لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

أصحاب الرقم "17".. الخاسر الأكبر في زيادة المترو

08:09 م الجمعة 11 مايو 2018

رفع سعر تذاكر مترو الأنفاق

كتبت- إشراق أحمد:
تصوير- محمد حسام الدين:

لكل غلاء ضحاياه، والضحايا درجات، ومع بدء تنفيذ رفع سعر تذاكر مترو الأنفاق، أصبح رقم "17" نذيرًا سيئَا لرواد المحطات الأخيرة بالخطوط أو أصحاب الوجهات البعيدة، إذ صار عليهم دفع 7 جنيهات لدخولهم بين ركاب الشريحة الثالثة، ومَن نجى منهم كان على حافة محطة أو اثنين.

بعد معرفة آمال سامي خبر رفع تذاكر المترو، أول ما دار بخاطر الساكنة في منطقة حلوان "أي حد يقول لي تعالى مشوار أو شغل يدفع لي تمن التذكرة" علقت ساخرة تخفيفًا للواقع البعيد عن الابتسام، إذ بات على الشابة العشرينية في كل مرة تقرر فيها الخروج دفع 14 جنيهًا لركوب المترو فقط ذهابًا وعودة.

"حسيتهم أنهم كده بيحاصرونا في مناطقنا" تقول آمال. بحكم عملها غير الدائم تغادر الشابة منزلها قرابة ثلاث مرات أسبوعيًا، لذلك لا غنى عن استقلال المترو "أنا بركب مواصلتين عشان أوصل للمترو وبعديه ممكن مواصلة تانية عشان أروح المكان اللي عايزاه".
لم يكن استقلال آمال للمترو باعتباره الوسيلة الأرخص سعرًا لكن "الأريح" حد قولها. لكن التفكير في ارتياده بعد زيادة التذاكر أصبح عبئًا.

آمال ليست وحدها التي تشعر بالضغط بعد القرار، فلا يجد حسن مرسى مثالاً لنقل ما يشعر به الخاسر الأكبر "تحت الأرض"، سوى تلك السيدة المسنة التي رآها اليوم، وقد حاولت الانتحار على قضبان المترو، بعدما أمسكت التذكرة ذات السبعة جنيهات "وقفت على الشباك قالت للموظف عايزة تذكرة أم 2 جنيه قالها مفيش يا حاجة خلاص".

4 بنود يقسم عليها مرسي المرتب شهريًا لتغطية نفقات أسرته -4 أشخاص، بينها بند الانتقال إلى العمل، لكن بعد الزيادة "هضطر اضحي ببند ولا اتنين عشان أكفي المواصلات" يقولها الموظف بجدية.

26 جنيهًا يدفعها مرسي اليوم للذهاب إلى العمل والعودة منه. لا توجد وسيلة غير مترو الأنفاق و"الميكروباص" لتقل ساكن منطقة مايو إلى عمله في المهندسين. يستقل مواصلتين قبل المترو وأخرى بعده، لذلك لم يجد سوى انتقاد المسؤولين "هو مفيش رحمة"، أمسك بالتذكرة ثم مضى، وكذلك فعل مَن وقف في طابور تحصيل التذاكر كما يقول.

أسوأ ما في القرار بالنسبة لمرسي ليست الزيادة وحدها، بل توقيتها "يعني يوم 10 في الشهر يعملوا كده وداخلين على رمضان وعيد. الخطة كلها باظت"، فقد أصبح لزامًا عليه تخصيص قرابة ثلث مرتبه لأجل فقط الذهاب إلى العمل.

وفيما لا يجد مرسي بديلاً عن المترو، ظلت وئام مصطفى تبحث عن طريق آخر تتجنب به ركوب الأنفاق، حال استقلال مواصلات على الطريق الدائري، فرغم سكن الشابة منطقة المرج الجديدة، لكن آمالها تخيب "مفيش مفر لازم أركب المترو مرة في اليوم".

بحكم عملها كمصورة تتنقل وئام كثيرًا، مما دفعها جديًا في التفكير بالنزول قبل محطتها المعتادة بفارق محطة حتى لا تصل للعدد 17 وتكمل الطريق سيرًا على الأقدام، فيما تمنت لو لازالت طالبة حتى تستطيع عمل اشتراك مخفض.

قلة حيلة شعر بها ركاب المترو بشكل عام، والشريحة الثالثة بشكل خاص. حسب محمد مصطفى عدد المحطات فور علمه بخبر الزيادة، وجدها 15. محطة واحدة فقط فصلته عن دخول الشريحة الثالثة، يسخر مصطفى من كونه نجا لدفعه 5 جنيهات، لكنه لم يعد يستطع أخذ الأمور بمزاح كالسابق، فالأوضاع تزداد سوءًا كما يقول "أنا مفكرتش فيا لكن في ناس أعرفها اللي فاتح بيته وشغله بعيد جدا وساكن في حلوان وقبضه ألفين جنيه دا يعيش إزاي".

يقيس مصطفى الأمور على نفسه "لو الميكروباص مغليش هدفع شهريا 480 جنيه"، فيما يشعر أنه إن كان عليه الاحتمال فكيف يفعل مَن يعول أسرة.

كذلك لا تعلم وئام كيف يمكن تدبير نفقات الانتقال. منذ عام بدأت تستقل الشابة الأنفاق في أضيق الحدود "بقى دوشة وبياعين ولا السوق وبيقعد حوالي تلت ساعة في المرج الجديدة لأنها مركز انطلاق فبقيت أتأخر"، لذلك حين علمت بأمر الزيادة تساءلت "محدش قال لنا هيطوروا بيها إيه في المترو وأمتى هنشوف ده؟ وليه محصلش تطوير ملحوظ بعد زيادة الـ2 جنيه؟".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان