خطأ في استمارة الثانوية يسبب أزمة لطلاب مدارس النيل.. ومشرف التنسيق: "هنفتح التحويل"
كتبت- إشراق أحمد:
يبدأ العام الدراسي غدًا السبت، يستعد الطلاب لبدء مرحلة جديدة، فيما لازالت الحيرة والقلق تطارد نحو 26 طالبًا من مدارس النيل الدولية للعلوم والتكنولوجيا -التابعة لصندوق تطوير التعليم.
ظهرت نتيجة التنسيق الجامعي لطلاب "النيل" الدولية مساء أمس الخميس، ليجدوا أنفسهم مضطرين للالتحاق بجامعات خارج القاهرة، بعدما تفاجأوا بتوزيعهم الجغرافي وفقًا لمحافظة القليوبية التابع لها المدرسة وليس عناوين سكنهم المدونة في هويتهم وهوية ذويهم الشخصية.
قالت نورهان وليد، إحدى طالبات المدرسة لمصراوي إنها دخلت إلى موقع التنسيق، يوم الخميس الماضي، لكنها وجدت الجامعات في ترتيب الاختيار كلها خارج العاصمة، فيما تأتي جامعة القاهرة وحلوان وعين شمس في المجموعة "ج" وهي الأخيرة في قائمة التنسيق، مما يجعلها مستبعدة، خاصة أن مجموعها يؤهلها لدخول أول خيار.
مع بحث السبب عبر الموقع، وجدت الطالبة أن مقر سكنها منسوب إلى محافظة القليوبية وليس منطقة شبرا حيث تقيم. ذهبت نورهان في اليوم التالي إلى مكتب تنسيق جامعة القاهرة، لتعلم أن العنوان المدرج هو للمدرسة وليس لسكنها وأن زملاءها يواجهون الأمر نفسه، وفقًا لاستمارات الثانوية التي تم ملأها وهو ما لم تفعله الطالبة حسب قولها "إحنا مكتبناش حاجة.. المدرسة هي اللي ملت الاستمارات وبعتتها".
8 سنوات مضت على عمل مدارس النيل الدولية، تضم ثلاثة فروع، إحداها في أكتوبر، وبورسعيد، وأكبرهم في منطقة العبور. وتعمل المدارس بنظام تعليمي، يتيح للطالب الحصول على شهادة دولية، إذ عقدت وحدة شهادة النيل التابعة لمجلس الوزراء شراكة مع جامعة كامبريدج البريطانية، أما تنسيقهم يعتمد على إتاحة مقعد لهم في كل جامعة.
التحقت نورهان بالشعبة الأدبية، بين صفوف الدفعة الثانية في المدرسة، تمنت أن تدرس الإعلام، حصلت على مجموع نسبته 88.7%. بعد ظهور النتيجة شعرت أنها أوشكت على تحقيق أمنيتها، لكن منذ أسبوع خاب أملها، فأول خيار أمامها هي بنها ثم الاسماعيلية.
عرفت نورهان نتيجة تنسيقها أمس، جاءت لها كلية ألسن بجامعة الإسماعيلية، وبينما حاولت الطالبة تسجيل تقليل الاغتراب، ظهرت لها رسالة كتب فيها "عزيزي الطالب: غير متاح لك تقليل اغتراب مناظر، لأنك مقبول في أقرب كلية إليك في النطاق".
تواصل الطلاب مع إدارة المدرسة منذ علموا بالمشكلة، وفي الثلاثاء المنصرف، اجتمعت سلافة أحمد جويلي مدير وحدة شهادة النيل والقائمين على المكان بأولياء الأمور، والتي وعدت بحل المشكلة والتواصل مع الجهات المعنية حسب قول ولية أمر إحدى الطالبات، بينما أخبرتهم المدرسة أنه سيتم العمل مع مكتب التنسيق لتعديل بياناتهم تباعًا.
وحاول مصراوي التواصل مع أحد القائمين على مدرسة النيل، فرع العبور، للرد وتوضيح سبب المشكلة، لكن لم يتم الاستجابة حتى النشر.
في اليوم التالي للاجتماع بأولياء الأمور وحتى أمس، تم تعديل بيانات 8 طلاب حسب قول الطلاب وأولياء أمور، ومن بعد ذلك انقسم أولياء الأمور، بين الخائفين من تصعيد المشكلة ظنًا أن ذلك قد يؤثر على أبنائهم الأصغر عمرًا الملتحقين بالمدرسة، وآخرين قرروا التسليم بملأ استمارة التنسيق المتوفرة وانتظار ما تسفر عنه الأيام القادمة.
تغيرت كذلك خطط رضوى، إحدى طالبات المدرسة –اسم مستعار لخشية المصدر من الضرر. تسكن الطالبة مدينة نصر، فيما درست الشعبة العلمية، كي تلتحق بإحدى كليات الطب، ورغم مجموعها الذي يؤهلها لدخول جامعة حلوان على أسوأ تقدير حسب قولها "إحنا عددنا قليل فعارفين مجاميع بعض ومين ممكن تجيله فرصة فين"، لكن ذلك لم يعد متاحًا.
طيلة فترة التقديم للتنسيق، فُتحت بعض الخانات المغلقة، قالت رضوى إن كليتا الألسن والسياحة والفنادق لم تكونا ضمن الخيارات المطروحة لكن تم ضمهما بعد الشكوى، وكذلك خيار جامعة عين شمس أضيف للمجموعة الأخيرة في الترتيب، حسب قولها غير أن ذلك لم يغير من الواقع شيئًا.
أظهرت نتيجة تنسيق رضوى أنها التحقت بطب أسنان طنطا، فيما تنتظر حال غيرها من الطلاب، ما قيل لهم أن ينتظروا إلى الغد وسيتم التحويل إلى جامعات وفقًا لنطاق سكنهم الجغرافي.
كذلك لم يعد أمام نورهان سوى التسليم بالالتحاق بالكلية المتوفرة، فخيارات التحويل لكلية أخرى، تنقلها إلى كليات التجارة أو التربية في جامعة بنها.
خاب أمل نورهان أكثر، بعدما تلقت اتصالاً من الجامعة الخاصة التي تقدمت إليها في نوفمبر العام الماضي، يخبرونها أن ملفها لن يتم النظر إليه إلا بعد حصولها على موافقة من وزارة التعليم العالي، صدمة انتابت الطالبة، إذ ما كانت تعرفه أن لطلاب مدرستها حق التقدم إلى أي جامعة.
وبعد دائرة انتقال ما بين الوزارة والجامعة، جاء الرد الأخير من التعليم العالي بترك أمر قبول الطلاب إلى الجامعة ذاتها، وهو ما جعل نورهان تصبح في قائمة انتظار الجامعة الخاصة كما أخبروها مؤخرًا.
"الواحد بقى زي اللي ماشي بشهادة مش عارف إيه دي" رغم جودة التعليم التي تؤكدها نورهان، لكن المفاجئة التي تلقتها منذ فتح باب التنسيق دفعها للإحباط، خاصة أن ذلك لم يواجه الدفعة الأولى للمدرسة العام الماضي "الطلبة السنة اللي فاتت وزعوهم عادي على الجامعات حسب تقديرهم ومكان سكنهم محصلش معاهم كده".
من المقرر غلق خدمة تقليل الاغتراب في غضون الثانية عشر مساء اليوم، كما ذكر الموقع الإلكتروني للتنسيق، فيما قال السيد عطا، رئيس قطاع التعليم والمشرف على التنسيق بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، إنه على علم بمشكلة طلاب مدارس النيل، فرع العبور، وأنه جاري العمل على حل مشكلتهم قائلاً "بقول للطلبة اطمنوا هنفتح التحويل خلال الساعات القادمة".
فيديو قد يعجبك: