لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بعد زيادة الأجرة.. كيف يتعامل أصحاب "المشاوير الطويلة"؟

09:57 م الأربعاء 04 يوليه 2018

ارشيفية

كتب-محمد مهدي:

معاناة يعيشها القادمون من محافظات مختلفة أو أطراف العاصمة من أجل العمل، مشاوير يومية ذهاب وعودة مُرهقة، جهد وساعات ضائعة في التنقل، غير أنها الأمور ساءت في الأيام الأخيرة بعد زيادة أسعار المواد النفطية وبالتبعية الأجرة في المواصلات، ليبدأ هؤلاء في البحث عن حلول أو بدائل للتعامل مع الواقع الجديد.

من قويسنا بالمنوفية، تتحرك أحلام قدري يوميًا من بيتها متجهة إلى مقر عملها في شركة خاصة بمنطقة العباسية "مشوار طويل، بين المواصلات والمترو" اعتادت على الوقت الطويل في الطريق، وأيضًا ميزانية المواصلات "لكن الزيادة الأخيرة قلبتلي الدنيا، بقيت مضطرة أدفع الضعف تقريبًا" إذ تزامن ارتفاع سعر تذاكر المترو مع أجرة الميكروباص.

صار الذهاب إلى العمل عبئاً كبيراً على كاهل قدري، لكنها ليس باليد حيلة "خاصة إنهم لسه مزودنا قريب بعد الدنيا غليت شوية، فصعب دا يحصل تاني" صار الآن لديها مشكلة في تدبير الزيادة التي أُضيفت شهرياً إلى المصاريف الخاصة بها "المشكة إن البدايل عندي محدودة، يعني لو مش هركب مواصلات هاستخدم القطر وأسعار غليت برضه".

أسرة قدري حين شعرت بالأزمة التي تواجه الفتاة، رجحوا أول الأفكار التي طرأت على عقولهم وهي ترك العمل والبحث عن آخر في مدينتها وهو ما رفضته "فُرص العمل الحقيقية بتكون في العاصمة، ومتمسكة إني أكمل في شغلي" وهو ما جعلها تبحث عن حلول بديلة.

"أسكن في بيت مغتربات جنب الشغل" هذا اقتراح الشابة التي مررتها إلى ذويها والمقربين منها "هأوفر فلوس المواصلات، والوقت اللي بيضيع كل يوم، وتعب المشاوير" لم يكن الأمر مطروحاً بقوة من قَبل، لكن ارتفاع أسعار المواصلات جعله حلاً مرضياً وتجربة لابد من خوضها "لسه بحاول أقنع والدي بالموضوع لأنه هيساعدني جداً".

لدى محمد خليفة، القاطن بقرية صنافير في قليوب، سيارة يقضي بها مشواره اليومي للعمل في منطقة الدقي، إذ يعمل مصمم تطبيقات موبايل ومواقع إلكترونية "كنت بستهلك بـ 30 جنيه بنزين كل يوم بس دلوقتي بقيت 50" وهو ما تسبب في دخول راتبه إلى نفق مُظلم واحتياجه إلى حل سحري "بعد الزيادة اللي كلت من المرتب بتاعي".

فور الزيادة الأخيرة، كان لدى الشركة التي يعمل بها الشاب العشريني تفهم للأوضاع الاقتصادية وعدم قدرتها في الوقت نفسه على منحه راتب جديد "عرضوا عليا اشتغل من البيت لو عايز، وفعلًا بقى عندي يوم وممكن نزود عدد الأيام الفترة الجاية" لكن عقله مايزال يبحث عن أفكار أخرى.

"فكرت إني أشوف حد رايح نفس مشواري، يركب معايا ونقسم البنزين على عدد الركاب" يمكنه تنفيذ الفكرة من خلال تطبيقات إلكترونية أو بالحديث مع جيرانه، يرى "إن دا حل عملي وهيساعد أكتر من شخص إنه يوفر فلوس المواصلات الكتيرة وأنا فلوس البنزين".

عبدالرحمن محمد يضرب كفا على كف، على الرجل توفير نفقات مواصلاته هو وزوجته، يعيشان في طريق الواحات بأكتوبر، من أجل الوصول إلى عمله بوسط المدينة عليه عبور الطريق الدائري ومن قبل "مواصلة من المدينة لحد الشارع بره، ومن الشارع أطلع الدائري، ثم لكوبري أكتوبر وبعدها أوصل في الأخر" تلك ميزانية يعتبرها ضخمة وبعد ارتفاع الأجرة ينظر لها كأنه وحش ضخم لا يقوى على التعامل معه.

يحاول محمد برفقة زوجته تدبير ميزانية البيت من جديد، التخلص من بعض الاحتياجات "اللي فيها رفاهية يعني رغم إننا مبنعملش دا كتير" خاصة أن المرتب يطير جزء منه في المواصلات "دلوقتي بقى نصه ضايع" وحين يُسأل عن كيفية التعامل مع الأمر " مش هعرف أعمل حاجة غير إني أحاول أشتغل أكتر علشان أسد العجز ده".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان