بالصور - العيد في درب شغلان.. فرحة الأطفال بالبلياتشو والمرجيحة
كتبت وتصوير - شروق غنيم:
في صباح اليوم الخميس، تلقّت رضا محمد مكالمة هاتفية من المصور مصطفى الشرشابي "أنا هنا"، الكلمة كفيلة بأن تعلم أن العيد قد بدأ داخل منطقتها درب شُغلان في الدرب الأحمر، أطّلت من نافذة منزلها تشاهد كيف دّبت البهجة في أركان شارعها؟.
ينظم مصطفى الشرشابي رِفقة آخرين يومًا ترفيهياً في درب شغلان، بلياتشو، ألعاباً، بالونات، حلوى و"مراجيح"، كل أدوات سعادة الصغار والكِبار يُحضرها إليهم، وأولهم الكاميرا. منذ عشر سنوات بدأ المصور الستيني في التواجد بمنطقة الدرب الأحمر، يلتقط صورا لأهل المكان ثم يطبعها ويحضرها لهم، صداقة بينه وبين السُكان تكوّنت حتى صاروا عائلة لا تفوّت مناسبة سوى بالتواجد سوياً.
داخل منازل أهل درب شغلان عُلِقت صورهم بكاميرا الشرشابي، وفي قلوبهم طُبع حُب للمصور الذي غيّر نظرتهم للكاميرا "كنا الأول نخاف نتصور لحد ياخد الصور وينشرها على إننا ناس بيئة مثلًا ولا حاجة إكمننا في منطقة شعبية، لكن لما قابلنا أستاذ مصطفى حبيناه فعلا وحبينا التصوير" تحكي أم هايدي لمصراوي.
لمدة أربعين عامًا عاشت أم هايدي في المكان، غير أن المجموعة التي يُحضرها الشرشابي برفقته جعلتها ترى عالما آخر لم ترَه من قبل "إحنا كنا بنشوف الأراجوز ولا البلياتشو في التليفزيون بس، هو جابهولنا لحد عندنا"، تنتظر لحظة أن ينظم المصور الستيني جولة في المكان "دي فرحة العيال بتاعة المنطقة، لأن الحاجات دي بره بفلوس".
بين الأطفال اندمج مصطفى كرارة، بزي البلياتشو أخذ يلهو معهم، يحمل أحدهم على كتفيه ويلف به المنطقة، لأول مرة يحضر داخل منطقة درب شغلان، غير أن له خِبرة تكوّنت منذ خمس سنوات في كيفية إسعاد الطفل بتلك الشخصية "الأطفال حلوين لما بيلعبوا ويتطنطوا بينسوا الدنيا"، كما يمنح الشاب العشريني فرحة للآخرين يتلقاها منهم أيضًا، يتذكر "في بنت صغيرة مرة أديتني وردة وحضنتني وقالت لي أنا بحبك قوي يا أراجوز، وأنا عمري ما حد إداني وردة".
لم تحّل البهجة على أهالي درب شغلان فقط حتى المجموعة التي جاءت تحتفل معهم نالت منه جانبًا، من بينهم الشاب اليمني هشام غالب، الذي قدم من مدينته صنعاء إلى القاهرة قبل ثلاثة أشهر، وفي أول عيد أضحى يمر عليه خارج وطنه "كنت وسط ناس حسيت إنهم أهلي وناسي".
بين الحين والآخر، تأتي فتاة تسأل الشرشابي "عمو مصطفى خلصت الصورة؟"، إذ اعتادت الصغيرة على أن تحصل على صورتها مطبوعة بعيون المصور الستيني، يحكي أنه يحمل صورًا لأهالي المكان منذ سنوات "باجي هنا طابع صورا لولاد كانوا لسة صغيرين واللي إتجوز واللي خلّف".
يقبض أهالي درب شغلان على ذكرياتهم من خلال صور الشرشابي ومجموعة المصورين الذين يجلبهم من حين لآخر للتعرف على أهالي المكان. في الدرب الأحمر روح ليس لها مثيل في نفس المصور "أنا ابن المكان ده وفاكر أيام لما واحدة تعمل عاشورة فتنزلنا طبق، أو لما باجي هنا وأم زياد تعملي قهوة أو شاي، الأحياء الشعبية ملهاش زيّ".
لا يمّل الشرشابي من المكان، آلف الوجوه الموجودة، كوّن صداقات مع أهالي درب شغلان، حتى هم لا يستكفون من عدسته أو مجموعة المصورين الآخرين، لا يزال رغم تعبه يأتي إليهم، يحمل مشاريع مصورة لهم "نفسي أعمل صور عن أحلام كل طفل هنا، وتفضل متعلقة في أوضته لحد ما يحققها".
فيديو قد يعجبك: