ذكريات "سيما" فاتن حمامة.. ملاذ طلاب المنيل قديمًا
كتبت- شروق غنيم:
تصوير-أحمد النجار:
بينما بدأت أعمال هدم سينما فاتن حمامة، أخذت تجرف معها ذكريات عالقة في المكان، كانت قديمًا نافذة سُكان حي المنيل بمنطقة مصر القديمة على عالم الأفلام.
لازال عبدالعزيز سيد يتذكر اللحظة؛ عام 1965 كان التوتر يسود مدرسة الفُسطاط بالمنيل، طُلاب الثانوية العامة على موعد مع امتحان اللغة الإنجليزية "وده البُعبُع بالنسبة لنا"، في منتصف الوقت وجد الطالب الثانوي حينذاك أنه غير قادر على الإجابة "امتحان مكلكع كدة ومش عارف أعمل فيه حاجة"، ترك ورقة الإجابات دون حل مُكتمل "روحت على سينما فاتن حمامة، اتفرجت على فيلم الزوجة الـ13 وبسطت نفسي".
لم تكن المرة لسيد داخل السينما "كنت بزوّغ من المدرسة عشان أروحها"، تبدأ أول حفلة في التاسعة صباحًا "كنت أدخل السيما أحس إني في فصل، نص الموجودين سايبين حصصهم وجايين يشوفوا أفلام".
كانت السينما لاتزال درجة ثالثة، تعرض الأفلام بعد انتهائها في دور العرض الأول، وتحمل اسم ميراندا قبل أن يتم تغييرها لاحقًا إلى فاتن حمامة، وتصبح درجة أولى.
ظل سيد مداومًا على الذهاب لسينما فاتن حمامة دون غيرها "كانت قريبة من بيتي، مجرد محطة مشي وأبقى عندها"، بعدما تزوج اصطحب أسرته إلى هناك "كنت آخدهم نشوف فيلم وأحكيلهم عن ذكرياتي في السينما أيام ما كنت بسيب المدرسة عشانها"، يضحك الرجل السبعيني بينما يتذكر ذلك.
عام 1970 كانت المرة الأولى لمحسن مصطفى داخل سينما فاتن حمامة، كان لا يزال في عمر السادسة عشر، لا يذكر اسماء الأفلام التي شاهدها داخل المكان "بس كنت بتبسط أنا وصحابي في المدرسة لما نروح".
يذكر صاحب الستين عامًا أنها كانت "خروجة الطلبة"، نظرًا لقربها من تجمع لأكثر من مدرسة غير أن سعر تذكرتها رخيص "٣ قروش ونص، كنا نخلص ونتمشى على النيل لحد ما نوصلها وندخل نشوف فيلم ونتبسط".
كان لسينما فاتن حمامة جلال في نفس مصطفى حين تحوّلت إلى سينما درجة أولى "بقوا يجيبوا أفلام نجوم الشباك زي محمود ياسين، وفي الأعياد كانت بتبقى زحمة جدًا".
لكن علاقته بالسينما انتهت حين انتقل إلى منطقة سكن أخرى غير المنيل، لكنه لا يزال يحكي عنها لابناؤه، حتى في لحظات التجمعات العائلية لا يغيب ذكراها "بنبقى بنلعب فاسئلهم مين يعرف اسم سينما فاتن حمامة الأول كان إيه؟".
واجه مصطفى خبر إغلاق أكثر من سينما في منطقة المنيل من قبل، يذكر حين كانت عامرة بدور العرض مثل الروضة، الجزيرة وجرين بالاس، لذا حين علم عن خبر هدم سينما فاتن حمامة لم يكن متأثرًا بدرجة كبيرة "خصوصًا إنها مقفولة من فترة كبيرة، فالموضوع مات جوانا، وبقى هدها مسألة وقت".
فيديو قد يعجبك: