مشاهدة بالسمع.. كيف تابع محرومون من البصر مباراة مصروروسيا؟ (فيديو)

تقرير- مارينا ميلاد

ما إن أطلق حكم مباراة مصر وروسيا صافرة البداية، حتى وجهوا تركيزهم بالكامل لكل ما يقوله المعلق، ليسمعوه جيدا ويستوعبوا ما يحدث، فأذانهم هي وسيلتهم الوحيدة للمتابعة عوضًا عنبصرهم، الذي فقدوه. هكذا تابع مكفوفون مباراة مصر وروسيا في بطولة كأس العالم، مساء أمس الثلاثاء، بجمعية "صناع مستقبل مصر" في محافظة الجيزة، التي اجتمعوا بها، وسط آخرين مبصرين من العاملين بالمؤسسة، يشرحون لهم الوضع إذا احتاجوا ذلك.

ورغم أن شرح مذيع الراديو غالبا ما يكون وصفا تفصيليا باسترسال يفوق التليفزيون، إلا أن الراديو لم يكن أحد خيارات المكفوفين لمتابعة المباراة المهمة.

جمعت هذه المباراة الكروي منهم وغير الكروي. جاءت منة، الطالبة في المرحلة الإعدادية، والتي لا تتذكر أنها تابعت سوى مباراتين طوال حياتها، وجاء نور جمال (14 سنة)، الذي لم يشارك من في مثل عمره في الاهتمام بالكورة، وكان معه عبد الرحمن حسين (16 سنة)، وهو متابع لكل مباريات المنتخب والنادي الأهلي، ومعهم مدرسهم في مادتي العلوم والدراسات، عبد الرحمن شعبان (29 سنة)، الذي لم يفوت سماع أية مباراة، وإذا حدث، فيسرع لسماع نتيجتها أو ملخصها.

يتكرر هذا الجمع في نفس المكان مرتين أسبوعيًا، ليتلقوا دروسًافي جميع المواد على طريقة "برايل" تتناسب مع مراحلهم الدراسية، لكن اجتماعهم هذه المرة كان له غرضًا مختلفـًا لأول مرة، فحرصوا على الحضور قبل ساعة تقريبًا من موعد بدء المباراة، حاملين أعلام مصر، متفائلين بالمكسب والصعود إلى دور الـ16.

نور:

| "رغم أني مليش في الكورة، واهتمامي بالأنشطة المسرحية الخاصة بالمكفوفين، لكن دي بلدي ولازم آجي أشجعها، وإن شاء الله نكسب 2-صفر، ومحمد صلاح يجيب جون"

عبد الرحمن:

| "هحاول أركز كويس مع المعلق وأعرف بيتحركوا ازاي، لكن لو جابوا جون محتاج حد يشرحه لي. متوقع نكسب واحد –صفر، ومحمد صلاح هو اللي يجيب الجون"

"مستر" عبد الرحمن:

| "مجرد لما المعلق أتكلم أنا ذهني معه. ولو كنت مؤهل نفسيا ممكن أشرح الجون. أتمنى المباراة تنتهي 1-صفر. وننتهي من جون مجدي عبد الغني"

مع مضي المباراة، خابت أمالهم وتوقعاتهم تدريجيًا مع الهدف الأول للمنتخب الروسي، ثم الثاني، فالثالث، فانكفوا بعده على الطاولات الموجودة أمامهم، ثم تناقشوا بعد صافرة النهاية، حول أداء المنتخب، الذي قالوا إنه كان "ضعيفا" في الشوط الثاني، حسب الصورة التي كونوها من خلال سمعهم.