إعلان

هل يساهم دخول طباعة "برايل" إلى "الأميرية" في دعم المكفوفين؟

04:21 م الخميس 24 يناير 2019

نسخة من الجريدة الرسمية المطبوعة بطريقة برايل للمك

كتبت-إشراق أحمد:

مر يومان على إعلان طباعة اللائحة التنفيذية لقانون ذوي الاحتياجات بطريقة "برايل" للمكفوفين، لكن شيماء مختار لم تسمع بالأمر.

كانت وزارة التجارة والصناعة التابع لها هيئة المطابع الأميرية، أعلنت أول أمس عن بدء طباعة اللائحة التنفيذية لقانون رقم 10 لعام 2018 الخاص بذوي الاحتياجات الخاصة، وذلك بطريقة "برايل" للمكفوفين، بعد تزويد الهيئة بأحدث ماكينات الطبع البارز، ويأتي هذا بعد طباعة نسخ من الجريدة الرسمية لفاقدي البصر كما جاء في بيان الوزارة.

ترى شيماء، عضو جمعية النور والأمل للمكفوفين، أن طباعة القوانين بـ"برايل" خطوة جيدة، خاصة أنه لا غنى عن الطبع البارز الورقي، تقول إنها اطلعت على قانون ذوي الاحتياجات الخاصة إلكترونياً، لكن واجهتها مشكلة "مش كل البرامج على الكمبيوتر تقدر تنطق كل الكلام فأحيانا بستعين ببرامج خارجية أو أخلي حد يقرأ لي" حسب قولها.

محاولات فردية عديدة خرجت طيلة الأعوام الماضية لدعم المكفوفين، منها اجتهادات متفرقة لتسجيل الكتب والمناهج الدراسية، وعلى مستوى أكثر تنظيمًا مثل تطبيق "أقرأ لي" للكتب المسموعة، لكن نطاق المبادرات ظل محدودًا، إما لعدم توفر الانترنت طيلة الوقت أو التكلفة المدفوعة كما تقول شيماء "كنت بعتمد على تطبيق أقرأ لي لكن مؤخرًا بقى بإشتراك وحقهم بس ليه نتحط في الموقف ده ما يبقى فيه حاجة متاحة طول الوقت".

طالما تمنت صاحبة السابعة والثلاثين ربيعًا أن تتوفر الكتب والمطبوعات الخاصة للمكفوفين بـ"برايل". منذ تخرجت عام 2005 أصبح اعتماد السيدة صاحبة السابعة والثلاثين ربيعا على الكمبيوتر والانترنت في كافة رغباتها المعرفية، تتذكر تلك الفترة التي اشتركت فيها مع بعض المجلات الورقية المخصصة أعداد للمكفوفين "كانت بتيجي لي لغاية البيت كل شهر".

ودت شيماء لو ضمت مكتبتها روايات لأدباء كبار وكتب رغبت في امتلاكها خاصة أن آخر كتاب حظت به أو تمكنت من قراءته ورقيا كان قبل أكثر من 10 سنوات، أيام درستها الجامعية.

كذلك لم يعرف محمد أبو طالب بشأن طباعة اللائحة التنفيذية أو الجريدة الرسمية التي ذُكر أنها طُبعت منذ ديسمبر الماضي بـ"برايل" أو صادفت بحثه كما يقول، يرى في الأمر "مجرد شو إعلامي"، فإن كان توفير المحتوى للمكفوفين خطوة جيدة بحسبه، لكن الواقع بالنسبة له لا يدلل على ذلك.

يقول الناشط في حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة "أصلا القراء بطريقة برايل عددهم قليل في مصر فحسب الإحصاءات الرسمية عدد المكفوفين المتعلمين في مدارس النور الحكومية 2% من عدد المكفوفين"، ويرُجع قلة القراء لاقتصار المحتوى على طباعة الكتب الدراسية والسماوية والنادر من الكتب الثقافية، ويزداد الأمر صعوبة في التواجد خارج القاهرة.

قبل ست سنوات، كان أبو طالب يسافر من سوهاج حيث يقيم إلى القاهرة لشراء أو تفقد كتاب بطريقة "برايل"، إلى أن أصبح يعتمد كليا على الانترنت والكمبيوتر في الاطلاع على كل ما هو مقروء، إذا لا يتواجد أي فرع لمكتبة أو هيئة المطابع الأميرية في محافظته.

وفيما ترى زينب محمد،29 عاماً، أن الدول المتقدمة على الصعيد العام توفر المحتوى المطبوع للمكفوفين، لأنه لازال هناك مَن يفضل القراءة بـ"برايل"، لم تعد معيدة قسم الإعلام في جامعة بني سويف تهتم بالقراءة الورقية إلا عند قراءة القرآن الكريم، غير أنها تتساءل عن كيفية تطبيق ذلك بشكل يصل لمن يريد قائلة "أتمنى تطبق صح لأن ممكن يبقى في مطبوعات لكن متوصلش للناس اللي تستفيد منها وبكده يبقى معملناش حاجة".

وفقًا لآخر إحصاء للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء 2017؛ نحو ثلاثة ملايين ونصف كفيف في مصر بينهم قرابة مليون يعرفون القراءة بطريقة "برايل"، تفاجأ عماد فوزي، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة لشؤون المطابع الأميرية بالمعلومة حينما أخبره بها نائب البرلمان خالد حنفي، عضو لجنة الشؤون الدستورية والتشريعية.

كان ذلك قبل عام، أثناء التخطيط لشراء ماكينة طبع خاصة لفاقدي البصر، بعدما ظهرت مشكلة في طباعة الكتب الدراسية للمكفوفين. يقول فوزي إن العمل بدأ في يناير 2018، وفي مارس خلال الاحتفال بمرور 60 عاما على إصدار الجريدة الرسمية أُعلن عن إتمام عقود جلب أول ماكينة حديثة أن للطباعة بـ"برايل" تدخل المطابع الأميرية.

في إبريل 2018 أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي 2018 عام ذوي الاحتياجات الخاصة، قبل خمسة أشهر أُلحقت ماكينة الطبع البارز للمكفوفين بـ"الأميرية" كما يقول رئيس مجلس إدارة الهيئة، وكان برنامج الحكومة المقدم إلى البرلمان أول المطبوعات بـ"برايل" حسبما يضيف فوزي، يليه نسخ من كتاب "أحمد فؤاد نجم.. تاريخ مصر الحي" الذي أصدرته هيئة المطابع بمناسبة ذكرى ميلاد "نجم"، ثم كتب للتربية والتعليم.

كما تم تجربة الطباعة المزدوجة للمبصر والكفيف معاً "الصفحة تكون نصها مطبوع والتالي برايل"، ويوضح فوزي أن الماكينة الحديثة هي 4 ماكينات، إحداها بنظام الطبع المتصل وهي الأولى من نوعها في مصر كما يقول، إذ تعتمد على الكمبيوتر في إدخال البيانات ثم إعطاء الأمر إلى الماكينة للطباعة الفورية دون حاجة للصفائح البارزة القديمة التي تتطلب وقت وجهد من العمال. أما الثلاث ماكينات الأخرى تعمل بنظام "الشيت" أو الورق المقصوص.

يشير فوزي إلى أن هناك مكفوفين بين فريق العمال في المطبعة، للتأكد من الطباعة الصحيحة وترتيب الأوراق، يقول 'تعاقدنا مع 4 أفراد مكفوفين عشان يساعدونا".

لا تقتصر الطباعة بماكينات "برايل" على إصدارات "الأميرية"؛ فقد تم طباعة نحو 2500 نسخة لمجلة أطفال قطر الندى التابعة لهيئة قصور الثقافة، إذ عقد بروتوكول فيما بينهما وكذلك المركز القومي للترجمة لطباعة نسخ للكتب التي يرغبون في تقديمها للمكفوفين.

50 نسخة تم طباعتها بـ"برايل" للائحة التنفيذية لقانون ذوي الاحتياجات الخاصة، متاحة في الوقت الحالي، بالركن الخاص للهيئة في معرض الكتاب وفروع الهيئة كما يقول فوزي، وهي 4 فروع في القاهرة والاسكندرية، فيما يشير إلى السعي للتنسيق مع دور نشر لتوزيع اصدارات الهيئة في المحافظات الخالية من فروع الأميرية.

 

 

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان