلي.
لكن لا جديد، لا يزال الدم الفلسطيني مُباح، إذ أفاد مسؤولون فلسطينيون بمقتل حوالي 16 شخصًا وإصابة أكثر من ألف شخص حتى اللحظة برصاص الجيش الإسرائيلي.
رغم ذلك، ما أن يدعو الشباب الفلسطيني لمسيرة، يستجيب لها الآلاف، لم تخرج "العودة الكبرى" عن القاعدة، "هالمنظر لم نراه من سنين، الشعب استجاب لدعوة الأرض حتى نكون كلنا تحت راية واحدة، راية فلسطين"، يحكي المعدون.
يرى المعدون أن الأعداد الكبيرة التي خرجت بالأمس "أثبتت أن النضال الشعبي هو أحد أقوى أشكال المقاومة، وأن الشعب الفلسطيني صاحب قضية عادلة".
اصطفاف تحت علم واحد، ورأي واحد، وكلمة واحدة، هذا ما ارتبط في عقل يحي حلس بالاحتجاجات "فلسطين كانت حاضرة وليس الأحزاب، مشهد توافد أهل غزة على خيام العودة كان مهيب وعظيم، وهذا يؤكد أن رغم كل ما يحدث لغزة من حصار وتجويع وقتل، كانت البوصلة واحدة، لم تتغير، نحو أرضنا المحتلة، نحو فلسطين".
فيديو قد يعجبك: