لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"رمضان جانا ولسه مجاش".. محلات السيدة "مفيش بيع"

05:31 م الأحد 20 مايو 2018

كتبت- علياء رفعت

تصوير- روجيه أنيس

في الوقت الذي تنتعش مهن بدخول شهر رمضان الكريم، تتوارى أخرى. 30 يومًا والأبواب مغلقة أمام الزبائن حتى تفتح من جديد مع هلال العيد.

أصحاب محلاتٍ وصنايعية يستقبلون الشهر ببهجة ويستعدون له قبل أسابيع في انتظار أن يهل عليهم بالكرم والرزق، بينما يغلق آخرون محلاتهم ودكاكينهم في انتظار انقضاء الشهر الكريم ليعاودوا العمل مرة أخرى.

3

على بُعد خطوات قليلة من مسجد السيدة زينب، تُبصر لافتة كبيرة كُتب عليها باللون الأحمر "كنفاني عرفة". وإلى جوار الكنفاني الشهير أحد المحلات التي أغلقت أبوابها ووضعت الأقفال عليها يُخيل للناظر أنها مهجورة، إلا أن اللافتة التي تعلوها توضح كُل شيء بالنظر إليها " كشري الإمبراطور". وقد جرت العادة أن تغلق محلات الكشري أبوابها منذ بداية رمضان وحتى آخر أيامه التي يستعدون فيها للتحضير لاستقبال العيد.

4

"الدكان في الدكان والرزق ع الرحمن".. قالها إبراهيم عرفة أحد أحفاد "الحاج عرفة" أثناء انشغاله بإدارة المحل وهو يبتسم، مُشيرًا إلى أن محلات الكُشري تعمل برواج وازدهار طوال العام بينما تغلق أبوابها طول شهر رمضان. فيما تظل عملية البيع والشراء بمحلات الكنافة هادئة طوال العام ولكنها تزدهر في رمضان فقط، إلا أن الوضع هذا العام هادئًا أيضًا كما يؤكد إبراهيم "مفيش بيع وشِرا زي كُل سنة رغم إن الأسعار هي هي مرفعنهاش".

خارج المحل، وقف ثلاثة عُمال خلف "البنك" وهُم يناولون الزبائن ما يطلبونه من كنافة، قطايف أو جلاش بعدما يتأكدون من حوزتهم لبون "الدفع". "هو السنة دى في بيع!" قالها أحدهم مُتعجبًا من حالة الركود هذا العام بالنظر إلى الأعوام السابقة، مُستطردًا "الناس مبقيتش لاقيه تاكل عشان تجيب كنافة وقطايف".

لم يكن محل "كُشري الإمبراطور" وحده هو المغلق ضمن محلات منطقة السيدة. أمتارٌ قليلة فصلته عن مسمط "الركيب" الشهير، والذي كان مُغلقًا هو الآخر بالأقفال. فيما جلس أمامه رجُل كهل يبيع المناديل ويخبر من يسألون عنه "قافل.. مش هيفتح غير في العيد بقى كل سنة وانتوا طيبين".

1

بجوار مسمط "الركيب" وعلى بُعد خطوات قليلة منه، كان مطعم "الطرابيلي" يستعد لافتتاح أبوابه مع انطلاق آذان العصر. كخلية النحل أخذ العمال يزيلون الستائر الحديدة عن المحل، وفي ثوانٍ معدودات انطلق كُل منهم إلى موقعه. أولهم خلف قِدرة الفول يقلبها بين الحين والآخر، وثانيهم يقطع الخضراوات، بينما أخد ثالثهم يمسح الأرضيات ويغسل الأطباق.

6

مُختبئًا خلف ستارة من الشمس الحارقة كان "محمد الطرابيلي" الخمسيني يوجه العُمال ليُتموا عملهم قبل انطلاق آذان المغرب على أن يستأنفوا ما تبقى من العمل بعد الإفطار. "مكناش بنفتح السنين اللي فاتت بدري كده كنا بنفتح بعد المغرب على طول" قالها الطرابيلي وهو يؤكد أنهم يحاولون الاستعداد للموسم على أكمل وجه، ولكن برغم أن الفول هو المكوّن الأساسي في السحور لدى المصريين إلا أن عملية البيع والشراء في ركود هذا العام حسبما يوضح "الناس مبقيتش تتسحر في المحلات عشان متدفعش كتير، بقى كل واحد ياخد كيس فول بـ4 جنيه وهو مروح ودمتم".

7

الكمية التي يُحضرها المطعم كل يوم من الفول والفلافل، هي ذاتها التي لا زال يحضرها في رمضان دون زيادة برغم أن رمضان هو "موسم الفول" بحسب الطرابيلي. "سمعة المطعم هي اللي مقوماه في الأيام دي" هكذا يظن الطرابيلي الذي يرى أن الحالة الاقتصادية انعكست على أوضاع المصريين في الاحتفال برمضان أو ممارسة طقوسه التي اعتادوها حتى أنها أثرت على بيع الفول الذي يعد أرخص وجبة للمصريين، مُضيفًا أنه مثله مثل باقي أهل السيدة لا يشعرون هذا العام برمضان برغم مُضى أربعة أيام منه "رمضان جانا.. ولسه مجاش".

2

بالقرب من ميدان السيدة، كان "وائل" العشريني يُحكم رِباط الأقمشة الرمضانية التي يلفون بها "القهوة" في نهار رمضان بينما يزيلونها عنها ليلًا استعدادًا لاستقبال الزبائن. بالداخل، لم يتجاوز عدد الجالسين الخمسة أفراد، بينما بقي وائل جالسًا مُستريحًا بين تلبية الطلب والآخر لأحدهم.

"مكناش بنفتح الصبح لحد من سنتين فاتوا، الحالة الاقتصادية بقت وحشة أوى.. ومنقدرش نقفل في نهار رمضان" يقولها وائل وهو يقلب أحجار الفحم لرص "الشيشة"، مُضيفًا أنه برغم قلة عدد مُرتادي القهوة في نهار رمضان إلا أن أصحاب المقهى قرروا أن يفتحوا أبوابه صباحًا كي لا يستغنوا عن عِمالة الوردية الصباحية التي تعمل معهم طوال العام "أصل الناس هتجيب منين تاكل لو قعدوهم رمضان في البيت!".

زيادة الأسعار هي أحد الأسباب القوية التي يرى "وائل" أنها تسببت في عزوف البعض عن ارتياد المقاهي "شارع بورسعيد ده فيه مسيحين كتير ممكن يشغلوا القهوة في نهار رمضان، بس الناس بقت بتحسبها ألف مرة قبل ما تقعد ع القهوة أصلًا".

بحسب وائل ارتفعت أسعار المشاريب حتى وصلت للضعف "كوباية الشاي اللي كانت بـ2 بقت بـ4 جنيه"، ولهذا قرر العديد الاستغناء عن المقاهي قدر المستطاع، حتى أن الإقبال الذي كانوا يشهدونه ليلًا في رمضان او المواسم "بقى أضعف عن الأول كتير".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان