بالصور-ماراثون الحمير في البراجيل.. "ادخل السباق وفُك التكشيرة"
كتبت-دعاء الفولي:
تصوير-محمد حسام الدين:
الحياة تسير بوتيرة مملة، لا يكسرها إلا فكرة مختلفة، تُبهج النفوس المُرهقة، تُضفي لونا على الأوقات الصعبة، حتى وإن كانت سباقا بين الحمير في منطقة البراجيل بمحافظة الجيزة.
عام 2016، أراد عماد سعودي إدخال السرور على أهل بلده "الناس متنكدة ومغمومة فقلنا نحاول نعمل حاجة ينبسطوا بيها"، فكّر سعودي رفقة أحد أصدقائه في سباق لافت للنظر "لأننا بلد أرياف فالناس هنا بتستخدم الحمير كتير، فقلنا ليه ميبقاش سباق حمير؟"، حين طرح الصديقان الفكرة تعجب الناس "كانوا فاكرين إننا بنهزر"، لكنهما قررا خوض التجربة.
في السباق الأول تقدم عشرون مشتركا من أهل البراجيل، مازالت الفكرة وليدة "ساعتها قولنا اللي هيكسب هياخد موبايل"، مرّت المسابقة بسلام، وحصل الفائز على الهاتف، ما جعل الناس يصدقون الأمر، لذا وبعد عامين حين سنحت الفرصة "قررنا نعمل السباق مرة التانية".
مع الساعات الأولى من صباح اليوم، وقف سعودي بين مجموعة من أهل البراجيل ينظمون للحدث الهام، قريبا من كوبري "سيدي إبراهيم" اجتمع ما لا يقل عن 3000 متفرج يتابعون بشغف، فيما استعد 35 شخصا لخوض السباق.
عقب صلاة الجمعة انطلق السباق. انقسم المشاهدون لفرق عدة تُشجع المتسابقين، الأطفال سعداء، لا تشاحن بين الناس "الموضوع للانبساط بس والترويح عن النفس"، لكن رغم ذلك ثمة شروط بسيطة وضعها سعودي لضمان نزاهة الحدث وسلامة الحيوانات.
"اهم حاجة نتاكد عن الحمار كويس وقادر يجري، ونتاكد إن صاحبه مش معاه آلة حادة"، ففي السباق الأول أحضر بعض المزارعين "زردية عشان يخبطوا بيها الحمار فيجري أسرع"، أما الشرط الآخر فكان قائما على أسبقية التسجيل في الحدث "قبل بداية السبق بساعة قفلنا باب التقديم".
كيلو مترا ونصف هي المسافة التي قطعتها الحمير وأصحابها، وصولا لنقطة النهاية. ذلك العام قرر القائمون على السباق إعطاء الجوائز لخمس متسابقين؛ حيث حصل الأول على هاتف محمول وميدالية وكأس الفوز، وحصل بقية الفائزين على هدايا أخرى تتنوع بين "تي شيرت وبرواز وشهادة تقدير".
حاول سعودي إقناع أصحاب المحال في المنطقة أن يساهموا في الجوائز، غير أن طلبه لم يلقَ استجابة، فيما اهتم أيمن صلاح-أحد أبناء البراجيل- بالتكفل بالشق المادي "كنا بس عايزين نفرح الناس ولو بحاجة بسيطة".
الحماس الذي رآه صلاح في أعين الموجودين كان يستحق "انا وديت ولادي يتفرجوا ومكانوش مصدقين إن ده بيحصل"، بينما لم يخلُ اليوم من مواقف طريفة حسبما يروي سعودي "زي الراجل اللي قاللي انا بقالي خمس أيام مقعد الحمار في الحظيرة مش بخليه يخرج عشان يستريح ويستعد لليوم انهاردة".
فيديو قد يعجبك: