لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بالأرقام.. كيف استعدت أسرتا "مريم وياسمين" لاستقبال الدراسة؟

07:54 م الخميس 06 سبتمبر 2018

عودة الطلاب للدراسة

كتبت - نانيس البيلي:

استعدادات خاصة ببداية العام الدراسي داخل بيوت 22.5 مليون تلميذ وطالب بمراحل التعليم ما قبل الجامعي، حيث يعيش أولياء أمور الطلاب حالة طوارئ هذه الأيام، فعلى مدار الشهور الأربع الماضية، توالت الأحداث والمناسبات التي تتزايد فيها نفقات الأسر، بداية من شهر رمضان مرروا بعيدي الفطر والأضحى، وأخيراً بداية العام الدراسي 22 سبتمبر الحالي.

"مصراوي" يرصد في هذا التقرير كيف استعدادات الأسر المصرية لدخولهم أبنائهم عامهم الدراسي الجديد، من خلال لقاء مع أسرتين إحداهما أبنائها يدرسون بالمدارس الحكومية، والأخرى في مدرسة خاصة.

مصروفات الدراسة

داخل منزل "مريم" لا صوت يعلو فوق صوت اقتراب العام الدراسي الجديد الذي سيبدأ خلال أيام، فالأم العشرينية تسابق الزمن لتدبير احتياجات طفليها ـ"ماريا" بالصف السادس الابتدائي و"مينا" بالصف الأول بإحدى المدارس الحكومية بالقاهرة.

"مريم" واحدة من بين أولياء أمور 18 مليون و608 ألف تلميذ بالمدارس الحكومية، بحسب تقرير صادر عن الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء خلال مارس الماضي حول أعداد المدارس عام2017.

لا يتجاوز دخل أسرة "مريم" 4 آلاف جنيه، يوفرها الزوج من عمله غير الثابت في "إيطاليا" التي سافر إليها قبل عامين، كمحاولة لتحسين دخله، الذي كانت لا يتجاوز 1800 جنيه نظير عمله كمساعد صيدلي أثناء تواجده في مصر.

دفعت أسرة مريم 195 جنيها كمصروفات دراسية نظير التحاق "مينا" بمدرسة حكومية، بينما لم تدفع إلى الآن مصروفات "ماريا" حيث تنتظر قبول تحويل أوراقها من مدرستها السابقة.

الأمر أكثر صعوبة لأسرة ياسمين، التي روت لنا معاناتها من مصروفات المدرسة على مدار السنوات الثلاثة الماضية، مضيقة: ما يزيد من هذه الأعباء، وجود أبنائي الثلاثة بمراحل دراسية مختلفة "التوأم "يارا وحبيبة" في ثالثة ابتدائي، و"منة" الابنة الكبرى في خامسة ابتدائي، لتتكبد الأسرة 36 ألف جنيه مصروفات دراسية في العام فقط، لكل طفل 12 ألفا، بخلاف مصروفات الكتب والشيتات (كتب التدريبات)، والتي تصل إلى 2000 جنيه لكل طفل.

"ياسمين" واحدة من بين أولياء أمور مليونين و32 ألف تلميذ بالمدارس الخاصة، وفقا لبيانات الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء عام 2017، يعمل زوجها مراجع حسابات في إحدى شركات التأمين، ويحصل على 7 آلاف جنيه راتبا شهريا، هو إجمالي دخل الأسرة، بعدما تركت الأم وظيفتها قبل سنوات لرعاية أطفالها.

تؤمن ياسمين وزوجها أن الاستثمار في التعليم هو الأفضل والأهم، ومن أجل ذلك تضحي الأسرة بأشياء أخرى.

الدروس

أعباء العام الدراسي تبدأ بالنسبة للأسرتين مع بداية شهر أغسطس، فالأسرة الأولى كما تقول الأم مريم تحرص على الحاق ابنتها الكبرى "ماريا" بالدروس الخصوصية سواء ضمن مجموعات مع زملائها بتكلفة شهرية 50 جنيها أو إعطائها درسا خاصا بصحبه زميلة لها أو زميلتين، وهنا تصل سعر المادة إلى 175 جنيها شهرياً. بينما الأسرة الثانية يكون همها الأول خلال هذه الفترة هو دفع القسط الأول من مصروفات المدرسة والتي لا تقل عن ثلث المبلغ المطلوب لكل طفل.

الدروس الخصوصية تهتم بها الأسرتين "مريم وياسمين"، تحرص كل منها على إعطاء دروس خصوصية لأبنائهم في خمسة مواد دراسية "لغة عربية ورياضيات وعلوم ودراسات اجتماعية وانجليزي"، تصل تكلفتها إلي 400 جنيه شهرياً، لكن المشكلة من وجهة نظر "مريم" أن هذه التكلفة مستمرة على مدار 10 شهور في السنة، مما يدفعها للموازنة بين الاحتياجات الضرورية للبيت وغيرها من الاحتياجات التي يمكن الاستغناء عنها أو الحد من تحقيق رغبات أفراد أسرتها.

المستلزمات الدراسية

تتواكب أعباء المستلزمات المدرسية التي تحتاجها أسرة مريم لابنتها الكبرى "ماريا" والأصغر مينا مع بداية الدروس الخصوصية في أول شهر أغسطس، تقول الأم: الأدوات المدرسية أسعارها وصلت للضعف مقارنة بالعام الماضي، لكن "كنت شايلة كشاكيل وكراسات من السنة اللي فاتت فماشتريتش، ممكن لو البنت احتاجت كشكول مربعات أو حاجة أنزل بس اجيبهولها".

متبقيات العام الماضي من المستلزمات المدرسية ساعدت مريم على تدبير أمرها خصوصا مع زيادة الأسعار كما تقول "السنة دي لقيت كشكول 60 ورقة بقى بـ3 جنيه والسنة اللي فاتت كان بجنيه ونص و2 جنيه".

وتؤكد الأم أنها تلجأ إلى الشراء من محلات الجملة "بجيب دستى أقلام جاف، بيبقى القلم واقف بـ2 جنيه، لو الدستة فيها 12 قلم بيبقى المفروض 24 جنيه، لكن أنا باخدها جملة بـ20 أو 18 جنيه".

بينما أسرة ياسمين التي يوجد لديها ثلاث بنات بمراحل التعليم الابتدائي، تنفق 2500 جنيه لشراء المستلزمات المدرسية، سواء التي تطلبها إدارة المدرسة من أطفالها أو التي يحتاجون إليها بصورة تقليدية مثل الكراسات والكشاكيل. "المبلغ ده وأنا ماسكة الحزام"، تقول الأم التي تبرر ارتفاع المبلغ إلى "الماركات التي يطلبها المدرس الخاص بكل مادة.

IMG-20180904-WA0050

كيف تدبر الأسرتين الأمور المالية؟

للتغلب على الاحتياجات المالية الإضافية تدبر كل أسرة من الأسرتين نفقات العام الدراسي بطريقة مختلفة، أسرة "مريم" كما تقول الأم تتبع طريقتين لتدبير الاحتياجات الدراسية لأطفالها، خاصة وأن الدخل الشهري التقليدي لا يكفي للوفاء بالمبالغ المطلوبة مع "دَخلة المدارس".

تبادر الأم بشراء أي من المستلزمات كلما توفر ثمنه من مصروف المنزل، "أروح أشتري بيها أي حاجة لأي طفل منهم، مثلاً لو معايا 100 جنيه أنزل اشتري قميص للمدرسة مستناش لحد ما أتزنق"، بخلاف ذلك تعتمد الأم الثلاثينية على الجمعيات "مفيش حد عايش من غير جمعيات، بعمل حسابي أقبضها قبل الدراسة وجزء كبير منها بيروح لمصاريف دراسة الأولاد".

في المقابل، تحصل أسرة ياسمين على سلفة من عمل الأب قبل كل تيرم دراسي من أجل الوفاء بمستلزمات الدراسة، وأحيانا يدخل الأب في جمعيات ويدخرونها لهذا الغرض.

تقول الأم إنها لا تستطيع الاقتراب من مصروف المنزل أو الراتب الشهري "مقدرش أجي ناحيتهم لأنهم يدوب بيكفوا أكل وشرب وبنزين عربية ومصروفات عمارة وكهرباء ومياه".

"لا يستطيع أي طالب سواء كان في مدرسة لغات أو حكومي الاستغناء عن الكتب الخارجية" وفق ما تقول "مريم وياسمين"، فالأولي تعتبرها "لا تقل أهمية عن الكتاب المدرسي"، والثانية تراها "الوسيلة الأهم أثناء المذاكرة"، تصل تكلفتها إلي 200 جنيه للطفل الواحد كل ترم، في حالة الاكتفاء بشراء كتاب خارجي واحد لكل مادة من المواد الخمسة الأساسية "اللغة العربية، الإنجليزية، الحساب، العلوم، الدراسات الاجتماعية".

وتقول مريم أنه لا يمكن الاستعانة بالكتب الخارجية القديمة، سواء من طلاب سابقين أو شرائها رخيصة من سور الأزبكية "المشكلة إن المناهج بتطلع متغيرة والكتب محلولة فالطفل مبيعرفش يذاكر فيها".

تقوم الأسرتان بتجليد الكتب المدرسية أو الخارجية في المنزل لتوفير النفقات، حيث لا يتجاوز تجليد الكتاب الواحد في المنزل 3 جنيهات، بينما تجليده بالمطبعة يتراوح بين 10 و15 جنيها.

"الشنط السنة دي حاجة صعبه"، تقول "مريم"، مشيرة إلى أن سعرها يتراوح ما بين 250 إلى 300 جنيه، ما اضطرها لشراء واحدة لطفلها الصغير "مينا" بسعر 235 جنيها "جبتله شنطة كويسة تقعد معاه سنتين"، بينما لم تستطيع تحمل شراء شنطة جديدة لابنتها الأكبر ماريا، "قولت عندها وهي السنة الجاية داخلة إعدادي فاجيبلها".

لم تختلف الأمور كثيرا مع أسرة "ياسمين" التي اعتادت أن تشتري حقيبة مدرسية جديدة لكل بنت من بناتها مع بداية كل عام، لكنها مع الزيادات المتتالية في الأسعار التي تقول عنها "شنطة المدرسة دي بقى حدث ولا حرج"، اعتمدت على شنطة العام الماضي التي اشترتها لإبتها الكبرى بـ 700 جنيه "وقولتلها حافظي عليها عشان تكفي سنتين، ده اللي طلباه منك"، أما العام الحالي اشترت لطفلتيها التوأم حقيبتين سعر الواحدة 450 جنيها، "وعارفة إنها مش هتستحملهم وهضطر أشتيرلهم تاني السنة اللي جاية بس ما باليد حيلة".

ولا تتوقف احتياجات بداية العام الدراسي عند هذه الأشياء، بحسب مريم وياسمين إنما تمتد إلى شراء طاقمين من الزي المدرسي وحذاء ولانش بوكس وزمزمية، يختلف سعرها من محل إلى أخر وفقا لجودة لكل منتج.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان