لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

لا وجود لمباريات برشلونة في مقاهي المدينة.. "صلاح بيلعب"

01:58 م الخميس 05 أبريل 2018

كتب- محمد زكريا وشروق غنيم:

تصوير - فريد قطب:

رسم ساخر "كوميك" على وسائل التواصل الاجتماعي يطرح تساؤلا على مشجعي كرة القدم وعملاق إسبانيا، برشلونة: كيف سيُشاهد عشاق الفريق الكتالوني مباراة فريقهم أمام روما الإيطالي "ومحمد صلاح بيلعب في نفس الوقت؟". تابع محبو برشلونة ذي الشعبية الطاغية في شتى بقاع الأرض، بما في ذلك قاهرة المعز العاشقة للساحرة المستديرة، ذلك التساؤل. حين جاء موعد المباراة في التاسعة إلا ربعًا مساء الأربعاء، وجدوا ما ظنوه سخرية في العالم الافتراضي أمرًا واقعًا على الأرض. فلا وجود لمباريات برشلونة في مقاهي المدينة: "صلاح بيلعب".

قبل انطلاق موعد مباراة برشلونة أمام نظيره الإيطالي روما بساعتين، ذهب إسماعيل خالد إلى المقهى المُعتاد لديه لمشاهدة مباراة فريقه الإسباني، دبّر حيلة "من الصبح وأنا عاوز أكون أول واحد في القهوة عشان يبقى معايا الريموت ومتحكم في المشاهدة"، لكن خطته لم تنجح، لبّى مطلب جماهير المقهى "كان فيه ناس ملهاش فى الكورة وجاية عشان تتفرج على صلاح.. فشغلنا ماتش ليفربول".

1

ضمن منافسات مرحلة الذهاب في الدور ربع النهائي بمسابقة دوري أبطال أوروبا، أقيمت مساء الأربعاء مباراتا الدور نصف النهائي في نفس التوقيت: ليفربول يستضيف مانشستر سيتي في آنفيلد، وبرشلونة في مواجهة روما الإيطالي في كامب نو. مباراتان من العيار الثقيل ينتظرهما عشاق الساحرة المستديرة على أحر من الجمر.

الأجواء كانت مشتعلة في "الأنفيلد"، صلاح أحرز الهدف الأول قبل مرور 12 دقيقة من المباراة، فاشتعل مقهى في منطقة المنيب بالجيزة، فيما كان خالد، يتابع فريقه المحبب، برشلونة، عبر هاتفه الجوال بعد أن فقد أمل الانتقال إلى المحطة التي تبث مباراة الفريق الإسباني.

عقد خالد اتفاقًا مع روّاد المكان، وجلهم جاءوا لمشاهدة النجم المصري الذي بات حديث الصباح والمساء في العالم الرياضي العالمي، ومعشوق جماهير الكرة وأغلب سكان مصر من شرقها لغربها. "فتحت ماتش برشلونة على تليفوني من باقة النت، وأول ما ييجي جون لينا أغيّر القناة أتفرج عليه ونرجع لماتش ليفربول تاني".

لأول مرة يحدث ذلك مع عاشق البلوجرانا. "بشجعه من حوالي 12 سنة، كنت مضّايق إني هفوّت الماتش، خصوصًا إني عارف ماتش البرسا هيكون أمتع، ولو صلاح مكنش بيلعب في الليفر مكنش حد اهتم يتفرج على الماتش بتاعه".

على أحد مقاهي حي المطرية بالقاهرة، كانت أعين العشرات تدور يميناً ويساراً مع دوران الكرة بين أقدام لاعبي الريدز والسيتيزن على أرضية الأنفيلد، يشجعون بحماسة منقطعة النظير، ينتفضون ما إن تصل الكرة إلى قدم النجم المصري محمد صلاح. لم يكن هناك نفس الحماس لليفربول في مصر قبل وصول صلاح إليه بداية من الموسم الحالي ليتحول إلى أيقونة الفريق الأحمر، تتغنى باسمه الجماهير، وتعمل أعتى الفرق في العالم على ضمه لصفوفها، بحسب تقارير.

2

قبل أن تبدأ المباراة، توجه طارق إلى المقهى، الذي هو واحد من زبائنه الدائمين، جلس مع أصدقائه، كان يعلم علم اليقين أن شاشة المقهى ستعرض مباراة "صلاح"، حتى لو كان "ميسي" هو الخيار الآخر، وما المشكلة؟، فهو ذاهب في الأساس لتشجيع ابن نجريج بمحافظة الغربية.

يتدخل صديقه محمد عبدالهادي في الحديث، ويقول في ابتسامة "القهوة متتمليش إلا عشان 4 ماتشات: منتخب مصر، الأهلي، الزمالك، وصلاح"، قبل أن يُضيف ضاحكًا "ده معظم اللي على القهوة قاموا روحوا لما صلاح اتصاب وخرج في الدقيقة 50".

انتهت مباراة فريق ليفربول الإنجليزي بالفوز بثلاثية نظيفة أمام متصدر الدوري الإنجليزي البريميرليج. فيما أحرز برشلونة أربعة أهداف مقابل هدف وحيد لفريق العاصمة الإيطالية، روما.

حينما انتهت مباراة الفريق الكتالوني، انتاب إسلام جمعة بعض الحُزن، إذ لم يستطع مشاهدة فريقه الإسباني وهو يحقق انتصاراً مُهماً "خصوصًا لما شوفت الأهداف، حسيت إن راح عليا ماتش حلو". قبل أن تبدأ المباراة بساعات، كان يتابع جمعة تفاصيل مباراة برشلونة وروما "كنت مخطط أتفرج عليه"، لكن انتهى الأمر بمتابعة اللقاء عبر الإنترنت "عشان أتابع الأجوان أول بأول".

جمعة، كغيره من مُشجعي برشلونة، لم يكن أمامه خيار. "أول ما روحت على القهوة لقيتهم واخدين قرار.. هو ماتش ليفربول اللي هيتذاع، كانت الساعة 9 إلا ربع ومعنديش رفاهية أدور على مكان تاني، وكنت عارف إني ممكن ملاقيش كمان". لم يفوت الشاب العشريني مباريات فريقه، برشلونة المهمة خصوصًا في دوري أبطال أوروبا، "ممكن أغيّر ميعاد شغلي عشان أشوفه".

على مقهى في وسط المدينة، تابع الشاب العشريني مباراة الريدز، في أحاديث روّادها كانوا يذكرون المباراة الأخرى "الناس كانت بتسأل كل فين وفين برشلونة عامل إيه ومين كسبان"، لكن أحداً لم يغير القناة "حتى قبل ماتش ليفربول ما يخلص بدقايق حد قال لصحاب القهوة والنبي هاتلنا ماتش برشلونة نشوف آخره"، لكن طلبه قوبل بالرفض.

3

برشلونة، هو فريق محمد طارق المفضل، يُشجعه منذ سنوات طويلة، لما يقدمه من كرة يجد فيها متعة لا يجدها في غيره، لكنه أيضًا يتفاعل مع ليفربول أو بالأصح يُشجع لاعبه، صلاح. لذا تخلى الشاب بإرادته عن مشاهدة مباراة الفريق الإسباني أمام نظيره الإيطالي، التي كانت في نفس التوقيت. صحيح أن الحسابات تميل بكفة الفريق الإسباني إلى الفوز، لكن من يدري؟، الكرة مجنونة، تعرف كل شيء.

بمنطق السوق، أي المكسب والخسارة، يختار أحمد الحوال، صاحب مقهى، ما يُعرض على شاشته، يقول الشاب الذي لم يتعدَ عمره الثلاثين "أنا بشغل في قهوتي اللي على هوا الزباين، دلوقتي الترند صلاح، يبقى أي ماتش لصلاح قهوتي هتتملي، لا تقولي بقى برشلونة ولا ريال مدريد".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان