لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"مرتجى".. قصة فلسطيني قتلته إسرائيل رغم ارتدائه سترة الصحافة

07:40 م السبت 07 أبريل 2018

ياسر مرتجى

كتب- محمد زكريا:

أمس، توجه ياسر مرتجى إلى الشريط الحدودي بين قطاع غزة والجانب الإسرائيلي، موضع احتجاجات العودة الكبرى، حول بطنه سترة واقية زرقاء اللون عليها كلمة صحافة، وفوق رأسه خوذة تحميه وقت اللزوم، وفي يده كاميرا، يوثق بها ما يدور على الأرض، لكن لم يكن يعلم صاحب الثلاثين عامًا أنها ستكون الأخيرة، مات المصور الصحفي برصاصة إسرائيل.

انطلقت احتجاجات العودة الكبرى في الـثلاثين من مارس الماضي، ويشارك فيها عشرات الآلاف، مطالبين بعودة الفلسطينيين إلى ديارهم التي أرغمهم الاحتلال على هجرها قبل عقود، وجاءت حركتهم تلك بالتزامن مع يوم الأرض، الذي يُحيي ذكرى مقتل ستة فلسطينيين على يد القوات الإسرائيلية خلال تظاهرات في عام 1976.

صباح الجمعة الماضي، التقى ياسر مرتجى زميله المصور الصحفي حسام سالم، توجه الزميلان إلى شرق بلدة خزاعة جنوبي قطاع غزة، لتغطية الاحتجاجات، هذه هي عادة المصورين منذ 8 سنوات، أن يعملا سويًا، وأن توثق كاميراتهما ما يدور بفلسطين من أحداث.

صلّى الزميلان الجمعة، وتوجها لاستكمال عملهما، أشعل المحتجون الكاوتشوك، وتصاعد الدخان، افترق المصوران، وراء المتظاهرين كان يتقدم مرتجى، الفلسطينيون سلميون، لكن إسرائيل تُطلق الرصاص، سجل مرتجى "لحظة إصابة 2 من المتظاهرين أمامه"، يحكي سالم في حزن.

في نفس الوقت كان سالم يقوم بعمله، تلتقط عدسته الصور، اعتاد الصحفيون في فلسطين على صوت الرصاص، وحشرجات الموت، لذا لم يملأ الخوف قلب سالم على نفسه وزميله، لكن ذلك لم يمنع المصيبة، وصل سالم الخبر المؤسف، "أصابت الرصاصة جانبًا من بطن مرتجى، ولم تنقذه سترة الصحافة التي كان يرتديها"، يحكي سالم الحكاية لمصراوي.

في فزع، توجه سالم إلى مستشفى "ناصر" في محافظة خان يونس، وجد صديقه في غرفة العمليات، سأل عن كاميرته، ليرى ما وثقته "لقيت مقطع مصور بصوته وهو بيقول أنا اتصبت أنا اتصبت"، فما كان من سالم إلا أن يدعو لصديقه بالشفاء.

نزيف داخلي، يُهدد حياة مرتجى، أُجرىت له عملية جراحية، تم استئصال جزء من الكبد، احتاج المصور إلى نقل دم، وهو ما كان، استقرت حالته في غرفة العناية المركزة، لكن مساء الجمعة ساءت حالته مرة أخرى، وفي الثانية عشر منتصف الليل، كان عليه العودة إلى غرفة العمليات، لكن لم يمر الكثير من الوقت، كان للقدر كلمته الأخيرة، توفى مرتجى.

بعد موته في حوالي الواحدة صباح السبت، ارتفع عدد الوفيات في "أحداث الجمعة الثانية لمسيرة العودة" إلى 10 أشخاص، حسبما أفادت وزارة الصحة الفلسطينية، ووصلت الإصابات إلى 1354، منها 492 بالرصاص الحي، ولا يزال 33 جريحًا في حالة خطرة.

كانت جنازة مرتجى مهيبة، شارك فيها المئات، كفّنوا المصور بعلم فلسطين، ووضعوا أعلى جثمانه سترته الصحفية، راح إلى مثواه الأخير، في الأرض التي عاش فيها وحلم بزوال الاحتلال عنها، لكن ترك وراءه زوجة وطفل لم يُكمل من العمر ثلاث سنوات.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان