عوف" قاوم كل شيء لأجل الرسم.. "بيقولوا لي يا فنان مش مبيض حيطان""
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
-
عرض 8 صورة
كتبت-إشراق أحمد:
رغم تحطم آمال عوف رمضان في الالتحاق بكلية أو معهد فني، يشبع رغبته في ممارسة الرسم، لكنه لم ييأس، قرر أن يدير دفة الحياة لصالحه، ولو بطريق غير معتاد؛ دخل الشاب العشريني مجال طلاء الحوائط، حاول فرض ما يفعل حتى صار بين مجتمع "الصنايعية" معروفًا باسم "الفنان".
5 سنوات انقضت على قرار عوف بممارسة الرسم على الحوائط، دخل عالم صنايعية الطلاء حينما أتم عمر الواحد والعشرين "اشتغلت حاجات كتير بس لقيتني مش عارف اعمل حاجة تانية غير الشغلانة دي"، طالما سحرته الألوان ووجد بينها وبينه محبه وشغف، لهذا اشبعه العمل بها، حتى جاءته الفرصة لتنفيذ حلمه.
في غرفة أطفال طالب أصحابها بطلائها، جاءت لعوف الفكرة "اشتغلت من دماغي ورسمت فيلين وهم لما جم اتفاجئوا" يتذكر عوف، فيما تلقى حينها إشادة آل المنزل، ومن بعدها قرر الاكتفاء بالرسم فقط، والعمل مستقلاً في قريته إيتاي البارود، محافظة البحيرة.
منذ كان في عمر السادسة لم تر عينا عوف سوى الألوان والخطوط، ما ترك حائط في المدرسة والشارع أو ورقة إلا ورسم عليها. أثنى من حوله على إجادته الفن بقدر الشكوى منه بزعم "أن الرسم بيضيع الوقت ومالوش مستقبل". سحر الرسم عوف "كنت فاشل في التعليم بسبب الموضوع ده" يقول الشاب مبتسمًا.
طوال سنوات عمره حاول إيجاد سبيل لممارسة ما يهوى، فأخبر والده في المرحلة الإعدادية عن رغبته في الالتحاق بالثانوي الفني الصناعي، كي ينتمي لقسم الخزف، فرفض أبيه، وأصر على انتسابه للفني التجاري.
لم يغادر الرسم حياة عوف "وأنا في المدرسة كنت أرجع البيت باسكتشات زمايلي وصحابي ارسم لهم"، كثيرًا ما سبب ذلك له المشاكل مع والده، لكن فعل ما يهوى كان يغني الشاب عن أي صعوبات.
واصل عوف اتقان ما يحب، ينتبه لحصص مدرس الرسم الذي يمتن له، يذهب إلى منزله، حيث كان يخصص تدريب إضافي لمن يحب الرسم، داوم على هذا حتى بعد حصوله على دبلوم التجارة، حاول الالتحاق بمعهد للرسم أو مكان يدعم موهبته لكنه اصطدم برفض والده ثانية، ففضل إرضاءه دون أن يتركه الحلم.
ظل الشاب هائمًا على وجهه لكسب الرزق، يعمل في مطعم بالقاهرة تارة، وفي شركة للبترول تارة أخرى، لكن ثمة شيء يؤرقه، يخبره أنه ليس هذا ما يريده، إلى أن قرر العمل بالطلاء ومن ثم الرسم.
لم يجد عوف في البداية ما يدعم قراره "أول لما اشتغلت ناس رفضت أنزل معاها عشان اتعلم واكتسب خبرة"، فيما أخبره أخرون "مش هتنفع مش هتعرف تمشي الشغل"، لكن إصرار الشاب صاحب التاسعة والعشرين ربيعًا كان وقوده للوصول إلى ما يريد، فظل ممسكًا بفرشاته ورشاش الألوان.
مستقلاً دون ورشة يعمل عوف، يطلبه "النقاشين" أو أصحاب المكان أنفسهم لعمل جديد، أصبح ابن محافظة البحيرة معروفًا بين "الصنايعية" بإتقان الرسم على الحيطان، لم ينادَ يومًا بــ"أسطى"، يبتسم بينما يقول "الناس كلها بتناديني يا فنان"، يسعد الشاب بما وصل إليه "عملت أخيرًا الحاجة اللي بحبها ده إحساسي دلوقت".
تبدل الحال، أصبح والد عوف أكثر دعمًا له، آمن أخيرًا بحلم ابنه، فيما يواصل الشاب التعلم عبر الاطلاع على أعمال الرسامين، وينشر عمله على صفحته في "فيسبوك"، حتى أنه أنشأ قناة له على اليوتيوب، ينقل من خلالها ما تعلم لعله يكون مرشدًا لأحدهم كان مثله يومًا ما. لا يتوقف عوف عن الطموح، يسعى بجهد لإنشاء مرسم له في القريب.
فيديو قد يعجبك: