هل يُشجع مُحبو ريال مدريد في مصر "محمد صلاح"؟
كتب- محمد زكريا:
صباح اليوم، وبينما تستعد شروق غنيم لمغادرة منزلها إلى العمل، فاجأتها والدتها تقول وهي مُبتسمة "لو مشجعتيش صلاح النهارده هزعل"، ضحكت الفتاة دون أن ترد، لكن زادت حيرتها أكثر وأكثر، مع من تتعاطف وتُشجع اليوم: ريال مدريد أم ليفربول؟ الأول فريقها المُفضل عالميًا، والثاني يلعب له المصري محمد صلاح، لكنها حسمت قرارها في النهاية، فماذا سيكون اختيارها هي وكثيرين يشجعون الفريق المدريدي داخل مصر؟
مساء اليوم، تستضيف العاصمة الأوكرانية كييف، اللقاء النهائي ببطولة دوري أبطال أوروبا، في نسختها لعام 2017/ 2018، بين فريقي ريال مدريد الإسباني وليفربول الإنجليزي، وهو النهائي الذي يحظى كل عام بمتابعة الملايين حول العالم، لكن العام الحالي اكتسب طابعًا مغايرًا بالنسبة لعموم المصريين، إذ يقود نجم المنتخب الوطني محمد صلاح هجوم الفريق الإنجليزي.
لكن محمود عادل حسم قراره منذ البداية، سيُشجع محمد صلاح بما أوتي من قوة، رغم أنه واحدًا من مشجعي ريال مدريد، الذي حقق بطولة دوري أبطال أوروبا 12 مرة، وهو رقم قياس.
منذ سنوات، يتحمس عادل لأداء صلاح، يُشجع الفرق التي يلعب لها، في سويسرا إلى إنجلترا مرورًا بإيطاليا حتى عودته إلى إنجلترا مرة أخرى في صفوف ليفربول، تتعلق فرحة الشاب بأقدام اللاعب، لكن هذا لم يمنعه من الانتماء لريال مدريد طوال تلك السنوات، لا عائق في هذا كما يقول، يصف الشاب الكرة بأنها للمتعة، والفريق الإسباني أكثر ما يشعره بها، لكن مسيرة صلاح تجذبه عن أي شيء آخر.
"صلاح فكرة مش مجرد لاعب"، هكذا يرى عادل، فهو "طاقة أمل ونور لكل شاب مصري عنده يأس.. مسيرة صلاح بتقول إنك تقدر تحقق حلمك" يضيف الشاب، الذي يرى في نجاح اللاعب بعالم الكرة الأوروبية "حلمي وأنا صغير؛ وأنا نايم على المخدة، وشايف نفسي لاعب مشهور، والعالم كله بيتكلم عني".. تلاشى مشوار عادل في الكرة، لذا وجد حلمه في تفوق صلاح.
"اللهم أنصر الفرعون على الدون"، كان هذا عنوان محادثة على فيسبوك، تشارك فيها هشام عادل مع أصدقائه. بعبارات ساخرة يعبر الشاب عن تمنياته لفوز صلاح على كريستيانو رونالدو، رغم أن عادل يعتبر اللاعب البرتغالي الأفضل بالعالم، ويُشجع فريقه ريال مدريد.
لكن اليوم ليس ككل يوم، محمد صلاح يُلاقي ريال مدريد بقميص ليفربول، وعادل يرى أن فوز صلاح بالبطولة الأقوى في العالم يُعزز من تغيير فكرة "الغرب عن العرب إنهم مستهلكين وبس.. فإن شاب يخرج من وسط كل صراعات الشرق الأوسط، ويحقق النجاح ده، شيء يستحق الدعم والاحتفاء"، هكذا يرى الشاب صاحب الـ26 عامًا، الذي يزور تركيا في الوقت الحالي.
الناس تعرف عن مصر حاجتين، الأهرامات ومحمد صلاح"، يقول عادل من تركيا. تخطى نجاح صلاح ملاعب الكرة، في نظر الشاب، الذي يتمنى أن يفوز ليفربول باللقب الأوروبي للمرة السادسة في تاريخه "ده كمان هيقضي على هيمنة كريستيانو وميسي على عرش الكرة، وهيزيد من متعتها"، كما أنه يدفع صلاح إلى مزيد من التألق في بطولة كأس العالم بقميص المنتخب المصري بعد أسابيع قليلة.
لكن رغم تفهم محمود حسن، لميل عدد من مشجعي ريال مدريد في مصر، إلى ليفربول، في تلك الليلة. إلا أنه يرى أن الكرة تزيد متعتها بزيادة الجدل حولها، لا العكس. الشاب لن يتخل عن تشجيع الفريق الإسباني اليوم، رغم حبه لمحمد صلاح، وتقديره الشديد لنجاحه في أوروبا، لكن لا يحب الشاب ليفربول، ولا يكن لكرته أي تعاطف، حتى أن هذا الشعور لم يتزحزح بوصول صلاح لملعب الأنفيلد.
في تمام التاسعة إلا ربع بتوقيت القاهرة، سيلتقي حسن زملائه على مقهى بحي المطرية في القاهرة. يعرف أصدقائه ميله منذ البداية، رونالدو يسجل مزيدًا من الأهداف أكثر ما يسعده، وفوز اللاعب البرتغالي بدوري الأبطال يُرجح كفته في "صراعه التاريخي مع ليونيل ميسي"، هذا صراع من نوع آخر لا يهم المصري محمد صلاح، لكنه راسخ بداخل الشاب المصري.
على كل حال، حسمت شروق غنيم قرارها في المنزل، ريال مدريد ستُشجع الليلة، تتمنى هي أن يفوز، ويحتفظ هو باللقب للمرة الثلاثة على التوالي، إنجاز لم يفعله أي فريق غيره، هذا يجعل فرحتها كبيرة، تتضاعف بفوز نجمه رونالدو بالكرة الذهبية نهاية العام، لكن الكرة تعرف كل شيء كما خبرتها في سنوات تشجيعك، لربما تختار ليفربول في النهاية، وتكون الفرحة من نصيب نجمه صلاح، وهو ما لن يحزن الفتاة كثيرًا.
فيديو قد يعجبك: