كيف قضت الجاليات العربية العيد في مصر؟ (معايشة)
كتب: عبدالرحمن السيد
الليبيون، واليمنيون، والتونسة، والعراقيون، وغيرهم من أبناء الجاليات العربية الموجودة بالقاهرة، قضوا إجازة عيد الأضحى في بلدهم الثاني مصر. وبين مستمتع بالعيد، ومستشعرِ للغربة، ومشتاقِ للعودة إلى وطنه، عايش "مصراوي" أجواء العيد مع أفراد الجاليات العربية.
بعد قضاء صلاة العيد، يبدأ ماهر اليماني في التفرغ للأضحية، حيث يقوم بالذبح، وتقسيم الأضحية، وتبدأ عملية التوزيع فيما بعد. يعيش اليماني بمصر منذ 30 عامًا تقريبًا مما جعله عل معرفة بالأشخاص، والأماكن التي يستطيع إرسال لحوم الأضحية إليها.
بعد ذلك يتفرغ اليمني الجنسية، والذي يعمل كمستشار لمنظمات دولية و إقليمية لزيارة الأهل والأصدقاء داخل مصر، والبقية خارج مصر عبر الموبايل أو بالرسائل.
"هذا لأول يومين، أما اليوم الثالث والرابع فيكونا للتنزه بصحبة الأسرة"، يحكي صاحب الـ 38 عامًا عن حب أسرته لزيارة الأزهر والحسين والتجول بشوارع المنطقة المحيطة، خاصة بالعيد.
ويجد اليماني وأسرته في المصيف متعة كبيرة لكنه يفضل التجول بالقاهرة، وزيارة الأماكن العامة خلال إجازة العيد، ولا يشعر باختلاف كبير بين مصر واليمن في أجواء العيد، فيقول: "بعد الصلاة يخصص لزيارة نساء العائلة وأعطائهم العيدية". أما باقي العيد في اليمن فيكون لاستقبال الزيارات أو للخروج بحسب الظروف، بينما في مصر لا يستطيعون الذهاب لزيارة العائلة، والزيارات تكون قليلة "كل أسرة غالبًا تنشغل بأمورها".
ويتمنى اليماني أن يعود الشعب اليمني لطبيعته مثل المصريين: "باليمن دخلت الفتن والعنصرية مما تسبب بالحروب والاقتتال"، وأجمل ما أراه في مصر أنه يعيش بها المسلم والقبطي في أمان ووئام.
وبرغم ذلك؛ يرى اليماني أن هناك اختلاف كبير قد حدث على مدار السنوات القليلة المنصرمة في أجواء العيد بمصر، مثل ظاهرة التحرش واندلاع مشكلات في التجمعات "ده بيخلينا نتفادى التجمعات والأماكن اللي ممكن يحدث بها شجار".
15 عامًا هي مدة دراسة يوسف عبدالباري الكيلاني في مصر، جعلت الشباب العراقي يشعر وكأنه مصريًا تمامًا: "اتعودنا على العيشة هنا، عاداتنا وتقاليدنا شبه بعض في حاجات كتير".
يعيش الكيلاني - عراقي الجنسية - مع أسرته، التي أتمت شعائر الذبح هذا العام، وجلسوا سويًا يتذكرون العراق، وجوها وتجمع العائلة في بيت واحد هو بيت كبير العائلة، وإقامة المآدب، فيقول: "في العراق أي عيلة ليها كبير، وبيته بيلم العيلة كلها"، يحكي صاحب الـ21 عامًا أنه لم يلاحظ مثل ذلك الطقس بمصر: "هنا مش بشوفها كتير بس يمكن ده عشان أنا هنا في القاهرة ممكن في المحافظات التانية فيه كده".
خروج الكيلاني، وأسرته في العيد يعني المطاعم أو الكافيهات: "لفيت زمان كل المناطق الأثرية"، ويتفق مع اليماني في وجود اختلاف في أجواء العيد عن السابق "أول ما جينا كنت بتحس الناس فرحانة، دلوقتي مش نفس الفرحة، وكأنه يوم عادي".
أما بالنسبة لمنى علي: "مافيش طقوس ولا حاجة، يوم عادي، ولا خرجت من البيت"، تعمل منى بشركة شحن، وتعيش مع والدتها من قرابة أربعة أعوام، تشعر هنا ببعض الاختلافات عن بلدها ليبيا، وتقول عنها: "عندنا لازم الذبيحة، وتجمع العيلة مع بعض، هنا بحس إنه عادي ممكن ينزلوا يروحو مطعم"، ترى منى أن الذبيح لمن استطاع "مش كله يقدر عليه"، لافتةً إلى أنها تتمنى زيارة الأقصر وأسوان.
أول عيد أضحى لسارة التونسية بمصر، لا ترى فيه اختلافًا كبيرًا بين مصر وتونس في الاحتفال بالعيد، فقط عدة أمور تميز كلا البلدين، منها: "عندنا أغاني خاصة بالعيد غير التكبير"، الاستيقاظ مبكرًا و تبخير البيوت والاستعداد لاستقبال الزائرين هكذا تستقبل المرأة التونسية العيد.
"في تونس يبدأ الذبح بعد الصلاة، ونتجمع ونعمل مشاوي"، ثم الزيارات الليلية للأهل. رغم كونه أول عام لها بمصر وأول عيد إلا أن سارة لم تتخلى عن طقوس بلدها للاستمتاع بالعيد: "العيد ده مذبحناش، لكن عملنا مشاوي في البيت".
يعجب سارة كثيرًا عدم توقف الحركة والحياة في مصر، "في تونس كله بيسكر قبل العيد، والبلد هادية كله في بيته"، وتتمنى أن ترى مثل ذلك بتونس.
فيديو قد يعجبك: