مكتبة على "بسكلتة".. مشروع "بولا" لتوصيل الكتب وتحسين الدخل
كتبت-دعاء الفولي:
قبل حوالي عام، اشترى بولا ناجي درّاجة جديدة، باتت هي رفيقة مشاويره اليومية داخل القاهرة، لذا عندما قرر بدء مشروع صغير، كانت "العجلة" هي البطل أيضا، لكن تلك المرة لتوصيل الكتب إلى المُحبين.
دائما ما كان الشاب العشريني قارئا نهما، اهتم بمطالعة جميع أنواع المطبوعات، واستكمل هوايته بدخول كلية الآداب، حيث مازال طالبا في السنة الأولى بقسم الدراما والنقد. بجانب الدراسة أراد ناجي البحث عن عمل يضمن تحسين الدخل، أنشأ صفحة على موقع فيسبوك بعنوان "bibliobike"، ليسوق لمشروعه منذ حوالي ستة أشهر.
"العجلة كانت مركونة عندي في البيت ويادوب بنزل بيها ساعات أشارك في ماراثون أو إيفنت"، لم يتردد الطالب وقتها "الكتب أكتر حاجة بحبها وبفهم فيها فليه مستغلش ده؟"، بدأ الأمر بشراء الكتب الشهيرة وعرضها "زي روايات الجيب والأدب العالمي للناشئين"، زاد الإقبال على ما يفعل "فبدأت اتفق مع أكتر من دار نشر على شراء الكتب منهم".
اعتبر أصحاب دور النشر ناجي كمكتبة "بيبقى ليا نسبة تخفيض وببيع بالسعر بتاع السوق وأحيانا بعمل خصومات في المواسم"، يحصل الشاب على ثمن خدمة التوصيل، والتي لا تزيد في المسافات البعيدة عن 30 جنيها كحد أقصى، إذ يقطن قريبا من ميدان رمسيس "ودة بيقرب الطرق عليا".
لم يعتمد ناجي على كتب دور النشر فقط؛ استعان بمكتبة كبيرة موجودة بمنزله "كنت بشوف الكتب اللي مش محتاجها ولسة جديدة وأعرضها لو حد عايزها"، اتسعت دائرة المهتمين بما يقدمه ناجي "بقت الناس تطلب مني كتب نادرة أو تطلب مني أرشّح لها كتب تانية"، اجتهد صاحب المشروع "ولما كنت بلاقي كتب قليلة والناس تتبسط بيها بحس إن التعب كله راح".
رغم جمال التجربة، إلا أن ناجي يواجه بعض الصعوبات "منها إني بشتغل لوحدي، فبسوق واروح للدور وأوصل الكتب لوحدي ودة مرهق جدا"، كما تُصبح مهملة نقل الكتب ثقيلة أحيانا "لو الأماكن بعيدة ومعايا حاجات كتير"، لكن الشاب لا يرفض توصيل أي كمية "محبش حد يحس إنه مش لاقي حاجة عندي"، في المقابل علّمه المشروع الكثير "بقيت قارئ أفضل ومطلع عشان لما حد يسألني أعرف أساعد"، بالإضافة لانفتاحه على مزيد من العلاقات "سواء في الأوساط الثقافية او عموما".
يأمل ناجي أن تتسع دائرة نشاطه "نفسي يبقى فيه فريق بيوصل الكتب لكل المحافظات"، فيما يتمنّى أن يستخدم المنصة التي يمتلكها للترويج لأعمال الكُتاب المختلفين، خاصة الشباب منهم "في مصر للأسف الكاتب هو اللي بيعمل كل حاجة بنفسه، بيدور على دار نشر وبيسوق لكتابه، نفسي أقدر أوجه الناس لشغلهم ويشوفوه".
فيديو قد يعجبك: