أفارقة مصر "هيشجعوا مين في كأس الأمم؟" (فيديو)

كتبت - نانيس البيلي:

فيديو - عبدالرحمن علاء:

كانت لحظة سَعيدة؛ مصر تفوز بتنظيم بطولة أمم إفريقيا 2019، الشَغَف يملأ نفس الشاب الإريتري "محمد الهادي" الذي قَدَم إلى مصر منذ عام ونصف العام. الفرصة سَانحة أمامه لمشاهدة مباريات منتخب بلده من داخل ستاد الدولة المضيفة؛ رغم أنه "كده كده مش مطمن على إريتريا إنها هتاخد الكاس"، لكن عاشق الساحرة المستديرة يبحث عن مُتعة الكرة؛ لذا حسم قراره باقتناص تَذكرة ومشاهدة مباريات فرق بعينها "زي مصر والجزائر أو مصر والكاميرون لأنها هتكون ماتشات قوية".

فيما عدا ذلك؛ سيُتابع -صاحب الـ26 ربيعًا- باقي مباريات البطولة الأفريقية الأهم؛ مع رفاقه "هنروح النوادي المصرية أو نقعد على أي قهوة"، سيُشجع "الهادي" منتخب بلده حتى النَفس الأخير، قبل ذلك عقد العزم على مؤازرة المنتخب المصري حال عدم تأهل فريق وطنه، فيما يخشى من مواجهة إريتريا مع الفراعنة "هبقى خايف ومش مطمن من محمد صلاح، هو فيه غيره؟!" يقولها ضاحكًا.

وأعلن الكاف، في 8 يناير الجاري، عن فوز مصر بشرف تنظيم بطولة أمم إفريقيا 2019 بعد منافسة مع جنوب إفريقيا، حيث تقدما لتنظيم البطولة عقب سحب التنظيم من الكاميرون لعدم جاهزية الملاعب. وتعد تلك المرة الأولى التي تقام فيها كأس الأمم الإفريقية بمشاركة 24 منتخبًا.

لم يَفقد الشاب السوداني "على حمزة" شَغفه بكأس أفريقيا؛ رغم إخفاق منتخب بلده في التأهل، يتوق ابن الـ23 عاما الذي يعيش بمصر منذ 4 سنوات، إلى انطلاق البطولة، ينوي تشجيع المنتخب الجزائري للفوز باللقب "عشان هو فريق قوي وكان بيلعب مع منتخب السودان وبيغلبه على طول".

في مصر؛ يُشجع "حمزة" النادي الأهلي، منذ قدومه رفقة والده وعملهما في محل عطارة امتلكاه بمنطقة أرض اللواء؛ تَولد في نفسه عشقًا للكرة المصرية، باتَ يعرف لاعبي منتخبها جيداً، يَذكر أسماءهم بحماس "شيكابالا، وكهربا، وعبدالله السعيد، والشناوي"، يتمنى لو انضم هؤلاء إلى صفوف منتخب بلده.

وأنشئت بطولة الأمم الأفريقية عام 1957 وكانت أول دولة تستضيفها السودان. وسبق لمصر تنظيم كأس الأمم 4 مرات، وتعد مصر صاحبة الرقم القياسي في الفوز بكأس الأمم 7 مرات، تليها الكاميرون بخمس بطولات.

داخل "نت كافيه" بوسط القاهرة، يعمل الشاب الصومالي "عمر شريف" منذ إقامته بمصر قبل عامين، في محل عمله ستكون الأجواء مهيأة لمتابعة مباريات كأس أفريقيا، غابت الصومال عن المشاركة في البطولة؛ لكن لم يخفت اهتمام -صاحب الـ26 عامًا- بمتابعتها، فقراره محسوما بمؤازرة الفراعنة "لأني أشجع محمد أبوتريكة من 10 سنين، وأعرف محمد صلاح فهو يلعب لمنتخب مصر ونادي ليفربول".

يُشجع "شريف" نادي الزمالك، ويعشق أداء لاعبه "شيكابالا": "أحبه لأن يلعب حلو وبمهارة"، اعتاد الشاب الصومالي على متابعة مباريات منتخب بلده داخل المحل، كذلك سيُشاهد جميع مباريات كأس أفريقيا "لأني مشغول مبقدرش أروح الاستاد".

بلُغة "تغرينية" تَتخللها بعض الكلمات العَربية؛ يُعبر "ياسين محمد" -الذي يعمل في محل للحلاقة بمنطقة بولاق الدكرور -عن سَعادته بإقامة كأس أفريقيا في مصر- حيث يقيم بها منذ عام- ويتمنى إقامة بعض المباريات في مدينة الإسكندرية؛ فهو يعشقها ويرى في البطولة فرصة لزيارتها.