بعد السخرية من "سلحفاة المحلة".. صاحبة "زقردة": "التريقة زوّدت زعلي عليها"

كتبت - رنا الجميعي:
منذ أسبوع نشر دكتور أمير أحمد يوسف، طبيب السيرك القومي، عبر صفحة عيادته البيطرية بموقع فيس بوك، صور لسُلحفاة تُعاني من كسور شديد في الصدفة الخارجية، ونزيف.

لاقت الصور تعليقات عديدة، دعا كثيرون للسلحفاة بالنجاة، إلا أن البعض سخِر من ذلك الاهتمام، القصة لم تنتهِ عند ذلك، تضررت مروة عز الدين كثيرًا من تلك السُخرية، وعانت أكثر مع رحيل سُلحفاتها "زقردة".

منذ 13 عامًا؛ قررت مروة عز الدين امتلاك حيوان أليف، جاء قرارها بشراء سُلحفاة صغيرة، أسمتها "زقردة"، ولم تمرض زقردة يومًا واحدًا، سقطت السلحفاة من الدور الثالث في منزل بالمحلة الكُبرى، كُسرت صدفتها الثلاثاء قبل الماضي، وماتت بعد يومين فقط متأثرة بجراحها.

في الليلة السابقة لسقوط زقردة حلمت مروة بكابوس، في الوقت الحالي تُحدّث نفسها "بقول يمكن كويس إنها جت في السلحفاة مش حد قُريّب"، إلى الآن لا تستوعب الشابة ما جرى "كنت لسة داخلة أأكلها وملحقتش"، تحكي مروة كيف وقع الحادث في السادسة مساء الثلاثاء "أنا كنت بخاف أحطها جوة الشقة، بس اليوم ده سيبتها"، حيث قام أحد أقربائها الصغار بإمساكها وتركها تقع من الدور الثالث "هو عمره سنتين، ومش مستوعب اللي عمله".

سارعت مروة وأخذتها إلى عدد من الأطباء البيطريين داخل المحلّة "قالولي نسبة الشفا 5%"، وأشارت عليها إحدى الطبيبات للذهاب إلى عيادة دكتور أمير يوسف في طنطا، حملت مروة السلحفاة داخل منشفة كما يقول دكتور أمير لمصراوي "كانت متغرّقة دم"، لم تكن تلك هي المرة الأولى التي يُعالج فيها سلحفاة مكسورة "لكن دي حالتها أشدّ".

كانت مروة مُنهارة حين وصلت إلى دكتور أمير في جُنح الليل "جاتلي الساعة 12 بالليل"، يعتبر عمل العيادة البيطرية من السابعة حتى التاسعة "لكن دي كانت حالة طوارئ، مروة كلمتني وهي قُدام العيادة وبتعيط"، يقول دكتور أمير إن "زقردة" نزفت حوالي أربع ساعات "مروة لفّت على دكاترة عندها الأول، يمكن لو كانت جاتلي على طول كانت عاشت"، لم يُخفِ دكتور أمير حالة زقردة السيئة "قلتلها الأمل ضعيف"، قام الطبيب بربط السلحفاة عبر غرس مسامير طبية ثم لفّ أسلاك طبية.

في الثانية صباحًا عادت مروة مُجددًا إلى بيتها بالمحلة "وقتها مكنش معايا فلوس، ودكتور أمير مرضيش ياخد أي حاجة"، تقول الشابة إنها حاولت بأقصى جهدها حتى تعيش السلحفاة "يمكن لو كانت ماتت موتة طبيعية مكنتش هزعل"، لم تنم مروة تلك الليلة "كنت بقوم وأصحى أشوفها بتتحرك ولا لا"، أشار عليها دكتور أمير بإرسال صورة لزقردة ليُتابع حالتها، فيما باتت مروة ليلتها في قلق "كنت أحطّ إيدي تحتها عشان أشوف فيه نبض ولا لا، أو أحرّك رجلها أشوف لسة فيها الروح".

تعيش مروة أيام حزينة بعد موت سُلحفتها، تقول لمصراوي بصوت مغموم إن امتلاكها السلحفاة جاء بتشجيع من أصدقائها "كنت وقتها في الجامعة وروحنا اشترينا أنا واصحابي"، مع الوقت أصبحت زقردة فردًا من العائلة "ماما في الأول كانت بتقول عليها دي عبارة عن حجر"، إلى أن ألِفت الأسرة وجود السلحفاة، كما ألِفتهم زقردة "بقت تدخل صدفتها لما يكون فيه حد غريب، بقت عارفانا كُلنا".

على مدار السنوات تبادلت مروة وأخواتها العناية بالسلحفاة "وأفتكر إن في مرة خرّجناها معانا"، تقوم بإطعامها الخيار، فيما تنسْ أحيانًا وجودها "زقردة مبتتحركش وأوقات مبتاكلش لمدة 3 أيام"، تعوّدت مروة على السلحفاة، تخاف عليها من إبقائها داخل الشقة "لأن ممكن تختفي ومشوفهاش"، لذا تُفضل بقائها داخل "مسقط" المنزل.

لم تتعافَ زقردة كما أمِلت مروة، رحلت السلحفاة بعد عِشرة 13 سنة، حزنت الشابة كثيرًا، إلا أن أكثر ما ضايقها هو تعليقات البعض على صور زقردة المُنتشرة، حيث انتشرت قصة السلحفاة بعدما كتب عنها دكتور أمير "أنا متعوّد إني اصور الحالات الصعبة اللي عندي قبل وبعد"، ولم يتوقع طبيب السيرك القومي ذلك الانتشار "ناس كتير كانت بتدعي للسلحفاة".

لكن الأمر لم يتوقف عند ذلك، حيث تضايقت مروة كثيرًا من السُخرية التي قابل بها أحد الإعلاميين حادث السلحفاة "اللقاء ده لما شفته عيطت، هي في الأول والآخر روح"، ورغم ما رأته مروة من تعليقات الناس التي ترّحمت فيها على السلحفاة فتُخفف من وطأة حُزنها "بس محدش هيزعل زي اللي في البيت".