لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

عشقًا في الخيول.. عم "عيد" يرسمهم على جدار البيوت بالصعيد (فيديو)

04:16 م الثلاثاء 04 سبتمبر 2018

تقرير-محمد مهدي:

تصوير: نسيم عبدالفتاح

سِحر أو شيء كهذا طَلَ من العَدم على قَلب عم عيد السلاواواي في طفولته، فصار مأخوذًا برسم الخيول على جدران بيوت مدينته-سلوا- بأسوان، حِلم صغير لم يمت، تمدد وازدهر مع الأيام، فبات للرجل السبعيني عام بعد الآخر بصمة على آلاف المنازل في عدد من محافظات الصعيد "لما قررت أبطل رسم من فترة عشان السن والتعب، الأهالي رفضوا فرجعت تاني" يقولها عم عيد بفخر.

في ليالي المرماح-سباقات الخيول بالصعيد- كان عم عيد يذهب رفقة جيرانه، يقف وسط الزحام مشدوهًا يتأمل ما يدور من حوله، تتملكه رغبة عارمة في رسم الخيول، مسه الاحساس نفسه في موسم الحج "كان فيه فنان بيرسم، نقلت منه الجمل على الأرض، راح قالي إنت مستقبل عظيم، ارسم تاني وتالت" الابتسامة التي علت وجهه كانت إيذانًا بسماعه للنصيحة.

لم يتعلم الرسام الأسواني من أحد "مروحتش مدارس ولا حد وراني حاجة" كان لديه القُدرة على رسم الخيول فور رؤيته لهم "حاجة رباني كدا، اللي أشوفه أطلعه بنفس الملامح بالظبط، وممكن أرسمه بالمقلوب كمان" يستخدم أدوات بسيطة في عمله "جريد النخل وألوان طبيعية بعملها على إيدي".

بدا الأمر جنونيًا لدى أسرته حينما انشغل عم عيد في شبابه بالرسم طوال الوقت "أرسم جوه البيت وعلى الحيطان في كل مكان" يداه لا تتوقف أبدًا، يغيب بالساعات ويعود بملابس ملطخة بالألوان، غير أن ذلك أتى ثماره سريعًا، ذاع صيته بين جيرانه ومن ثم في مدينته "وبقيت الناس بتطلبني في ليالي السباق أروح أنقل الخيل الفايز على الحيطان" لكن التجربة تعطلت لأداء الخدمة العسكرية.

"كل ما بنزل إجازة بستغل الوقت وأقعد أرسم" كأن الأمر يجري في دمه، قضى سنوات الجيش يلتقط أنفاسه لحظة أن يمسك جريد النخيل ويحول بيوت الناس إلى لوحات فنية مزينة بالخيول وحين انتهى من الخدمة العسكرية تم تعيينه في سنترال كوم امبو"بقيت عايز أرسم، كنت بعمل غياب مرضي، فصلوني أكتر من مرة فقدمت استقالتي في 88" ومن حينها تفرغ لما يحبه ويرضاه.

سرعة عم عيد وإتقانه للرسومات منحته شهرة واسعة في أرجاء محافظات الصعيد "ليا رسومات كتير في كل بلد، بكون مبسوط وأنا بفرح حد برسمة على بيته" يبتهج كطفل حين يرى السعادة على وجوه من يرسم لهم "وإن فيه خيول ماتت بس لسه الناس بتشوفها قدام عنيها بعد ما رسمتها".

مرت سنوات طويلة ولم يمل الرجل من مهنته المحُببة لقلبه "يمكن بقرر أوقات إني أبطل عشان التعب والسن" ذلك لم يعد متاحًا كما ذكر من قَبل، يتمسك من عايشوا قصته وأعماله باستمراره، خاصة إن له مواقف طيبة مع الجميع من بينها عدم حصوله على أجر في أوقات كثيرة "أنا مبحددش أجر، مقدرش لأن دي موهبة، أفرض الناس معهاش مرسمش؟ لا هارسم طبعًا، وليا في كل بلد رسمة أو اتنين لوجه الله وفرحة الأهالي".

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان