تشخيص ثم روشتة وعلاج.. ما حكاية "عيادة اللغة العربية"؟
كتبت-دعاء الفولي:
ساعة ونصف قضاها محمود موسى في 21 يونيو الماضي، بين العشرات من محافظات مصرية مختلفة، كان يُحدثهم عن اللغة العربية، يروي لهم قصصا عنها، يعطيهم "كبسولات" تساعدهم على الفهم، ورغم أنها المرة الأولى التي يُنظم فيها موسى لقاءً جماهيريًا، غير أن "عيادة اللغة العربية" لاقت أصداء طيبة في نفوس الحضور.
عام 2010 دشّن موسى صفحة على موقع فيسبوك بعنوان "كبسولات لغوية"، يُصحح فيها أخطاء اللغة بطرق بسيطة وصور فكاهية، ومع الوقت كَبُر جمهور الصفحة، وصل عددهم لأكثر من 150 ألف متابع، لذا فكّر في نقل التجربة لأرض الواقع.
"اللحن في الكلام أقبح من آثار الجدري في الوجه"، مقولة للإمام ابن عبد البر آمن بها موسى، صار لا يتحمل الأخطاء التي تُقال أمامه "كلنا عندنا مشكلة إننا متربيناش على اللغة العربية بشكل كويس"، قرر عدم حشو عقول الحضور في العيادة بمعلومات مثيرة ينسونها بمجرد خروجهم.
في ساقية عبد المنعم الصاوي دار اللقاء، تضمن أنشطة عديدة؛ منها "روشتة اللغة"، التي اختار موسى أن تكون باسم "معاذ"، وهو شخصية خيالية يشرح بها صاحب الأربعة وثلاثين عاما تفاصيل فعل "أعوذ" ومشتقاته، ومعانيه وفيم يُستخدم، كما لم تخلُ الجلسة من تفاعل مع الجمهور.
"كنت بطلب من الناس يدخلوا تحدي معايا، اللي هيقدر يكمل دقيقتين كلام باللغة العربية من غير ما يغلط ليه هدية".. شجّعت تلك الفرصة الحضور على التجربة "محدش كمّل الدقيقين لكن فيه واحدة غلطت مرة واحدة واستحقت الهدية".. يضحك موسى قائلًا إنه عندما خطط لليوم "مكنتش عايز الناس تزهق عشان ميتضايقوش من اللغة أكتر".
بدأت علاقة موسى باللغة العربية منذ الدراسة، أحبّها كثيرا، ظل متعلقا بها حتى بعد التحاقه بكلية التجارة، فيما كانت اللجنة الثقافية مستقره، وفي عامه الأول بها كتب الشعر، حتى حصل على جائزة أفضل شاعر من المجلس القومي للشباب عام 2009.
كان قلب الشاب يدق بعنف قبل عيادة اللغة الأولى "كنت بقول لو نص قاعة الكلمة اللي في الساقية اتملت يبقى عملنا حاجة"، لكنه فوجئ بامتلاء المكان عن آخره "كان فيه ناس جاية من اسكندرية ومحافظات تانية عشان يسمعوا".
أراد صاحب العيادة أن يتحول الأمر لـ"محكى لطيف عن اللغة"، بحث عن نقاط التقاطع بين الموجودين وحاول إصلاح الأخطاء الشائعة "زي إعراب العدد واللي بييجي بعده والفرق بين كلمات لها نفس الشكل بس التشكيل بيغير معناها وهكذا.."، بينما لم يخلُ الأمر من أسئلة وجهها الحضور "بس انا قلت في بداية الجلسة إن إجابة الأسئلة لازم تكون بعد بحث"، فجمعها الشاب ليجيب عليها بشكل مٌفصل عبر الصفحة.
مازالت التجربة وليدة "لكن هتتكرر خلال الفترة الجاية أكتر من مرة"، ردود الفعل شجّعت موسى "بعض الناس اللي جاية من أماكن بعيدة قالولي إن المشوار يستاهل ودة بسطني"، في المقابل حاول صاحب الفكرة جعل ثمن الحضور زهيدًا ليضم أكبر عدد من الناس.
فيديو قد يعجبك: