لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

السباحة في "غاز الكلور".. قصة طفلة مصابة بحادثة نادي الطالبية

10:37 م الأحد 02 سبتمبر 2018

نادي الطالبية الرياضي

كتب - مصراوي:

تصوير: فريد قطب:

كانت "هنا هشام"، التي تبلغ من العمر 8 سنوات، تواصل تدريباتها يوم الجمعة مع فريق السباحة في نادي الطالبية الرياضي بمحافظة الجيزة، استعدادًا للبطولة المقبلة، إلا أن تسربًا لغاز الكلور كاد أن يحول يوم المران إلى حادثة مؤلمة، بعدما أصيبت "هنا" بالاختناق و21 طفلاً و3 مدربين.

وقتها، كانت السيدة سعاد حمدي "والدة هنا" تجلس كعادتها إلى جانب حمام السباحة، تنتظر انتهاء تدريبات صغيرتها، لكنها -كما تحكي لـ "مصراوي"- تفاجأت برائحة كلور نفاذة تملأ المكان، قبل أن تهرع لنجدة "هنا"، التي غادرت الحمام بشق الأنفس وكانت تعاني من سعال شديد هي وباقي زملائها.

لم يجد الموجودون حلاً سريعًا في ظل عدم وجود إسعافات أولية داخل النادي إلا الحليب شرابًا لتخفيف حدة الإصابة، ومن ثم هاتف الأهالي -وليس إدارة النادي كما توضح والدة هنا- الإسعاف التي استجابت لاستغاثاتهم بعد نصف ساعة تقريبًا، ونقلت الأطفال ومدربيهم إلى مستشفى الهرم.

الحادثة أصدرت وزارة الشباب والرياضة بشأنها بيانًا أمس، ذكرت فيه أن الوزير أشرف صبحي تابع هذه الأزمة بنفسه، وأنه أصدر تعليمات فورية بمتابعة حالة المتدربين وعمل الإسعافات اللازمة لهم، ونقلهم إلى مستشفى الهرم لتلقي العلاج، وبالفعل خرجت جميع الحالات المصابة في حالة جيدة.

ووفقًا للبيان، أرسل الوزير لجنة مشكلة من مديرية الشباب والرياضة بالجيزة ترأسها وكيل الوزارة أحمد الوكيل، كانت مهمتها تذليل أي عقبات وتقديم كافة الاحتياجات للمصابين، ورُفع تقرير شامل بالواقعة، تضمن مراجعة عقود الصيانة الخاصة بحمام السباحة، وقد أوضح أن تسريب الغاز نتج عن خطأ فني من عامل الصيانة المسؤول عن تغيير أسطوانة الكلور.

صورة 1

والآن، تبدو الأمور طبيعية داخل ذلك النادي الصغير، الذي تقول والدة "هنا" إن عضويته وصلت إلى 10 آلاف جنيه. ولا يزال الأهالي هنا ينتظرون أبناءهم، الذين يتلقون التدريبات المختلفة، بينما يمارس مدربيهم مهامهم دون أي حديث عن حادثة "غاز الكلور"، التي رفض العاملون الحديث إلى أي وسيلة إعلامية حولها، وبرروا ذلك بأنه "حدث وقع وانتهى، ولا داعي لتكبير الأمر".

إلا أنه في الوقت نفسه، قدم النادي عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" اعتذارًا عن الواقعة، التي وصفها بـ "الحادث المفاجئ". وذكر المنشور أن النادي "يهيب بأعضائه الهدوء، وأنه سيتم حساب المقصرين، واتخاذ إجراءات كافية لضمان عدم تكرار ذلك".

ويحصل النادي على 100 جنيه من الأعضاء مقابل الاشتراك في حمام السباحة، في حين يحصل على ضعف المبلغ من غير الأعضاء.

"لم أفكر في إلغاء عضويتي، فأنا هنا منذ 10 سنوات"؛ تقول والدة "هنا"، التي تبرر موقفها بقرب النادي من منزلها في منطقة الطالبية، وتدني قيمة التجديد التي لا تتجاوز 100 جنيه فقط سنويًا، لكنها لم تحسم أمرها بعد فيما يخص اشتراك حمام السباحة بعد الواقعة "التي لم تكن الأولى"، على حد وصفها.

وقد استمعت نيابة العمرانية، بإشراف المستشار أحمد الأبرق المحامي العام الأول، لأقوال أهالي الأطفال المصابين. وأمرت باستدعاء رئيس مجلس إدارة النادي، ومسؤول صيانة حمام السباحة، اللذين أقرا في أقوالهما بمحضر الشرطة بـ "أنه أثناء تدريب المصابين بالحمام حدث تسرب لغاز الكلور من مواسير التعقيم". وطلبت النيابة موافاتها بكل عقود الصيانة الخاصة بحمام السباحة.

يشار إلى أن منظمة الصحة العالمية أصدرت دلائل بشأن "كيفية تهيئة أماكن مأمونة لأغراض السباحة"، ساهم في إعدادها أكثر من 60 خبيرًا من 20 بلدًا، تشمل عدة تدابير منها: توفير مراقبة فعالة يضمنها عناصر الإنقاذ لتقليص أو تلافي طائفة من المشاكل الصحية، وتحسين نوعية المياه وإدارة مرافق التهوية التي تُمكّن من مراقبة التعرّض للمواد الكيميائية السامة، وكذا تحسين التعامل مع براز الأطفال اللاإرادي والفاشيات التي قد تحدث جرّاء ذلك.

وتشير التقديرات، وفقًا للمنظمة، إلى أنّ 380 ألف نسمة تقريبًا يتوفون سنويًا في جميع أنحاء العالم جرّاء ظاهرة الغرق بأشكالها كافة، وتشير التقديرات أيضًا إلى أنّ 97% من مجموع حالات الغرق تحدث في البلدان النامية، ويمكن أن يتضرّر أكثر من 3000 نسمة جرّاء استخدام مسبح ملوّث.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان