في حضن الجبل.. خسوف القمر من "سانت كاترين"
كتبت- رنا الجميعي:
تصوير- كريم أحمد:
بعيدًا عن العاصمة قرر حُسام عبد اللطيف رصد ظاهرة خسوف القمر، فيما يعرف باسم "القمر الدموي"، ذهب نحو مدينة سانت كاترين التي تبعد عن القاهرة حوالي 400 كم، يعتبر حسام المدينة مأواه الهادئ بعيدًا عن صخب العاصمة، ومع ازدياد الأخبار عن الظاهرة التي لن تتكرر ثانية في القرن الحادي والعشرين، قرر حُسام رَصْد ظاهرة فلكية خصيصًا من سانت كاترين.
كانت المرة الأولى بالنسبة لحسام لرصد ظاهرة فلكية، يستمدّ معلوماته عبر القراءة عن الفلك "وعندي معلومات عن الأجرام والنجوم"، لكن هذه المرة خاض تجربة الرصد بالعين المجردة "كان أكبر دافع ليا إن عمر الإنسان صغير والظاهرة دي مش هتتكرر تاني"، فكّر حسام أن الأمر سيكون مُحبطًا إذا فوّت تجربة كتلك، اختار سانت كاترين "لأن كل العوامل لرصد ظاهرة موجود هناك أهمها غياب التلوث الضوئي"، كما يرتاح الشاب لتلك المدينة "دي رابع مرة أروحها وليا أصدقاء هناك".
لم يذهب حسام بمفرده، سافر عبر رحلة نظمّتها "يلا جبالية"، وهو فريق يقوم بترتيب رحلات إلى سانت كاترين، تقول فريدة الحصي، أحد المسئولين عن الفريق، إنهم بدأوا بتنظيم رحلات منذ عام 2012، ومن بينها برامج مُخصصة لرصد الظواهر الفلكية، خاصة زخات الشهب، التي تحدث مرتان كل عام.
انقسم رفاق الرحلة إلى فريقين، البعض صعد إلى جبل موسى الذي يستغرق صعوده نحو ست ساعات، أما حسام فقرر رصدها عند جنينة بعيدة عن السُكان "هو مكان متحاوط بالجبال وبعيد عن مصادر الضوء"، التي تعتبر أقل بكثير من العاصمة.
بدأ برنامج الرصد عبر رئيس فريق "يلا جبالية"، محمود عابد، وهو خريج علوم قسم الفلك، يقول حسام إنه شرح أسباب الظاهرة ومراحلها المختلفة "ومن قبل ما نشوف الخسوف كنا فهمنا مراحل الخسوف"، في البدء لم يشعر حسام بأي شئ غريب حتى مع إظلام طرف القمر "لكن لما أظلم بالكامل وبقى شكله دموي، دا كان شئ مدهش".
قدمت فريدة برفقة زوجها وطفليها، وشرحت لهم عن الأساطير المرتبطة بالخسوف، فيما كرّر ابنها هاشم ذو الثلاثة أعوام جملة واحدة ما إن رأى القمر مُظلما "القمر اتقفل"، تقول فريدة هناك اهتمام ملحوظ من الناس برصد الظواهر الفلكية في السنوات الأخيرة، وقد انضمّ حوالي 39 فردا لتلك الرحلة.
شعر حسام بالسعادة مع مراقبته للقمر الذي تحوّل من الإظلام الكامل إلى الإنارة ثانية، مرّ بفكر الشاب نظرة فلسفية "في خلال ساعة ونص شفت أطوار القمر كلها، كأن شهر هجري كامل عدى ادام عنيا"، نفس الشعور أحسّت به فريدة "لما القمر نوّر من أول وجديد ريّح قلبي، حسسني إن فيه أمل"، كما أضافت بصوت ترنّ فيه البهجة "القمر وهو بدر بيخلي كل حاجة لونها فضي، الجبال والناس".
فيديو قد يعجبك: