لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

في ذكرى رحيل مصطفى أمين.. الأحلام على جناح "بسكلتة"

04:30 م الجمعة 13 أبريل 2018

مصطفى أمين

كتبت-رنا الجميعي:

في جُنح الليل كان الصغيران مصطفى وعلي أمين ينظران للسماء، يترجيا الله منحهما "بسكلتة"، لم يُعطهما الربّ العجلة، لكنهما ظلا على مدار سنة ادخّار 5 صاغ يوميًا حتى اشتريا الدراجة، كذلك لا تُحقق الصحافة الأحلام والأمانيّ، لكنها تضع الإنسان على طريقها، وهو ما تعلّمه الصحفي مصطفى أمين، الذي شبّ على غرام مهنة المتاعب، وتركها مع رحيله في 13 إبريل 1997.

في منزل تشبّعت أركانه بالسياسة وُلد مصطفى أمين، فلا غرابة أن يكون والده أمين أبو يوسف مُحاميًا يدافع عن الحقوق، ووالدته هي ابنة أخت الزعيم سعد زغلول، في سن صغيرة أحبّ أمين الصحافة، على ورق كُرّاس أنشأ أولى صُحفه، وكانت أولى الأخبار التي يكتبها هي أحداث المنزل الذي يعيش فيه.

صورة 1 التوأمان مصطفى وعلي

منذ ذلك الوقت لم ينفصل أمين عن صاحبة الجلالة، تدّرج في مراتب حُبها حتى وصل لمنصب رئيس تحرير، ففي سن الـ24 تولى رئاسة تحرير مجلة آخر ساعة، إلا أنه بلغ عشقها بتأسيسه، برفقة توأمه علي، جريدة أخبار اليوم، عام 1944، وفي مساء الجمعة الموافق 10 نوفمبر كان شعور أمين كتلميذ بليد في ليلة الامتحان، حيث صُدر صباح السبت أول عدد من "أخبار اليوم".

حُب الصحافة له أصول كما يعرفها أمين، أولها حق الشعب في المعرفة، وعدم إخفاء شيء عليه، كما يقول في إحدى لقاءاته "كل واحد في الشارع يعرف ما يعرفه رئيس الجمهورية"، وثانيها هو كتابة الأخبار باختصار دون إطالة "سعد زغلول في جواب للشيخ محمد عبده قال: اغفر لي الإطالة فليس عندي وقت للاختصار، لأن الاختصار بياخد مجهود".

في محراب الصحافة عاش أمين حياته، ألْفتها نفسه كالوطن، أقام في عالم المطابع والأحبار، في عمر الـ12 اشتغل في مجلة تُسمى "رشيد"، حيث عمل في المطبعة يجمع الحروف، المُعافرة كانت إحدى عطايا الرب إليه، فلم يملّ أمين من إغلاق السلطة لصحفه كلما انتقدها، وفي مرحلة دراسته الثانوية كان قد وصل لمنصب نائب رئيس تحرير مجلة روز اليوسف.

2

اقتضت أصول الصحافة أيضًا بالنسبة لأمين وجود المرأة، ارتأى ميزتهن في الدقة المطلوبة في العمل الصحفي، بخلاف الرجل الذي يتميز بكثرة الأفكار، التكامل بين الاثنين هو الأساس الذي فكر فيه أمين لبناء صحافة جادة، وكان من دواعي فخره أن وصلت عدد المحررات في مؤسسة أخبار اليوم إلى 99 صحفية.

حينما سُأل أمين عن نصيحته لأي صحفي مبتدئ قال "اكتب كثيرًا واقرأ كثيرًا". السعي هو ما مكّن مؤسس أخبار اليوم من تحقيق أحلامه العديدة، التي لم تقف عند "البسكلتة"، تلك الأمنية الصغيرة جعلته يؤسس لمشروع أكبر مع رفيق مشواره علي، وهو "ليلة القدر"، ذات يوم فكر الاثنان "لابد فيه ناس زينا عندهم أماني وبالنسبة ليهم كبيرة أوي"، وقتها كتب علي أمين في أخبار اليوم "عندك أمنية قولهالنا، يمكن نقدر نعمل حاجة؟"، وعند مقر الجريدة وصلت 360 ألف أمنية، حققت المؤسسة بعضها "طفل صغير بينه وبين مدرسته مسافة كبيرة اشترينا له عجلة".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان