إعلان

يديرون أنشطة الجمعية بأنفسهم.. "دُنيتنا" بيت لمكفوفي إسكندرية

05:55 م الأحد 01 أبريل 2018

جمعية دُنيتنا

كتبت-شروق غنيم ورنا الجميعي:

تصوير- حازم جودة:

حين قررت حنان حشيش منذ عام ونصف تأسيس جمعية ترعى المكفوفين في الإسكندرية، دار في عقلها اسماء عدة، كان عليها اختيار اسمًا مختلفًا عن 3905 جمعية أخرى، حتى جاء "دُنيتنا" وتمت الموافقة عليه، سعدت بالخبر كثيرًا لأن ذاك الاسم تحديدًا يُعبر عن فلسفتها تجاه المكان.

أرادت حنان أن تكون الجمعية دُنيا مختلفة للمكفوفين، فجعلتهم شُركاء معها في مجلس الإدارة، وقائمين على كل أنشطة المكان، حيث يوجد مركز التدخل المُبكر للمكفوفين وأصحاب الإعاقات المزدوجة، تعليم استخدام الكمبيوتر، برايل، لغة إنجليزية، ورش للحرف اليدوية، وفريق كورال موسيقي.

1

منذ أغسطس الماضي بدأ عمل مركز التدخل المبكر، الذي لا يقتصر على تقديم جلسات للمكفوفيين فقط، بل أصحاب الإعاقات المتعددة بجانب كّف البصر مثل التوحد والتأخر العقلي، كما تشرح مها الشامي، المتخصصة في تنمية المهارات لمصراوي.

من التاسعة صباحًا تبدأ الشامي في استقبال الأطفال حتى الواحدة ظهرًا، الجلسة الواحدة لا يتعدى الأطفال فيها الخمس، إذ يجب أن يكون العدد قليل داخل الجلسة الواحدة للاعتناء به، توضح الشامي أن المركز يستقبل أعمار الأطفال من الثالثة إلى الثانية عشر.

2

تقول الشامي إن "المحافظة كلها مفيش فيها مكان بيرعى المكفوفين مع إعاقة تانية غيرنا"، ويهتم المركز بتنمية مهارات الطفل اجتماعيًا، رعاية ذاتية، ومعالجة اضطرابات الكلام.

تعتمد الجمعية في تقديم على المكفوفين من بين المُدرّبين أحمد عبد السلام، منذ تأسيس الجمعية وهو يقوم بتعليم المكفوفين وضعاف البصر الكومبيوتر، يعمل عبد السلام في هذا المجال منذ خمس سنوات، يقول إنه غير متوفر بالمدارس "المنهج موجود للمكفوفين بس مفيش مدرسين يعلموه للطلبة"، لذا فإنه يقوم بتعليم مكفوفين بأعمار صغيرة وإلى خريجي الكليات.

3

يُحب عبد السلام ذلك المجال، يشرح باستفاضة كيفية تعليم المكفوفين الكومبيوتر "الفرق بيكون إن فيه جهاز ناطق اسمه قارئ شاشة"، هو الاختلاف فقط بين الكفيف والمبصر، حيث يعمل الجهاز على قراءة مفاتيح الشاشة، ويتم التعليم على مراحل؛ أولها إدراك عمل جهاز الكومبيوتر، حتى يصل المُتدرّب إلى كيفية ممارسة لعبة من خلال الجهاز "فيه ألعاب صممت خصيصًا للمكفوفين".

لا حدود للتعلّم على الكومبيوتر كما يؤكد عبد السلام، هناك من يميل لدراسة مجال الهندسة الصوتية فيما بعد "زي عمّار الشريعي في البرنامج بتاعه كان بيعمل ايديت على الهوا"، وهناك من يركز في مجال البرمجة بعد ذلك، التدريب لا يصل إلى هذا الحد فقط، بل تمكّن الشاب من تعليم مجموعة مكفوفين يعملون الآن في إحدى شركات البرمجة.

4

داخل الجمعية يوجد أيضًا فريق كورال مكوّن من المكفوفين، تُثني حنان على وجوده وما حققه، إذ شارك في مهرجان موسيقي بالمغرب "ليه معجبين وإحنا بنحاول نشارك في مهرجانات وفعاليات موسيقية أكتر".

من خلال الجمعية تعرّفت اكتفاء على البامبو، لم تمّس أيديها النبتة من قبل، تعلمته حتى باتت تُعلّمه لوافدي المكان. داخل الجمعية أثر أعمال اكتفاء تُرى، تُوضع مزهرية الورد الموجودة في المكان مصنوعة من البامبو، فيما باتت تصنع أشياء مختلفة مثل سلة المهملات، الأطباق.

5

تحكي اكتفاء عن البامبو واختيارها له "بيديني راحة نفسية، بقدر أبتكر وأعمل أشكال مختلفة"، تقضي طوال يومها في الجمعية، لا سيما حينما تزداد الطلبيات عليها "كل دنيتي هنا، البيت بقى بالنسبة لي على البيات بس".

بجانبها جلست "أمينة بكري" تصنع بيديها من البامبو أدوات جميلة للديكور، منذ تأسيس الجمعية قدمت السيدة برفقة ابنتها غادة كفيفة البصر، كان المكان جاذبًا لها حيث يهتم بخدمة المكفوفين، في كافة النواحي الحياتية "غادة مبقتش تعتمد عليا، دلوقت اتعلمت كومبيوتر وأخدت كورسات انجليزي".

6

تعتبر أمينة الجمعية هو بيتها الثاني، احالتها للمعاش بعد عملها كوكيلة مدرسة جعلها تنتظم في الحضور لأجل ابنتها خريجة كلية الآداب، تقول أمينة إن ميزة الجمعية في الأنشطة المُقدّمة بها "كان نفسي بنتي تتعلم الحاجات دي في المدرسة لكن مش متوفر".

أحلام حنان لا تتوقف عند حدود مقر دنيتنا، تتمنى بأن تزداد الأنشطة داخل المكان حتى تشمل الرياضة "لكن للأسف إحنا معتمدين على التبرعات، فده بيخلينا منقدرش نعمل اللي في نفسنا"، فيما تأمل أن يتسع المكان حتى يصبح أكاديمية ترعى المكفوفين في شتى المجالات "مش عاوزة حد يبقى قاعد في بيته حاسس إن مالوش دور في حياتنا".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان