لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بينهما مريضة توحد.. مشاهد الرعب والفزع في عيون أطفال قطار البدرشين (صور)

10:26 م الجمعة 13 يوليه 2018

كتبت - مها صلاح الدين وعبد الرحمن سيد:
بصمتٍ مُطبق، وملامح ساكنة، جلست زينب، مريضة التوحد التي لم تتجاوز الثماني سنوات إلى جوار أبيها، تتشبث بملابسه، وكأنها تخشى أن يهرب على أحد الأسرة المعدنية بمستشفى الهرم، بعد حادث قطار البدرشين.

كانت بصحبته لحضور حفل زفاف بالإسماعيلية، حضروا من سوهاج إلى القاهرة، ومن القاهرة إلى هناك، وبينما كانوا في طريق العودة بعد "إتمام الواجب"، استقلوا القطار من محطة "الجيزة"، وبمرور نصف ساعة دخل القطار مُسرعًا إلى مكان التخزين.

"لقينا القطر بيرقص والعربية بتاعتنا اتقلبت" يقول مصطفى والد زينب، وهو يحتضن ابنته، متذكرًا كيف انقلبت كراسي القطار فوقهم داخل العربة، وحجب الدخان عنهم الرؤية.

أخذ الأب يبحث عن ابنته المريضة، لم يسمع لها صُراخًا "كان فيه أطفال كتير تحت الكراسي بقينا بنطلع فيهم" يقول الأب.

انخلع قلبه على صغيرته، كاد يظن أنه فقدها "بقيت أصرخ.. دورنا عليها كتير لحد مالقيناها تحت كرسي"، كانت كما عهدها صامتة، كل ما يبدو على وجهها علامات الاندهاش، لم تصرخ من آلام قدميها التي جُرحت، بعد أن تهشم زجاج عربة القطار فوق رؤوسهم، وظلت متشبثة بثيابه حتى الآن.

صورة 1

إلى جوار والدته وأخته، استلقى صبي نحيل في الحادية عشر من عمره على أحد الأسِرة، متأثرًا بكدمات في جسده، معلقة في يديه إبرة المحاليل، حاول أن يحكي ما حدث بصوت مرتعش، وكلمات مسرعة: "قطر مكيف بيقف في كل المحطات دخل على الرصيف، السواق غلط ومعرفش يدوس فرامل، فـ 4 عربيات انفصلوا والباقي مشي".

يلتقط الصبي أنفاسه، ويكمل: "3 عربيات اتقلبوا والناس معرفتش تطلع، والدخان كله جه عالناس"، شاهد الصبي الركاب يحاولون كسر أبواب وزجاج القطار، حتى أنه أخد يتناثر عليهم ويتسبب لهم في جروح.

أخذ الركاب يخرجون ويتركون متاعهم، كما شاهد طه، ثم يعود آخرون ليخرجوا تلك الأمتعة، ويسلمونها لأمين الشرطة في الخارج، حتى وصلت الإسعاف، وبدأت في حمل المتأثرين بجروحهم، وكان طه منهم، والذي كان مصابًا بكدمات في جنبه ورأسه.

صورة 2

"أنا اترعبت ومسكت في ماما"، يقول طه، تلتقط والدته أطراف الحديث بصوت واهن: "كنا جايين من مصر مروحين أبو الروس في المنيا". كانت في طريقها لحضور عُرس إحدى بنات أخيها، لكن آلامها غالبتها بعد إجراء عملية جراحية أجرتها لإزالة "حصوات" من داخل جسدها، اتصلت بالطبيب فأمرها بالعودة والحضور إلى المستشفى فورًا، فلم تُكذب خبرًا، وعادت.

لكن ما شهدته داخل القطار كان أقسى، انخلع قلب الأم على أبناءها الاثنين، ظنت بعد ما حدث أنهم فارقوا الحياة، تقول وهي تبكي: "كنت بتشاهد على نفسي وعلى عيالي، أنا قولت خلاص مش هنطلع من هنا".

فقدت الأم الوعي من فرط آلامها، وبعد دقائق استردته مرة أخرى، وجدت أبنائها أحياءً إلى جوارها داخل سيارة الإسعاف بعد أن كسر الأهالي زجاج الشبابيك وحملوهم إلى الخارج.

يزداد بكاء الأم، يتعالى صوتها المتهدج وهي تقول "أنا مبرضاش أركب ميكروباص علشان بخاف على عيالي، يحصلنا كده"، تنفعل أكثر وتتابع: "ده ميرضيش ربنا".

صورة 3

داخل غرفة أخرى جلست "منة" صامتة، طفلة في الثانية عشر من عمرها، حضر والدها من محافظة سوهاج، ليعيدها إلى المنزل بعد أن قضت بضعة أسابيع في بيت جدتها على سبيل النزهة بالقاهرة. لم تصاب مثل أغلب المصابين سوى ببعض الكدمات، لكن الفزع كان لا يزال على وجهها بعد أن استيقظت من غفوتها على ارتطام القطار، تحكي الصبية بصوت خافت: "كنت خايفة.. الناس كسروا الإزاز من فوق، وأبويا رفعني والناس مسكوني، وطلعوني برة القطر".

على السرير المجاور كان علي أحمد حسن والد منة متأثرًا بجراح رأسه، ويتذكر: "احنا العربية الوحيدة إللي اتقلبت مرتين، كنا في عربية 8، الكراسي كلها وقعت والناس كسروا سقف القطر وطلعونا"، ينازع الرجل آلام رأسه ويتابع بحزم: "أنا أهم حاجة كانت عندي البنت.. مش مهم أنا".

تابع حادث انقلاب قطار البدرشين لحظة بلحظة .. (اضغط للتفاصيل)

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان