حق الكفيف في القراءة.. حلم الزياتي يتحقق في اليوبيل الذهبي لمعرض الكتاب
-
عرض 3 صورة
-
عرض 3 صورة
-
عرض 3 صورة
كتبت - رنا الجميعي:
ما إن تدخل إلى بلازا ٣ بمعرض الكتاب تجد كتبًا معروضة بطريقة برايل، والتي تنشرها جمعية مزايا لرعاية المكفوفين التي تصل إلى عامها الثامن في نشر الكتب.
منذ ثمان سنوات عام زار محمد الزياتي متحف طه حسين، وهناك سأل عن إتاحة كتاب "حديث الأربعاء" بطريقة برايل، ليجد الإجابة لا، وهو ما استفز الزياتي فكيف لم تطبع جميع كتب المفكر العربي بطريقة برايل وهو كفيف في المقام الأول.
من هنا فكر الزياتي أن من حق المكفوفين القراءة أيضًا، فقرر طبع كتبا للمكفوفين، ومنذ ثمان سنوات تعرض جمعية مزايا لرعاية المكفوفين بعرض كتبها داخل معرض الكتاب.
لم تكن القضية شخصية بالنسبة للزياتي، هي شأن يشمل ٧ مليون غير مبصر في مصر، جاءته الفكرة نابعة من كونه قارئ في المقام الأول "كنت بروح المكتبات العامة معرفش اقرا ولا الاقي حد يقرالي".
لاقى الزياتي صعوبات في البداية، حاول مخاطبة الدولة المتمثلة في وزارة الثقافة والهيئة العامة للكتاب لكن الرفض كان الإجابة، لذا قرر التوجه إلى الناشرين، حتى يتمكن من تحويل كتبهم إلى طريقة برايل، "الناشر بيبقى عينه على المكسب"، ولم يجد تجاوبًا منهم أيضًا، كان الحل الأخير في التعامل مع الكاتب مباشرة، وبدأت الجمعية بالفعل في نشر الكتب تحت اطار مشروع اسمه "الكتاب الملموس".
ثمان سنوات نشرت خلالهم مزايا العديد من الكتب التي لم تقتصر على المجال الديني فقط "في مجالات مختلفة زي الفكر والسياسة والأدب والتنمية البشرية"، على أرفف الجمعية تجد رواية ثلاثية غرناطة لرضوى عاشور بطريقة برايل، وذاكرة الجسد لأحلام مستغانمي، وهناك مجلدات مقسمة لأجزاء القرآن الكريم، واعمال متنوعة لدكتور مصطفى محمود وغيره، ويصل متوسط سعر الكتاب حوالي ثلاثين جنيها.
لا تقتصر الجمعية على نشر أعمال سابقة، بل تنشر أعمالا خاصة بالجمعية، وكتب جديدة ألفها مكفوفون شباب، وأطلق عليه الزياتي اسم "أقلام خضراء".
وجد الزياتي صدى كبير للكتب التي نشرها، هناك أعمال قام بإعادة طبعها منها ككتاب نكتة سياسية لياسر قطامش، وكتاب لأشعار الفاجومي "اختارت فيه مجموعة قصائد لعم نجم وحطيت معاهم كمان القصايد مسموعة"، كما اقبل الكثيرين على كتب أنيس منصور.
كرس الزياتي نفسه للتفكير في الجانب الثقافي للمكفوفين، وهو ما تقوم به الجمعية "أماكن كتير بتقوم بالدور الاجتماعي للمكفوفين لكن مفيش حد فكر يهتم بتثقيفهم".
مع حلول المعرض كل عام يفكر الزياتي في فكرة جديدة تحمس الكتاب الشباب من المكفوفين، هذه السنة قرر الزياتي تنظيم مسابقة تحت عنوان "القلم الذهبي"، تماشيًا مع اليوبيل الذهبي للمعرض، وخلال الأيام القادمة سيعلن الزياتي عن الفائز فيها حيث يتم نشر عمل لكاتب شاب مجانًا.
أحلام وطموحات الزياتي لا تنتهي "نفسي أنشر اصدارات الكتب الجديدة"، وهو ما فعله ذات مرة حين وافق الكاتب محمد صادق على نشر روايته هيبتا بطريقة برايل، لكن لم يتكرر ذلك بعدها.
فيديو قد يعجبك: