من أمريكا للقناطر الخيرية.. "شين" تحتفل بشم النسيم مع المصريين
كتبت-دعاء الفولي:
تصوير-محمود بكار:
في حدائق مدينة القناطر الخيرية، بمحافظة القليوبية، لم يبق موضع لقدم. جلست العائلات على الأرض، يستظل أفرادها بالأشجار، يلعب الصغار فيما تُحضر الأمهات الطعام؛ بدا المشهد تقليدياً كأي احتفال مصري، غير أن وجود السائحة الأمريكية شين وود بين الزائرين، بدّل الأمر تماماً.
حذاء خفيف، ملابس زاهية اللون، وابتسامة دائمة كانت سمة السيدة الأمريكية. مع المواطنين، اندمجت "شين" التي لا تتكلم العربية، فقط كانت تقترب منهم ببطء، تخبرهم بلغة الإشارة أنها تريد التقاط صورة لهم؛ فتجد سعادة بادية على الوجوه، إيذانا بالموافقة، لكن لم يتوقف الأمر عند ذلك الحد؛ إذ اجتمع حولها الأطفال بمرح، فأحضرت حقيبة مليئة بحلوى "غزل البنات"، ثم وزّعتها على من طالته يداها.
عام 2001 كانت زيارة "شين" الأولى لمصر، يعمل زوجها مهندساً معمارياً بإحدى الشركات العالمية، وأحياناً ما يُشرف على مشروعات هُنا،
"عايشنا مأساة ضرب برجي التجارة العالمي بينما نحن في مصر، فزعت عائلتي وطلبوا عودتنا لنيويورك فوراً". ظنت صاحبة الـ60 عاماً أيضاً أن البقاء ليس آمناً "لكن رعاية جيراني وأصدقائي المصريين جعلتني أقوى، وقتها علمت أنني في المكان المناسب".
بعد الواقعة بأعوام، عادت "شين" لوطنها، قبل أن يتم اختيار زوجها ليكون أحد مهندسي المتحف المصري الكبير، وتعود الأسرة لمصر مرة أخرى عام 2015.
صباح اليوم، ذهبت "شين" رفقة مجموعة من أصدقائها للقناطر "لم أكن أعلم وجهتنا.. لكن بمجرد وصولي تفاجأت"، رأت ازدحاماً شديداً في كل مكان، ألوان وأصوات متداخلة، أصناف طعام لم ترها من قبل "لكن أكثر ما لفت نظري هو بساطة الناس، أقل الأشياء تجعلهم يضحكون بصوت مرتفع ويرقصون".
لم تستغرق السائحة مُدة طويلة لتحب الأجواء "أصبح لدي أصدقاء في كل مكان رغم اختلافنا"، صار وجهها مألوفاً "كثير من الزائرين التقط صوراً معي"، لم تضق ذرعا بهم "بالعكس تمنيت لو أستمتع مثلهم".. قالتها فيما تُشير لأرجوحة مرتفعة "اعتدت ركوبها فيما كنت صغيرة، أما الناس في الحديقة هنا فلا يوقفهم العُمر عن فعل أي شيء".
امتلأ هاتف "شين" بصور مُبهجة من الحدائق "إلا أنني أبحث عن صورة واحدة تُعبر عن ذلك اليوم الرائع"، تهوى الأم لفتاة وشاب، التصوير، وبعد ما عايشته في القناطر، قررت أن تكون المتنزهات العامة وجهتها الوحيدة في المستقبل.
فيديو قد يعجبك: